عندما يكون التواصل البشري خاضعاً لقيود صارمة يمكن للروبوتات أن تنقذ أرواحاً، ومصانع، وهي برزت كثيراً منذ انتشار جائحة كوفيد-19. لكن هل ستساهم أيضاً في مفاقمة مشكلة البطالة الناجمة عن الأزمة الصحية؟ يقيس روبوت على شكل إنسان الحرارة، ويوجه المرضى في مستشفى انتويرب، (انفير)، الجامعي، ويوزع روبوت على شكل كلب المعقمات في مركز تجاري في بانكوك، وتنقل حاوية مبردة مسيّرة عن بعد مشتريات عائلة في واشنطن. وانتشرت مشاهد مماثلة مع اتساع رقعة الوباء، ودخول الناس في الحجر.يقول سيريل كبارة أحد مؤسسي شركة «شاركس روبوتيكس» الفرنسية الناشئة «عندما يكون هناك تهديد على الإنسان يجب إرسال روبوت».ويوضح كبارة «قبل أربع، إلى خمس سنوات، عندما عرضنا «كولوسوس»، تعرضنا للاستهزاء لأن الإطفائيين كانوا يقولون: هؤلاء سيسلبوننا عملنا». وقد اعتمد الروبوت كولوسوس منذ ذلك الحين في فرق الإطفاء في باريس، ومرسيليا. ويضيف «كلما تقدمنا، تلاشت المقاومة».وقد أثبتت الروبوتات قدراتها، ليس في قطاعَي النظافة الصحية والطب فقط، وإنما في الصناعات والمقاولات، لكن الروبوت قد يتحول سريعاً من منقذ للنشاط التجاري والصناعي، إلى مدمر لفرص العمل.ويقول مارك مورو من مركز بروكينجز للأبحاث في واشنطن في مدونة على موقع «إيكونوميست إنتليجنس يونيت»: «الركود المتفاقم قد يؤدي إلى الاتكال بشكل كبير على المكننة، والأتمتة».ويرى كارل فريي، الباحث في جامعة أكسفورد «الذين يعتبرون أن الأتمتة لا تلغي فرص عمل في القطاع الصناعي، مخطئون».ويطرح أرقاماً تتعلق بالصين التي تعتمد الأتمتة بشكل سريع، مع اعتماد 650 ألف آلة في عام 2018 فيما فقدت 12,5 مليون فرصة عمل في القطاع الإنتاجي بين 2013 و2017.وتفيد دراسة أعدتها «آي إي يونيفرسيتي» في إسبانيا، بأن «رهاب الروبوتات» بدأ ينتشر في الصين مع الأزمة الصحية. فقبل الجائحة الراهنة، كان 27% فقط يدعمون الحد من الأتمتة، لكن النسبة تضاعفت الآن لتصل إلى 54% فيما نسبة المعارضة الأكبر تسجل في فرنسا مع 59%.وأظهرت الدراسة أنه كلما كان الشخص المستطلع رأيه صغيراً في السن ولا يحمل شهادات عالية، كان الخوف من الأتمتة أكبر.ويوضح كارل فريي «عبر التاريخ، سمح التقدم التكنولوجي باستحداث فرص عمل كثيرة إلا أن الأمر أقل في العالم الرقمي» راهناً، باستثناء «أمازون».وثمة دول، مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة، تجمع بين أتمتة واسعة وبطالة متدنية، إلا أن كارل فريي يتوقع ارتفاعا في «القلق من الأتمتة» ما إن تتراجع حدة الوباء الراهن. لكنه لا يرجح بروز حركة عالمية مناهضة لهذه الآلات. * فرانس برس
مشاركة :