تحليل اخباري: لماذا تحقق جهود افريقا في محاربة مرض "كوفيد-19" نتائج أفضل من المتوقع؟

  • 6/18/2020
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

ساعد التصرف السريع والتعاون بين الدول الافريقية في إبطاء تفشي مرض فيروس كورونا الجديد "كوفيد-19" وتجنب كارثة كاملة في افريقيا، هكذا قال الرئيس الكيني أوهورو كينياتا الأسبوع الماضي. كانت تصريحات الرئيس الكيني مدعومة ببيانات من المراكز الافريقية للسيطرة على المرض والوقاية منه. وحتى يوم الثلاثاء ، تجاوز إجمالي عدد حالات الإصابة بالمرض في أنحاء القارة 252 ألفا، ما يمثل ثلاثة في المائة من إجمالي عدد الحالات في العالم، حتى يوم الثلاثاء. بينما بلغ إجمالي حالات الوفاة 6779، ما يمثل 1.5 في المائة من إجمالي حالات الوفاة في العالم. -- استمرار اليقظة أصدر المركز الافريقي للسيطرة على المرض والوقاية منها في 13 يونيو، إعلانا تقول فيه إن هناك 43 دولة افريقية مازالت تحت الإغلاق الكامل للحدود وسط تفشي المرض وتم تفعيل حظر التجوال في المساء في 35 دولة، في جهود لكبح تفشي المرض. وذكر المركز أن حوالي سبع دول حظرت الحركة الجوية الدولية وفرضت دولتان قيودا على السفر إلى ومن دول محددة وقامت دولتان بتفعيل قيود الدخول والخروج. وأضاف أنه على الرغم من أن بعض الدول الافريقية مازالت تسمح بنقل البضائع والشحن والتنقل الطارئ داخل وخارج حدودها، وأن بعض الدول الأعضاء بالاتحاد الافريقي مازالت تسمح للمواطنين والسكان بالدخول، فإن جميع الحدود مازالت مغلقة بشكل أساسي. ووسط الجهود المتزايدة للسيطرة على المرض، بدأت حوالي 18 دولة افريقية أيضا إجراء فحص واختبار شامل، بينما حثت 41 دولة على الاستخدام العام للأقنعة الطبية، وفقا للمركز. -- السكان الأصغر سنا وفقا لدراسة نشرتها منظمة الصحة العالمية في شهر مايو، لوحظ تباطؤ معدل انتقال العدوى، وانخفاض عمر الأشخاص المصابين بمرض شديد، ومعدلات اقل للوفيات في افريقيا، مقارنة بالدول الأكثر تضررا في أجزاء أخرى في العالم. تقول الدراسة إن هذا الوضع "مدفوع بشكل كبير بعوامل اجتماعية وبيئية تبطئ انتقال العدوى، والسكان الأصغر سنا الذين انتفعوا من السيطرة على الأمراض المعدية، مثل فيروس نقص المناعة البشرية والسل، لتقليل نقاط الضعف المحتملة". ولكن الدراسة حذرت أيضا من أن المعدل الأقل لانتقال العدوى يشير إلى تفش مطول خلال أعوام قليلة ويكشف أن الدول الافريقية الأصغر إلى جانب الجزائر وجنوب افريقيا والكاميرون ستكون في خطر كبير، إذا لم يتم إعطاء الأولوية لتدابير احتواء المرض. ووفقا لمقال نشرته صحيفة ((لوموند)) الفرنسية، تعززت مناعة الشعوب في القارة التي شهدت أمراضا وبائية عديدة. واقترحت أن التحرك الدولي الصغير نسبيا للشعوب الافريقية، أجل وتيرة وصول وتفشي المرض في القارة. بالإضافة إلى هذا، فإن عدد اختبارات المرض التي تمت في الدول الافريقية أقل من عدد الاختبارات التي أجريت في الدول الأوروبية والأمريكية، وتجرى الاختبارات غاليا للحالات الخطيرة، وهذا أيضا أحد العوامل وراء العدد القليل لحالات الإصابة المؤكدة. -- الحاجة للمزيد من الدعم على الرغم من أن القارة الافريقية حققت نتائج إيجابية في السيطرة على المرض، فإنها مازالت تعترف على نطاق واسع بأنه يتعين على المجتمع الدولي التعاون لدعم القارة، التي هي أكثر عرضة للمرض المتفشي بسبب أسواقها ومساكنها المكتظة وضعف الحصول على مياه الشرب النظيفة والبنية الأساسية الصحية المتهالكة. وقد توصلت الاقتصادات الكبيرة خلال القمة الاستثنائية لمجموعة الـ20 في مارس، إلى توافق حول أن تعزيز قدرة الدفاع الصحي في افريقيا أمر أساسي من أجل مرونة الصحة العالمية. وفي حديثه خلال القمة ، طالب الرئيس الصيني شي جين بينغ بصفة خاصة الدول الأعضاء بمجموعة الـ20 بمساعدة الدول النامية التي لديها أنظمة صحة عامة ضعيفة، في تعزيز الاستعداد والرد على المرض، بشكل مشترك. وتتخذ الصين ودول عديدة أخرى، خطوات ملموسة لتنفيذ هذا التوافق. وحتى الآن، أرسلت الصين لأكثر من 50 دولة افريقية والاتحاد الافريقي، الإمدادات الضرورية وأرسلت خبراء طبيين وشاركت خبرتها في محاربة المرض من خلال مؤتمرات عن طريق الفيديو. وذكر بيان نشره الاتحاد الافريقي في 13 يونيو، أن الصين قدمت 30 مليونا من معدات الاختبار و10 ألاف جهاز تنفس صناعي و80 مليون قناع طبي إلى افريقيا كل شهر، وهذا "إسهام بارز". وذكرت الدراسة التي نشرت في مايو نقلا عن ماتشيديسو مويتي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا، أن "أهمية دعم تدابير احتواء فعالة ضرورية أكثر حيوية من أي وقت مضى، حيث إن استمرار وتفشي انتقال الفيروس من الممكن أن يفوق طاقة أنظمتنا الصحية".

مشاركة :