انتقل الى رحمة الله في هذا اليوم الخطيب المخضرم صاحب الحنجرة الذهبية الذي مازال يعطي ويبدع على كبر سنه حيث يعد احد اقدم الخطباء بالمنطقة الشرقية وكان ممن يواكب العصر والتطور في خدمة أهل البيت عليهم السلام حيث كنا ننتظره بالبث المباشر بشهر رمضان الماضي حيث منعتنا الجائحة ووباء كورونا من الوصول الى المجالس الحسينية التي كان يعتليها الخطباء ولم ننسى اداءه الذي لم يتغير منذ ما يفوق ستين سنة حيث يعد من الرعيل الأول في الخطابة بل زاد حسنا وابداعا على كبر سنه كما كنا ننتظر وصوله ليتحفنا بابداعه وصوته الشجي في رثاء أهل البيت عليهم السلام ونحن صغار كان خطيب مميز لدينا ونفتخر بان سنحه لنا الفرصة بالاستماع اليه حيث كان مشهور في الاحساء والقطيف بقرأته المميزة التي دامت ستين سنة ،الملا محمد المسيري الذي وافته المنية عن عمر ناهز 84 سنة في هذه الظروف التي منعت المؤمنين من الوصول الي تشيعه والقيام بواجب العزاء الا ان القلوب شيعته من البيوت الى قبره النير والعامر بذكر الله عز وجل. كان الملا محمد بن الملا علي المسيري مقبول لدى الجميع هش بشا محبوبا لدى من يعرفه ومن يلتقي به وكان يحترمه مجتمعه ويقدرونه لما يقوم به من خدمات لهم، كان شاعر مبدعا في رثاء أهل البيت عليهم السلام عاش بين ثقافتين تاروت بالقطيف مسقط رأسه والاحساء مقره وسكنه وان كانت الثقافة القطيفية تطغى عليه، كان معلم للخطابة وكاتبا لعقود اليع والشراء والدين واثبات الحقوق و كاتبا لوصايا المؤمنين ومحل ثقتهم لقلة من كان يعرف الكتابة والقراءة ، كان يالف ويؤلف ويؤنس من يجالسه ويتحفهم بالقصص وتاريخ الأمم ، وكان رحمة الله عليه صاحب حنجرة ذهبية سخرها في خدمة الدين والتوعية والتوجيه والإرشاد والتعليم والخطابة منذ نعومة اظافره. كان رحمه الله يحمل رسالة وهدف وكان يضحي وضحى وانجز في خدمة أهل البيت بتعليم وتدريب القراءة والخطابة والدفاع عن الحق ودين الله عز وجل وخدمة النبي محمد صل الله عليه واله وأهل بيته والدفاع عن مبادئهم وخطهم ونهجهم القويم. وكان من أوائل من عمل حملة للحج والعمرة وزيارة الأماكن المقدسة (حملا داري) وليس بالمنطقة الشرقية فقط بل حتى لدولة الامارات حيث كان يحج معه من دبي ومن مختلف المذاهب ويعتبرها خدمة للناس والعروج بهم الى الله عز وجل والوصول بهم الى مراتب العزة والفخر واستمر بخدمة الحجاج والزوار ما يقارب 37 سنة تقريبا. كانت سيرته عطرة طيبة ومثال يحتذا به في طيبته واخلاقه، نسال الله له الرحمة والمغفرة والرضوان. ملا / محمد المسيري
مشاركة :