شهدت أسواق بيع الأواني المنزلية خلال الأسبوع الماضي انتعاشا وصفه العاملون في تلك الأسواق بموسم الذروة الذي تحقق فيها أعلى إيرادات وأرباح وحركة شرائية لا يسنح بمثلها طوال العام. ويقول البائع حسين الملا: «هذه السنة تحديدا انتعشت أسواق بيع الأواني بشكل لافت والإقبال كثيف من قبل النساء والمستغرب أن الفتيات الصغيرات اندفعن لشراء الصحون والأواني ويشاركن أمهاتهن بالاختيار»، لافتا إلى أن أغلب السيدات تحدثن أثناء الشراء عن كيفية تصميم السفرة بأشكال مختلفة لإضافتها في حساباتهن في «الإنستجرام» للحصول على أعلى عدد من اللايكات. ويشاركه الرأي البائع عصام الخالدي الذي اندهش لكثافة الفتيات المقبلات على محلات بيع الأواني وشرائهن لأوانٍ مكررة ولكنها مختلفة الألوان من أجل استخدامها في عملية التصوير ووضع الصور في حسابهن في «الإنستجرام»، وقال: «هذا الأمر يعد حديثا حيث لم نألف كبائعين وجود فتيات يشترين الأواني لشهر رمضان والعادة في السابق كن الأمهات من يقمن بالاختيار وشراء ما يحتاجونه، إلا أن هذا العام فقد شكلت ظاهرة شراء الأواني ليس للحاجة فحسب بل من أجل العرض والتصوير وتداول الحسابات والحصول على اللايكات». وأضاف: «هناك فتيات يأتين بهواتفهن ويسألن عن بعض الأواني التي رأتها في إحدى حسابات الإنستجرام وترغب بشراء مثلها»، مؤكدا أن أصحاب المحلات هم المستفيدون بالدرجة الأولى من حيث قوة الشراء والدعاية المجانية التي تقوم بها الفتيات من خلال تصوير أواني المحل ونشرها في حساباتهن. من جانبها، أشارت «مروى عبد المجيد» ربة منزل، إلى أن في السابق كانت كثير من الأسر تحرص على شراء الأواني البلاستيكية من أجل شهر رمضان نظرا لكمية الأواني التي تستهلك في إعداد المائدة ومن أجل التخفيف من عملية الغسيل على ربة المنزل، إلا أن الأحوال الآن تبدلت، وقالت: «برنامج الإنستجرام» قلب الموازين رأسا على عقب وعزفت كثير من الأسر على استخدام الأواني البلاستيكية واجتهدت النساء قبيل شهر رمضان في اقتناء أجمل الأواني وتشكيلات مختلفة من الموديلات المعروضة في السوق دون الالتفات إلى الأسعار أو إلى عملية الغسيل فالأهم عرض المائدة وتصويرها ووضعها في الحساب على «الانستجرام» للحصول على اللايكات أو وضعها في قروبات العائلة عبر برنامج «الواتساب» للمدح والتعليق. وألمحت إلى أن هذه الظاهرة نتج عنها الكثير من الخلافات الأسرية والمشاحنات النسائية بسبب المنافسة من خلال التعليقات أو من خلال عزوف أحد أفراد الأسرة عن وضع اللايكات ويفسر على أن ذلك بدافع الغيرة. وبينت الأخصائية الاجتماعية سلوى العالي أن عادة تبادل الأطباق في شهر رمضان والتي تسمى بـ»النقصة» قد اختفت وحلت محلها تبادل الصور وخرجت المائدة الرمضانية من شكلها البسيط لتأخذ أشكالا فاخرة وتوحي بالرفاهية من خلال عملية التصوير وترتيب المائدة. وقالت:»حرصت الكثير من النساء على الاستعداد وشراء المستلزمات الرمضانية لغرض واحد وهو العرض والتصوير والنشر في مواقع التواصل الاجتماعية، فيما كان سابقا التنافس في عملية الطهي وإعداد الطبخات، ويعاني رب المنزل من هذه الظاهر إذ يتكبد مزيدا من المصروفات على الأواني إلى جانب مستلزمات رمضان وأجرة الخادمة التي تستعين بها ربة المنزل لغسل الأواني المعروضة في المائدة». وذكرت أن رب الأسرة يضطر إلى أن يأكل الطعام باردا، وذلك بعد مضي أكثر من نصف ساعة من وضعه في الأواني لتصويره، مؤكدة نشوب خلافات ومشاحنات زوجية بسبب ذلك والتي تنتهي بالشجار والخصام ، والطريف في الأمر أن الزوجة تأخذ جوال زوجها وتفتح الحساب وتضيف تعليق جميل على صورها كأن زوجها سعيد بالمائدة ويقوم بمدحها من أجل إثارة غيرة جاراتها وقريباتها بينما هو في الحقيقة على خصام معها بسبب ذلك.
مشاركة :