طرابلس 16 يونيو 2020 (شينخوا) بسبب الألغام الأرضية، لم يستطع إبراهيم المتاني العودة إلى منزله في جنوب العاصمة الليبية طرابلس بعد أن فر قبل أكثر من عام من الحرب الدائرة بين الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة والجيش المتمركز في الشرق. في حديث مع ((شينخوا))، قال المتاني "بيتي كان من بين عدد قليل من البيوت التي لم تتضرر من الاشتباكات والقصف الذي وقع منذ أكثر من عام في المنطقة". لقد وجد أشياء مجهولة في منزله وحوله. واتضح أنها ألغام أرضية مزروعة بالقرب من الباب الرئيسي، وفي الممر المؤدي إلى الحديقة، وحتى بين الممرات المؤدية إلى المنازل المجاورة. وقام على الفور بتمييز موقع كل لغم أرضي بوضع حجارة حولهم. قال المتاني "الحمد لله، أنني أتيت إلى هنا بمفردي، بدون عائلتي. كان من الممكن أن تنفجر هذه الألغام وتؤذيهم. لن أعود إلى المنزل قريبا حتى تقوم السلطات المختصة بإزالة الألغام بأمان". واشتبكت الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة والجيش المتمركز في الشرق في نزاع دموي مسلح لأكثر من عام، قبل أن تسيطر قوات الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة على كل غرب ليبيا بعد انسحاب خصمها الجيش المتمركز بالشرق. وتتهم الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة الجيش المتمركز بالشرق بزرع الألغام الأرضية في مناطق النزاع بجنوب طرابلس قبل الانسحاب. وأدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL) استخدام العبوات الناسفة ضد المدنيين في جنوب طرابلس، ودعت الناس إلى الابتعاد عن المواقع غير الآمنة. وأكد محمد ترجمان، مدير المركز الليبي لإزالة الألغام، أن خريطة انتشار الألغام الأرضية كبيرة ومبعثرة، ولذلك، يصعب التخلص منها في فترة زمنية قصيرة. وقال في تصريح لـ((شينخوا)) "يتم زرع الألغام الأرضية جنوب طرابلس على نطاق واسع في العديد من المناطق. وبسبب العدد الكبير منها، فقدنا عددا من أفراد الهندسة العسكرية المشاركين بنزع الألغام. وهذا جعل عملنا أكثر صعوبة، نظرا للعدد المحدود من الفرق المدربة المتوفرة حاليا". وأضاف "لقد وصل فريق تركي متخصص في معالجة الألغام الأرضية. وسيكون عمل الفريق مفيدا لنا بالتأكيد في تأمين مواقع الألغام الأرضية، مما يسهل عودة النازحين إلى منازلهم بمجرد الانتهاء من عملياتنا". وأكد على أنه "لا يمكن توقع عواقب مخاطر الألغام الأرضية على المدنيين. نأمل أن يتعاون الجميع معنا وينتظروا حتى يُسمح لهم (بالعودة) حسب تعليماتنا. (يمكن للناس العودة) عندما تكون منازلهم وأحياؤهم نظيفة من أي خطر يهدد حياتهم". وبحسب الإحصائيات الرسمية للحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، فقد أدت الألغام الأرضية لقتل أكثر من 30 شخصا وإصابة أكثر من 60، معظمهم من المدنيين، في جنوب طرابلس خلال الأسبوعين الماضيين. يرى الخبير العسكري الليبي أحمد الحسناوي، أن زرع الألغام الأرضية "جريمة حرب بغض النظر عمن يقف وراءها". وقال لـ((شينخوا)) إنه "سواء أ كانت قوات حفتر (قائد الجيش المتمركز في الشرق) أو حكومة الوفاق الوطني (المدعومة من الأمم المتحدة) هي التي زرعت الألغام الأرضية، خاصة في غياب أدلة قوية لتأكيد من فعلها، يتوجب على منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية الأخرى، والمجتمع الدولي، أن يتحركوا بسرعة ويرسلوا فرق التحقيق، للتحقق من الحقائق والأدلة". وتعاني ليبيا من تفاقم العنف وعدم الاستقرار السياسي منذ سقوط نظام القذافي الراحل في 2011. /نهاية الخبر/
مشاركة :