يجمع شهر رمضان المبارك شمل العائلة حول سفرته العامرة، ولكن هناك عوائل تفضل الخروج عن الروتين اليومي بتناول وجبة الإفطار في المنزل وأمام شاشة التلفاز، حيث تفضل تخصيص بعض الأيام للإفطار في أحد المطاعم أو الفنادق. ومن جانبها تعمل العديد من المطاعم والفنادق على تقديم العروض لجذب الزبائن، وقال خالد نبيل مدير المبيعات والتسويق لأحد الفنادق في المنطقة الشرقية: إن الفندق يهتم براحة الزبائن وتوفير كل الخدمات المتاحة وبـأسعار مغرية وفي متناول الجميع ممن يبحث عن التميز وقضاء أمتع وأطيب الأوقات ووسط أجواء لا تخلو من الروحانية والخصوصية بجانب المسبح أوالحديقة حسب ذوق الزبون، إضافة إلى سحوبات يومية والبوفيه المفتوح والسحور، والذي يتوفر فيه كل أصناف الأطعمة والعصيرات ومسابقات وعروض ولا نغفل الخيمة الرمضانية والهدايا الفورية للأطفال. خيم رمضانية فيما قال مسؤول المبيعات والتسويق في إحدى المؤسسات الفندقية: إن الفنادق تعد معلما سياحيا إذا ما توفر بها سبل الراحة من خلال الخدمات المقدمة، لاسيما في شهر رمضان الفضيل، والذي يعتبر موسم الذروة، حيث يبحث الناس عن التنويع وقضاء أجمل الليالي، وهذا ما نحرص على توفيره من خلال الخيم الرمضانية والبوفيه المفتوح لوجبتي الإفطار والسحور، والذي نوفر فيه أطعمة وأطباقًا مختلفة ومتنوعة منها المأكولات الخليجية والهندية وكل أنواع العصائر والمرطبات والكعك والحلوى بأسعار منافسة في متناول الجميع، إضافة إلى الجوائز والهدايا الكثيرة والقيمة، وهذا الأمر يجعل الناس تأتي لقضاء ليال رمضانية فريدة لا تتوفر في أي مكان آخر، ونحن يهمنا خصوصية العائلات إذ يوجد مكان خاص للعزاب وآخر خاص للعائلات. وقال إبراهيم رافع، صاحب مطعم، بأن العائلات تبحث عن التنويع وعدم الالتزام بتناول وجبة الإفطار والسحور في منازلها والبعض يمل من الإطباق المنزلية الروتينية فيخرج بعائلته إلى مطعم مناسب يلبي ذوقهم ونحن نحرص على توفير أماكن ملائمة وخدمة راقية وأسعار مناسبة والمطعم يوفر (بوفيه) مفتوحا. الخروج ضرورة..! من جهتها أشارت بدرية سعيد، ربة منزل، إلى أنه من الضروري أن تخرج ولو لليلة واحدة في شهر رمضان الكريم لتناول وجبة الإفطار سواء في أحد المطاعم أو الفنادق الشهيرة طلبا للتغيير وأضافت: عند الخروج أنعم بالراحة والخلاص من المطبخ الذي ألزمه طوال شهر مضان. وتشاركها الرأي هالة عمر، التي تصر على زوجها كل عام لاصطحابها إلى أحد الأماكن لتناول وجبة الإفطار أو السحور تجنبا للروتين وللتعب والإرهاق، الذي تعاني منه ربة المنزل، فلا بأس أن يكافئها زوجها باصطحابها للخارج برفقة الأبناء وتناول وجبة الإفطار. بينما أوضحت سلوى أن لديهم أيامًا مخصصة لتناول وجبة الإفطار خارج المنزل، وهي ليلة الخميس في منزل أهل الزوجة وليلة الجمعة في منزل أهلها وليلة السبت في أحد الأماكن الترفيهية سواء مطعما أو فندقا يشعر باختلاف الأوقات والمذاقات. أعباء مالية أما أبو فارس فيضع ألف حساب للشهر الفضيل، إذ يوفر ميزانية خاصة من أجل الترويح والاستمتاع بليالي رمضان وتوفير رغبات العائلة ومطالبهم أو ما تشترطه عليه زوجته أم فارس باصطحابها ليلتين في الأسبوع لتناول وجبة الإفطار في أحد الفنادق أو المطاعم الراقية. ويرى أبو جواد أن الغيرة والتنافس تشتعل بين بعض ربات البيوت في كل شيء وفي كل جوانب الحياة، إذ لا تسمع أي واحدة منهن عن جارتها مسافرة أو ستفطر في مطعم أو فندق أو تشتري فستانا إلا وتريد أن تكون مثلها، وهذا مرض اجتماعي أصاب بعض النساء على وجه الخصوص فحبهن للتباهي والتفاخر يجعلهن يثقلن كاهل رب الأسرة، فأنا على سبيل المثال: كيف أستطيع تحمل قيمة إفطار عائلتي الكبيرة في أحد الفنادق وتكلفة الفرد الواحد تفوق الـ 200 ريال ومن الأفضل أن يستمعن في هذا الشهر الفضيل إلى المحاضرات والندوات التوعوية والإرشادية. بدائل تقليدية ومنخفضة التكلفة واستغربت أم عباس وهي متقدمة في السن طلبات بعض النساء الكثيرة، وقالت: بدل أن تجلس في منزلها وتجمع أسرتها حول السفره الرمضانية، التي تحوي أكلات شعبية لا يجيدها أكبر الطهاة في أي مطعم أو فندق أرى أن بعض النساء الآن يطالبن أزواجهن بالذهاب إلى مطعم أو فندق لتناول وجبة الإفطار وترك الجلسة الجميلة للعائلة، فرمضان هو شهر التآلف ولم الشمل والتعاون في الطهي وتبادل الأطباق بين الجيران، وهذه الأمور جميعها اختفت وحتى العزائم والولائم الرمضانية أصبحت تعمل في صالات وفنادق. أما أم اعتزاز فقالت: صحيح أن الذهاب إلى البوفيه المفتوح في الفنادق والمطاعم أصبح موضة ومدعاة للتباهي بين بعض النساء حتى من قبل أناس ذوي دخل محدود، لكني لا أحب أن أحمل زوجي فوق طاقته فأكتفي بالذهاب معه ليلة أو ليلتين من الشهر الفضيل إلى أحد المطاعم المتواضعة أو أحمل الإفطار معي إلى الكورنيش أو الشاطئ، المهم هو تغيير الروتين بصحبة العائلة وأن يكون الجميع فرحا ومسرورا بعيدا عن مظاهر البذخ والتبذير.
مشاركة :