تواصلت المساعي لفتح دورة استثنائية للبرلمان اللبناني، في وقت واصل التيار الوطني الحر، أمس، تصعيده السياسي مهدداً بالنزول إلى الشارع. وإذا كان الأسبوع السياسي اللبناني أقفل على شرخ حاد في قراءة الأزمة الحكومية وسبل حلها، بين التيار الوطني الحر من جهة، ورئيس الحكومة تمام سلام المدعوم من وزراء 14 آذار وحركة أمل، واللقاء التشاوري وجبهة النضال الوطني والمستقلين من جهة أخرى، فإن الانقسام في وجهات النظر مرشح للازدياد في الأيام المقبلة، وقد يتخذ أشكالاً جديدة يلجأ فيها المعترضون إلى خيار الشارع. فمواقف رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون التصعيدية، والتي استكملت الحملة التي كان بدأها فور انتهاء جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، أوحت بأنه انتقل إلى المرحلة الثانية من خطته للمواجهة، حيث دعا قواعد التيار إلى الاستعداد للتظاهر، قائلاً: نحن مدعوون للنزول إلى الشارع، مضيفاً: لن نكتفي بالكلام وما حصل في مجلس الوزراء الخميس الماضي، والذي قد يحدث الخميس المقبل، يستوجب فعل قوّة. وفي وقت أشارت أوساط سياسية متابعة إلى أن حزم سلام في منع تعطيل محركات الحكومة وسرعته في توجيه الدعوة إلى جلسة وزارية جديدة الخميس المقبل، رغم عدم رضى بعض الأطراف عن مجريات الجلسة الأخيرة، دفعا عون إلى رفع سقف مواقفه السياسية إلى حدود متقدمة، وأكدت أن مساعي امتصاص الغضب العوني وتبريده، لثنيه عن التصعيد ونسف قواعد الحكومة، قد انطلقت في الكواليس، ويلعب فيها حزب الله دور الإطفائي، إلى جانب الرئيس نبيه بري الناشط أيضاً على الخط نفسه، إلا أن نتائج الاتصالات يصعب استشرافها والتكهن بها منذ اليوم، حيث إن رجوع عون في خطابه بات صعباً بعدما رفع لهجته إلى حد غير مسبوق. إلى ذلك، اعتبر النائب سامي الجميل في أول خطاب له بعد تسلمه رئاسة حزب الكتائب أن الصيغة الدستورية التي نعيش في ظلها منذ 90 سنة سقطت، لافتاً إلى أن الحكومة معطلة لأنه لا يوجد رئيس، وكذلك البرلمان وإقرار سلسلة الرواتب والرتب، مشيراً إلى أنه منذ سنة وشهرين نحن من دون رئيس وهذا ليس مقبولاً، مضيفاً ليس مقبول أن نترك البلد وإن نعطل الرئاسة بسبب أنانيات شخصية وليس مقبولاً أن نعطل الرئاسة لأن المصلحة الشخصية والحزبية قبل مصلحة لبنان واللبنانيين، يجب أن تنظروا إلى الناس والموظفين وصاحب العمل، يجب أن نتوقف عن اختراع الحجج والمبادرات. وقال: إن الرئيس هو مفتاح فتح المؤسسات وبعد انتخاب الرئيس يجب أن نذهب إلى لقاء وطني نطرح فيه الهواجس والطموحات وأن نقوم بوقفة وجدانية وأن يجلس اللبنانيون مع بعضهم بعضاً، وأن يكون اللقاء في بيروت وليس في أي عاصمة أخرى ولا نقبل إلا أن نكون تحت وصاية الشعب اللبناني، واللقاء يجب أن يؤسس لبناء لبنان الجديد، داعياً إلى التفكير في اللقاء الجامع، مؤكداً أن السيادة ودولة القانون والديمقراطية هي مقومات الدولة.
مشاركة :