ابن الديرة «للأسف النتيجة إيجابية».. تقع هذه الجملة على سامعها الخارج من فحص «كورونا»، وقع الصاعقة، ويخرج يخبط خبط عشواء، ويصاب بنوع من القنوط وتعتريه مشاعر الكآبة والإحباط.قبل جائحة «كورونا» الخبيث، وتفشيه، وسيطرته على كل شيء تقريباً، من الإعلام بمختلف قطاعاته، وجهات متعددة حكومية وخاصة، وجلسات الأسر في أسمارها وصباحاتها، وحوارات الأصدقاء، كانت كلمتا «الإيجابية» و«السلبية» متضادتين ـ ولا تزالان ـ لكن بمعنيين مختلفين، فالأولى مطلوبة وضرورية ومشجعة، ويشدد عليها المسؤولون ليتمثّلها الموظفون، والثانية كانت كريهة منبوذة، وعلامة على النقصان والخطأ، ويُرمى بها المقصِّـرون وغير المنضبطين، فتكون تهمة أو نقيصة ومثاراً لنفور الآخرين وانزعاجهم.بصرف النظر ـ ولو مؤقتاً ـ عن هذا الفيروس المزعج الذي بدأت تباشير انزياح غمّته بالبزوغ، على الأقل في دولة الإمارات، التي تعاملت معه بجدية مطلقة، وبصرامة وحزم، ما أدى إلى انحسار عدد المصابين وازدياد المتعافين، وزيادة الفحوص في كل أرجاء الوطن، ومن ثم اتخاذ إجراءات «إيجابية» جداً، بعودة شبه كاملة للحياة إلى طبيعتها، فالموظفون باشروا أعمالهم في مكاتبهم «عن قرب»، فضلاً عن عودة النشاط إلى كل المنشآت الفندقية والمطاعم والمقاهي، والمراكز التجارية ودور السينما.كل هذه العودة الجميلة «الإيجابية»، كانت بإجراءات احترازية صارمة ومكثفة، بارتداء الأقنعة الواقية والقفازات، والتباعد والتعقيم، ما يبعث على البهجة والتفاؤل والسعادة، فنحن في وطن السعادة.ولو عدنا إلى «الإيجابية» و«السلبية»، فنحن في دولة الإمارات إيجابيون بلا أدنى شك، ونحثّ على هذه القيمة في كل سلوكياتنا وتصرفاتنا؛ لأن دولة بناها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على هذه القيمة، والتعامل بها في كل مناحي الحياة، ويدير دفتها قادة ديدنهم الإيجابية والعطاء، لا نستطيع أن نكون فيها إلا إيجابيين، ونرفض السلبية والتعامل المؤذي أو المزعج أو المنغِّص.ونحن واثقون تماماً بأننا في ظل هذا الوطن الخيِّـر القائم على الكرم والعطاء والمحبة والإنسانية، ستعود فيه «الإيجابية» و«السلبية» إلى عهدنا بهما، ولن يكون هناك أي معنى لهما في غير سياقهما الطبيعي؛ لأن «كورونا» مثل غيره من المنغِّصات مآله النسيان والهباء.وستعود كل التعابير والألفاظ التي عهدناها، إلى سياقها، فـ«التباعد» مرفوض؛ لأننا جُبلنا على التقارب والتحابّ والتعاضد، و«العزلة» ليست من سماتنا.وإن غداً مشرقاً لناظره قريب. ebnaldeera@gmail.com
مشاركة :