فقد الوطن قائدا من القيادات العسكرية البارعين والمخضرمين الذين يشهد لهم الوطن بمواقف إنسانية كثيرة ناهيك عن حرصه وإخلاصه الشديد في عمله، حيث يمكث لساعات طويلة في مكتبه دون كلل أو ملل كل هذا من أجل الوطن، إنه الفقيد الفريق الركن زميم بن جويبر السواط مدير عام حرس الحدود غني عن التعريف، رجل بسيط ومتواضع يعمل بصمت، قاد هذا الجهاز لعدة سنوات، وكان مدرسة في الأخلاق يحرجك بتواضعه، يصغي ويستمع لكل كبير وصغير خاصة الأفراد المناضلين في الثغور لخدمة وحماية الوطن ويجلس معهم ويتلمس احتياجاتهم عن قرب ويعاود مريضهم، ويشاركهم الأفراح والأتراح، دعاني أكثر من مرة لكي أكون معه في الجولات ولكن ظروفي الأسرية لم تمكني من ذلك. وكنت أتصل به بين فترة وأخرى فيقول لي «أنا في جنوب المملكة في منطقة جازان في مهمة عمل»، وأعاود الاتصال عليه مرة ثانية بعد يومين أو ثلاثة فيقول لي «أنا في جولة في الحدود الشمالية»، فقلت له: أبا محمد لقد أرهقت نفسك كثيرا في الجولات المكوكية (مداعبا له) فيرد علي بالحرف الواحد «أخي عبدالله خدمة الوطن واجبة علينا جميعا، فلا بد أن نؤدي الأمانة والإخلاص في العمل على أكمل وجه ولن نتوانى عنها لحظة واحدة ونتلمس احتياجات ومتطلبات زملائنا في المناطق الحدودية، ونعمل على تشجيعهم وسرعة تلبية متطلباتهم». للفقيد مواقف كثيرة لا نستطيع سردها فهو يستحق منا كل الشكر والتقدير على ما قدمه طوال خدمته في هذا الجهاز الهام تزيد على 40 عاما، تحت منظومة مظلة وزارة الداخلية بالدعم اللا محدود من قيادتنا الرشيدة.
مشاركة :