هل تتحول الروبوتات من حليف ثمين إلى خصم لدود للعمال بعد الجائحة؟

  • 6/17/2020
  • 20:38
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عندما يكون التواصل البشري خاضعا لقيود صارمة يمكن للروبوتات أن تنقذ أرواحا وتشغل مصانع وتنقذها من الإفلاس، خاصة في ظروف اقتصادية كالتي فرضتها الجائحة، لكن هل ستساهم أيضا في مفاقمة مشكلة البطالة الناجمة عن الأزمة الصحية، وتحدث أزمة بطالة؟ الروبوتات اقتحمت كل المجالات، إذ تقوم ذراع متحركة بتقديم الشراب في مقهى في إشبيلية، فيما يقيس روبوت على شكل إنسان الحرارة، ويوجه المرضى في مستشفى إنتويرب (انفير) الجامعي، ويوزع روبوت على شكل كلب المعقمات في مركز تجاري في بانكوك، انتشرت هذه المشاهد كثيرا مع اتساع رقعة الوباء ودخول الناس في الحجر. ووفقا لـ"الفرنسية"، يقول سيريل كبارة أحد مؤسسي شركة "شاركس روبوتيكس" الفرنسية الناشئة "عندما يكون هناك تهديد على الإنسان يجب إرسال روبوت"، مشيرا إلى أنه تم تكييف روبوت هذه الشركة المسمى "كولوسوس" الذي شارك في مكافحة الحريق في كاتدرائية نوتردام في العام الماضي، ليتمكن من تعقيم الأبنية. ويوضح كبارة: "قبل أربعة إلى خمسة أعوام عندما عرضنا كولوسوس، تعرضنا للاستهزاء لأن الإطفائيين كانوا يقولون هؤلاء سيسلبوننا عملنا، وقد اعتمد الروبوت منذ ذلك الحين في فرق الإطفاء في باريس ومرسيليا، وكلما تقدمنا تلاشت المقاومة". وأثبتت الروبوتات قدراتها، ليس فقط في قطاعَي النظافة الصحية والطب، إذ يؤكد بينت هذه الأزمة أنه ينبغي تأمين استمرارية النشاط حتى لو حصلت أزمة صحية أو غير ذلك، حيث قال لنا كثير من الصناعيين إن الروبوتات تسمح لهم بالاستمرار في عملهم ولولاها لتوقف العمل". لكن الروبوت قد يتحول سريعا من منقذ للنشاط التجاري والصناعي إلى مدمر لفرص العمل، ويقول مارك مورو من مركز بروكينجز للأبحاث في واشنطن في مدونة على موقع "إيكونوميست إنتليجنس يونيت" "الركود المتفاقم قد يؤدي إلى الاتكال بشكل كبير على المكننة والأتمتة". ويرى كارل فريي الباحث في جامعة أكسفورد خلال مقابلة أن الذين يعدون أن الأتمتة لا تلغي فرص عمل في القطاع الصناعي، مخطئون. ويطرح الباحث أرقاما تتعلق بالصين التي تعتمد الأتمتة بشكل سريع مع اعتماد 650 ألف آلة في 2018 فيما فقدت 12.5 مليون فرصة عمل في القطاع الإنتاجي بين 2013 و2017. وتفيد دراسة أعدتها "آي إي يونيفرسيتي" في إسبانيا بأن "رهاب الروبوتات" بدأ ينتشر في الصين مع الأزمة الصحية، إذ إنه قبل الجائحة الراهنة، كان 27 في المائة، فقط يدعمون الحد من الأتمتة لكن النسبة تضاعفت الآن لتصل إلى 54 في المائة، فيما نسبة المعارضة الأكبر تسجل في فرنسا مع 59 في المائة. وأظهرت الدراسة أنه كلما كان الشخص المستطلع رأيه صغيرا في السن ولا يحمل شهادات عالية، كان الخوف من الأتمتة أكبر. ويقول فريي "عبر التاريخ، سمح التقدم التكنولوجي باستحداث فرص عمل كثيرة إلا أن الأمر في العالم الرقمي أقل رهانا باستثناء أمازون". ويرى أن الوظائف التي تتطلب مؤهلات أكبر قد يهددها تطور الذكاء الاصطناعي القادر على التصنيف والتقييم والتخطيط، معتبرا أن ما من فئة من العمال ستكون بمنأى هذه المرة خلافا للأزمات الاقتصادية السابقة. وأكد أن ثمة دولا مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة تجمع بين أتمتة واسعة وبطالة متدنية، مشيرا إلى توقعات مرتفعة في زيادة القلق من الأتمتة ما إن تتراجع حدة الوباء الراهن. لكن من غير المرجح بروز حركة عالمية مناهضة لهذه الآلات على ما يفيد الباحث البريطاني لأن الضحايا الرئيسين سيكونون في المناطق الصناعية، التي عانت منذ عقود تراجعا اقتصاديا.

مشاركة :