مصالحة درزية لتحصين الجبل من ارتجاجات لبنان | صابرة دوح | صحيفة العرب

  • 6/17/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

التحولات العاصفة التي يشهدها لبنان فرضت الإسراع في إجراء مصالحة بين الخصمين السياسيين، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان في سياق مساع لتحصين الجبل من أي رجات. تثير التطورات المتسارعة على الساحة اللبنانية في علاقة بتفاقم الأزمة المالية وارتفاع منسوب التوتر الطائفي، هواجس دروز لبنان الذين باتوا يخشون من ارتدادات ما يحدث على بيئتهم، ليس فقط اقتصاديا بل وأمنيا. ودفعت هذه الهواجس إلى عقد لقاء هو أقرب لتنظيم الخلافات منه إلى المصالحة بين الزعيم الدرزي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال أرسلان برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري. ويرتبط برّي الذي يتولى رئاسة حركة أمل الشيعية بعلاقات وثيقة مع كلا الجانبين، ما سمح له بأن يلعب دور الحاضن لهذا الاجتماع الذي يأمل الدروز في أن ينزع فتيل الاحتقان في الجبل، ويعيد ترتيب البيت الدرزي المشتت. ويقول مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي صالح حديفة لـ”العرب”، “لا شك أن الأوضاع التي يشهدها لبنان بسبب الضائقة المالية والأزمة الاقتصادية، أضف إلى ذلك التوتر في الشارع الذي كاد أن يأخذ البلاد الأسبوع الماضي باتجاه فتنة طائفية، ساهمت في تسريع اللقاء بين وليد بيك والأمير أرسلان”. ويوضح حديفة أن الحزب التقدمي الاشتراكي كان مستعدا لعقد هذا اللقاء، الذي لم يكن الأول منذ فترة طويلة، بيد أن الأحداث المتسارعة في لبنان وحالة السيولة الجارية ومن ثمة اندلاع ثورة 17 أكتوبر، حالت دون ذلك. وجمع لقاء في أغسطس الماضي جنبلاط وأرسلان برعاية الرئيس ميشال عون لإنهاء الشلل الحكومي التي خلفته حينها حادثة قبرشمون حينما اعترض أنصار للحزب التقدمي الاشتراكي في 30 يونيو موكب الوزير السابق المحسوب على الحزب الديمقراطي صالح الغريب، وأدت تلك الحادثة إلى مقتل اثنين من مرافقي الوزير وجرح آخر ما تسبب في توتر شديد بين الجانبين، كاد أن يقود إلى فتنة درزية – درزية في الجبل. صالح حديفة: أطراف خارجية عدة لديها مصلحة في ضرب استقرار لبنان صالح حديفة: أطراف خارجية عدة لديها مصلحة في ضرب استقرار لبنان ولطالما اتسمت العلاقة بين الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديمقراطي بالتوتر نتيجة حالة التنافس بين الطرفين على النفوذ داخل جبل لبنان، وقد اتخذ هذا التنافس في السنوات الأخيرة منحى خطيرا لاسيما مع استقواء أرسلان بدعم حزب الله الذي أصبح المتحكم في مفاصل القرار اللبناني.ومن غير المرجح أن يؤدي اللقاء الأخير الذي جرى في عين التينة إلى تغيّر نوعي على مستوى العلاقة بين الطرفين، ليس فقط لجهة التنافس بين الجانبين على الساحة الدرزية بل وأيضا لارتباطات كل منهما الإقليمية المتضادة. ويعتقد أن اللقاء يندرج في سياق تنظيم الخلافات لتحصين الجبل والنأي به عن أي توترات لاسيما في ظل الأوضاع التي تعصف بلبنان والتي لا تُعرف بعد مآلاتها في غياب أي أفق لانحسار الأزمتين المالية والاقتصادية، لاسيما مع عدم التوصل لأي اتفاق حتى الآن مع صندوق النقد الدولي، ودخول قانون قيصر حيز التنفيذ والذي يتوقع أن ينعكس بشدة على الوضع في هذا البلد. وقال الوزير السابق علي حسن خليل إثر لقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني إنه “تم الاتفاق على تشكيل لجنة مكونة من غازي العريضي وصالح الغريب وعلي الخليل لمناقشة كل القضايا الخلافية المتعلقة بشؤون الطائفة الدرزية والاتفاق على معالجة ذيول الأحداث التي مررنا بها”، في إشارة إلى قبرشمون وقبلها حادثة الشويفات في العام 2018. وينتهج الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في الفترة الأخيرة سياسة التهدئة مع الجميع، حتى مع أولئك الذين يسعون بالواضح إلى تحييده، سواء التيار الوطني الحر وبدرجة أقل حزب الله. ويقول صالح حديفة في معرض تصريحات لـ”العرب”، إن “مواقف الحزب التقدمي الاشتراكي تصب في سياق التهدئة وإعلاء المصلحة العامة، لإخراج لبنان من الأزمة التي يعيش على وقعها”. ويشير حديفة إلى أن هناك أخطارا تحدق بلبنان في ظل وجود أطراف خارجية عدة لديها مصلحة في ضرب استقرار هذا البلد وبالتالي على الجميع الوعي بدقة هذه المرحلة.

مشاركة :