تحليل إخباري: خبراء ليبيون: الصين تظهر التزاما حقيقيا تجاه أفريقيا لمساعدتها في مواجهة أزماتها

  • 6/18/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يرى خبراء ليبيون بأن الصين تبرهن دائما خلال كل الأزمات التي تواجه القارة الأفريقية، أنها ملتزمة بشكل حقيقي مع القارة السمراء، وتحرص على إظهار مسؤوليتها تجاه الأفارقة الأصدقاء الذين تضعهم بكين في الطليعة، نظرا لعمق العلاقات التاريخية منذ عقود طويلة. تقول فاطمة الزائدي، الخبيرة في الشؤون الأفرو - آسيوية في حديثها لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الأربعاء)، بأن "خطاب القيادة الصينية فى القمة الاستثنائية لتعزيز التضامن الصيني - الأفريقي في مكافحة مرض كورونا، دليل جديد على التزام بكين التاريخي تجاه أفريقيا، خاصة وأنها من الدول القليلة التي لا تساوم ولا تفاوض مقابل خدماتها تجاه القارة، بل تقدم المساعدة وتقف مع الأفارقة دون حاجتها لمقابل وإن كان الأمر مشروعا". وأضافت الزائدي "الصين عندما أقرت خطتها للتنمية المستدامة مع أفريقيا عبر مبادرة الحزام والطريق، لم تنوي تحقيق بعد اقتصادي فحسب، بل تريد تحقيق أدوار إنسانية واجتماعية ترفع من خلالها قدرات وإمكانيات القارة، وجعلها في موقف أقوى لمواجهة الطامعين في خيراتها، وبالتالي تكون بكين في حال نجاحها حققت التوازن لأفريقيا التي يستغلها الغرب المتوحش". وعن دور الصين في مساعدتها في مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد ، أجابت الزائدي " الصين كانت من أوائل الدول التي ساعدت أفريقيا دون تمييز في معركة السيطرة على المرض، ولم تطلب أي مقابل من أجل ذلك، لأنها تحاول تحقيق العدالة الإنسانية في منطقة فقيرة تحتاج دولة قوية مثل الصين لتساعدها في مواجهة العبء الطبي الناتج عن المرض". وعقدت القمة التي اقترحتها الصين وجنوب افريقيا، الرئيس المناوب للاتحاد الافريقي، والسنغال ، الرئيس المشارك لمنتدى التعاون الصيني الافريقي، بشكل مشترك، عبر رابط فيديو. حضر قادة الدول الأفريقية، ومن بينهم أعضاء جمعية رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي، والرؤساء المناوبون للمنظمات الأفريقية الرئيسية دون الإقليمية، ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، هذه القمة. كما حضر الأمين العام للأمم المتحدة والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أيضا الاجتماع كضيفين خاصين. جلال الفيتوري، أستاذ محاضر في القانون في الجامعات الليبية، يرى بأن الصين تعمل دائما وتحرص على دعم أفريقيا، عبر مسارات متكاملة وليست منفصلة. وأوضح الفيتوري بهذا الصدد أن المبادرة الصينية فى القمة "وضعت الحلول لمواجهة المشاكل في أفريقيا ليس عبر مسارات منفصلة، وطرحت خطط متكاملة طويلة الأمد لمساعدتها، سواء مع مرض فيروس كورونا وتهديده، أو عبر تحقيق الشراكة الاقتصادية التنموية، التي تنعكس إيجابا في مصلحة المواطن الأفريقي". وعن شكل العلاقة بين الصين وأفريقيا، أشار قائلا "عبر عقود طويلة مضت، والعلاقة بين الصين وأفريقيا تتطور وتزدهر، علاقة خالية من الأزمات مثل مشاكل القارة مع أوروبا وأمريكا، وبالتالي محافظة الصين على هذه العلاقة المرنة، جعلت أفريقيا محظوظة بشريك قوي ومتين مثل الصين". وختم الأستاذ الليبي "أعتقد استمرار تقديم بكين مساعدات طبية لمواجهة دول أفريقيا لمرض "كوفيد-19"، يساهم بصورة واضحة في استقرار الوضع المرضي في أفريقيا، وعدم انفلات الوضع الصحي لديها". وأرسلت الصين حتى الآن، مساعدات شديدة الضرورة إلى أكثر من 50 دولة إفريقية، فضلا عن إرسالها خبراء طبيين وتشاركها، عبر مؤتمرات الفيديو، خبرات مكافحة المرض التي اكتسبتها بالجهود المضنية. فيما يرى خالد المنتصر، أستاذ العلاقات الدولية، بأن مساهمة الصين في ليبيا، دليل على أنها تحب مشاركة تحديات جميع دول القارة دونما استثناء. وأكد المنتصر في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لقد سلمت بكين قبل أيام مستلزمات طبية لمواجهة مرض فيروس كورونا الجديد، وهي لفتة لها بعد إنساني كبير لدى الليبيين، لأنه بالرغم من الحرب وحالة الفوضى، تفكر في دعم ليبيا وتهتم بأمرها". وتابع "عندما أفكر في نقل معدات طبية عبر ساعات طويلة من الصين إلى أفريقيا وصولا إلى ليبيا، يشعرني ذلك بكامل التقدير للصين التي بالرغم من حربها الشرسة ضد مرض فيروس كورونا، والتي تخوضها بكل شجاعة واقتدار، لا تزال تقدم دروسا للعالم أجمع، الذي استفاد من نتائج تجربتها الحية". وسلمت سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى ليبيا إلى السفارة الليبية في تونس، مساعدات طبية خاصة بمكافحة مرض فيروس كورونا "كوفيد-19". وتعد هذه الدفعة من المساعدات الأولى التي ترسلها الحكومة الصينية إلى نظيرتها الليبية. وسبقها إرسال مؤسسة (جاك ما) الصينية وتحت إشراف الاتحاد الإفريقي، شحنة مساعدات طبية إلى العاصمة الليبية منتصف أبريل الماضي. وبالرغم من استمرار ارتفاع عدد الإصابات خلال الأسابيع الماضية، إلا أن ليبيا لا تزال أقل الدول شمال إفريقيا تسجيلا للإصابات، حيث بلغ إجمالي عدد المصابين فيها 484، من بينهم 76 حالة شفاء و10 وفيات. وأعلنت حكومة الوفاق الوطني اليوم، تمديد حظر التجول عشرة أيام إضافية ضمن إجراءات مواجهة تفشي المرض في ليبيا، وهو التمديد السادس خلال أقل من شهرين. كما قررت فرض الحظر الكلي خلال عطلة نهاية الأسبوع يومي (الجمعة والسبت).

مشاركة :