ثمّن كتاب وناشرون مبادرة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري لجمعية الناشرين الإماراتيين، في إطلاق «صندوق الأزمات» للناشرين الإماراتيين، بميزانية بلغت مليون درهم إماراتي، بهدف دعم الناشرين المتضررين من جائحة كورونا، مؤكدين لـ«الاتحاد» أنّ هذه المبادرة ليست غريبة أو جديدة على الشيخة بدور القاسمي في دعم مسيرة النشر والثقافة في الإمارات، لافتين إلى أهمية «صندوق الأزمات» لكونه يربط قطاع النشر بالقطاعات الاقتصادية الحيوية في العالم، بعد التأثير الحاصل بسبب أزمة كورونا، وأهميّة تجاوز التحديات التي تفرضها هذه الأزمة على قطاع النشر، وهو ما حملته المبادرة. استشراف المستقبل وقال الدكتور محمد حمدان بن جرش، أمين عام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات: «تلمسنا منذ اللحظة الأولى لتولي الشيخة بدور القاسمي منصب الرئيس الفخري لجمعية الناشرين الإماراتيين، دعمها المستمر لقطاع النشر بشكل عام وقطاع الثقافة بشكل خاص، واطلاعها الدائم على سوق النشر، وكل ما يتعلق بالصناعة الإبداعية والممارسات العالمية الناجحة، ما انعكس بصورة إيجابية على السوق المحلي للنشر»، مضيفاً: «وها نحن اليوم نتلقى مبادرة جديدة بإنشاء صندوق الأزمات للناشرين الإماراتيين، وهذا يدل على الفكر النير واستشراف المستقبل، ورسم سيناريوهات استباقية لوضع الحلول الإبداعية والمبتكرة، والتي ستعود بالنفع والنمو والاستدامة لقطاع النشر والثقافة في الدولة». التوقيت المناسب وأشاد الأديب والناشر جمال الشحي بالمبادرة التي أتت في التوقيت المناسب، والتي هي متوقعة وليست غريبة من الشيخة بدور القاسمي، في ظل هذه الأزمة التي تعصف بطباعة النشر محلياً ودولياً، كما أنها تعتبر طوق نجاة لكثير من الناشرين الذين عانوا ومازالوا يعانون أزمة جائحة كورونا، خاصة أن الصندوق يسعى إلى الوصول لمختلف الناشرين العاملين داخل الدولة، والوقوف على التحديات التي يواجهونها، للعمل على تقديم المساعدات اللازمة لاستمرارية أعمالهم والنهوض بها. الدعامة الأصلب وقال الناشر أشرف شاهين، إن هذه المبادرة ليست بجديدة ولا غريبة على الشيخة بدور القاسمي، وهي سبق وأن قدمت الكثير من المبادرات، مثل مبادرة «1001 عنوان»، وغيرها، كما قدمت الدعم الكبير لصناعة النشر في الدولة، حتى أصبحت الإمارات من الدول الرائدة فيها، موضحاً أن هذه المبادرة جيدة في ظل الظروف والأوضاع الحالية التي يعاني منها الناشرون، ليس في الإمارات فقط، وإنما على مستوى العالم، خاصةً وأنَّ أزمة فيروس كورونا أثبتت أنّ الكتاب سيظل هو الدعامة الأصلب في نشر الوعي، معتبراً أن هذه المبادرة خطوة أولى سيتبعها المزيد من الخطوات المقبلة للمحافظة على المكتسبات الحالية الموجودة في قطاع النشر الإماراتي. تطوير النوعية ورأت الناقدة والروائيّة الدكتورة أمينة ذيبان أنّ صندوق الأزمات للناشرين الإماراتيين يعيد الثقة للناشر بعملية صناعة النشر، فلا يتخلى عن هذه الصناعة، في ظلّ مخاوف الناشرين العرب تحديداً والعالم ككل على مستقبل النشر الورقي، نظراً لأنّ الكتاب الورقي أصلاً، وقبل أزمة فيروس كورونا، كان يعاني قلّة مقروئيّته واستخدامه كمرجع، بسبب رواج النشر الإلكتروني والمدونات ومحركات البحث التي شغلت الجميع وأفادتهم، مع علمنا بأنّ للكتاب الورقي ميزة المرجعية والصدقية في الاعتماد ومعرفة المؤلف والإحاطة بكثير مما يتعلق بصاحب الكتاب والطبعة ودار النشر.. فما بالنا اليوم والكتاب لم يعد يتوزّع في ظلّ هذه الأزمة؟!.. ربما هذا يؤدي إلى خروج كثيرين من هذه المهنة أو الصناعة واتجاههم إلى مهن أخرى، غير أنّ إعادة ألق الكتاب من جديد يظلّ مرهوناً بالدعم الموجّه عبر هذه المبادرات، ومنها مبادرة الشيخة بدور القاسمي، ومبادرات الدولة بوجه عام في هذا الشأن. وأكّدت الدكتورة ذيبان أنّ الأمر الآن مرهونٌ بتطوير الناشر الإماراتي لنفسه والعودة من جديد بأمل وثقة، والنظر إلى هذه الصناعة على أنّها ليست يسيرة، أو أنّ بإمكان أيّ شخص أن يقوم بها، فهي تحتاج شروطاً في الثقافة والاطلاع والمعرفة والتسويق وإقناع القارئ بمحتوى الكتاب، لأنّ غاية الناشر ألا يفرّ القارئ إلى مصادر أخرى، وأوّلها «الإنترنت». وتوقّعت الدكتورة ذيبان أن يعود النشر الورقي للازدهار بعد الأزمة، خصوصاً في ظلّ الدعم المستند إلى رؤية المبادرات ومشاريع الدولة، ومعارضها التي نأمل أن تعود قريباً بعون الله. وأكّد الكاتب الإماراتي فهد المعمري أهمية المبادرة، مهيباً بالأدباء والكتاب إلى أن يعودوا إلى سوق النشر الورقي، لأنّ خزائنهم بانتظار إصدارات جديدة، مبيناً أنّ المكتبة الورقية لا يزال لها دورها على المستوى الأكاديمي، ولذلك فهو يتوقع أن تعود الحياة الأدبية، ويتعافى الكتاب الورقي مما اعتراه أو طرأ عليه خلال هذه الأزمة.
مشاركة :