عادت أسعار النفط للارتفاع الثلاثاء، بعد تكبدها خسائر في وقت سابق، بفضل الآمال في مزيد من خفض إمدادات الخام مما أبطل أثر بواعث القلق من تقلص الطلب على الوقود بفعل زيادة جديدة في إصابات فيروس كورونا المستجد في أنحاء العالم.ويصعد خام برنت مرتفعاً 2% إلى 40.55 دولار للبرميل، بعد صعوده 2.6 في المئة الاثنين. وزاد الخام الأمريكي 2% ليسجل 38.15 دولار للبرميل، بعدما أغلق مرتفعاً 2.4% في الجلسة السابقة.وتجاوزت إصابات فيروس كورونا الثمانية ملايين في أنحاء العالم يوم الاثنين، مع تصاعد في الحالات بأمريكا اللاتينية، في حين تواجه الولايات المتحدة والصين تفشيات جديدة. لكن بعض المراقبين يقولون إن من غير المتوقع أن تعود الإغلاقات الصارمة التي سادت مطلع العام.وقال ستيفن إينس، كبير استراتيجيي الأسواق العالمية لدى أكسي كورب، في مذكرة، «في حين تؤكد عناوين أخبار كوفيد-19 أن تعافياً للطلب سيكون عملية بطيئة على الأرجح، فمن المستبعد على ما يبدو أن نرى عودة إلى إجراءات الغلق العام للنصف الأول من السنة».وقال المحللون إن الآمال في مزيد من خفض إمدادات النفط من كبار المنتجين ساعدت أيضاً على الحيلولة دون انخفاضات أشد للأسعار.من جهتها، قالت وكالة الطاقة الدولية الثلاثاء إن الطلب على النفط يتعافى من أكبر انخفاض في التاريخ في 2020، لكن التراجع في قطاع الطيران بسبب المخاوف من فيروس كورونا يعني أن العالم لن يعود إلى مستويات طلب ما قبل الجائحة قبل 2022.وقالت وكالة الطاقة في تقريرها الشهري «توقعاتنا الأولى للعام 2021 بأكمله تظهر نمو الطلب 5.7 مليون برميل يومياً، وهو ما يعني، عند مستوى يبلغ 97.4 مليون برميل يومياً، أنه سيكون دون مستوى 2019 بواقع 2.4 مليون برميل يومياً».وأضافت الوكالة التي مقرها باريس: «تراجع تسليمات وقود الطائرات والكيروسين سيؤثر في إجمالي الطلب على النفط حتى 2022 على الأقل... يواجه قطاع الطيران أزمة وجودية».وقالت الوكالة إن السفر جواً بدأ يزيد قليلاً في منتصف مايو/أيار وإنه تسارع في يونيو/حزيران مع تخفيف إجراءات احتواء الفيروس لكنه يظل أقل بنسبة 70 في المئة عن مستويات 2019.ورفعت وكالة الطاقة توقعاتها للطلب على النفط في 2020 نحو 500 ألف برميل يومياً نظراً لواردات آسيوية أقوى من المتوقع.وقالت الوكالة «خروج الصين القوي من إجراءات الغلق العام أعاد الطلب في إبريل/نيسان إلى مستويات العام الماضي تقريباً. وشهدنا أيضاً انتعاشاً قوياً في الهند في مايو/أيار، وإن كان الطلب مازال أقل بكثير من مستويات العام الماضي».وأشارت الوكالة إلى هبوط في إمدادات النفط العالمية بمقدار 11.8 مليون برميل يومياً في مايو/أيار، وقالت إن منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاءها بمن فيهم روسيا، في إطار المجموعة المعروفة باسم أوبك+، خفضوا الإنتاج 9.4 مليون برميل يومياً.وهبط إنتاج دول لم تشارك في الاتفاق 4.5 مليون برميل يومياً منذ بداية العام، بحسب الوكالة، التي أشارت إلى أن إنتاج الولايات المتحدة سينخفض 900 ألف برميل يومياً العام الجاري و300 ألف برميل يومياً العام المقبل ما لم ترتفع الأسعار لتشجع على استثمارات جديدة في النفط الصخري.وقالت «إذا استمرت الاتجاهات الحديثة في الإنتاج وتعافى الطلب، فستقف السوق على أساس أكثر استقراراً بنهاية النصف الثاني من السنة، لكن ينبغي ألا نستهين بأوجه عدم التيقن الهائلة».
مشاركة :