موسكو- نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله الأربعاء إن موسكو سترحب باستخدام واشنطن نفوذها للمساعدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا، في إشارة غير مباشرة مفادها أن تركيا تتحرك في ليبيا بضوء أخضر أميركي. وترفض تركيا وحلفاؤها الإسلاميون في ليبيا الدعوات الدولية بضرورة وقف إطلاق النار والبدء في عملية سياسية شاملة، بعد انسحاب الجيش من مواقعه غرب البلاد. ولم يتوان المسؤولون الأتراك في الإعلان عن رفضهم لمبادرة القاهرة لحل الأزمة الليبية التي تتبنى مبادرة رئيس البرلمان عقيلة صالح. وانفتحت شهية تركيا ومن خلفها الولايات المتحدة والإسلاميون حيث تلوّح بالسيطرة على سرت والموانئ النفطية وحقول النفط جنوب البلاد، بعدما كانت التوقعات تشير إلى أن تدخلها يهدف فقط إلى إحداث توازن عسكري لصالح حكومة طرابلس يجبر القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر للقبول بمخرجات مؤتمر برلين. وتتغاضى الولايات المتحدة عن العبث التركي الذي تمارسه أنقرة في ليبيا، فبالإضافة إلى خرق القرارات الدولية بشأن حظر التسليح المفروض على البلد، أرسلت حوالي 15 ألف مقاتل سوري من بينهم متطرفون من جبهة النصرة وتنظيم داعش الإرهابيين. في المقابل تشن الخارجية الأميركية حملة لتضخيم الدور الروسي الذي لم يظهر إلى الآن أي دليل يؤكد انخراط موسكو في دعم الجيش الليبي. وستجري مباحثات روسية أميركية نهاية الشهر الحالي من المتوقع أن تشمل الملف الليبي ما من شأنه كسر الجمود بين الطرفين في هذا الملف. موسكو تؤكد أنها سترحب باستخدام واشنطن نفوذها للمساعدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا وكشف بيان لوزارة الخارجية الروسية منتصف مايو الماضي عن تعطل المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن ليبيا، مرجعا الأمر إلى تجاهل واشنطن لمقترح روسي لإجراء حوار على مستوى الخبراء بين البلدين وهو ما فاقم الشكوك في ما إذا كانت الولايات المتحدة ترغب حقا في التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، الخميس، أن واشنطن لم ترد قط على اقتراح قدمه وزير الخارجية الروسي، في ديسمبر الماضي، لإقامة حوار على مستوى الخبراء بشأن التسوية في ليبيا. وجاء في بيان الوزارة “نود أن نشير إلى أنه في 10 ديسمبر 2019، خلال زيارة عمل للافروف إلى واشنطن، قدم الجانب الروسي اقتراحا لإنشاء حوار على مستوى خبراء مع الولايات المتحدة حول مجموعة كاملة من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بهدف التسوية السياسية للأزمة الليبية. لم نسمع أي رد فعل واضح في ذلك الحين وليس بعد ذلك”. وليبيا منقسمة منذ 2014 بين الإسلاميين الذين يسيطرون على العاصمة طرابلس وشمال غرب البلاد وبين الشرق الواقع تحت سيطرة الجيش. وشرع الجيش الوطني الليبي العام الماضي في هجوم للسيطرة على العاصمة، لكن حكومة الإسلاميين في طرابلس صدت هذا الهجوم بدعم تركي. وتقول واشنطن إنها تعارض هجوم حفتر لكنها لم تقدم الدعم المباشر للحكومة في حين يتهم كثير من الليبيين الخارجية الأميركية بالانحياز للإسلاميين في حين يتسم موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالضبابية.
مشاركة :