الرياض - تسعى الرياض إلى وضع حد للمواجهة جنوب اليمن تحت مظلة التحالف العربي من أجل توحيد الجهود لمواجهة التمرد الحوثي. وفي هذا الإطار، قالت ثلاثة مصادر إن السعودية اقترحت إطار عمل لإنهاء المواجهة الأخيرة في جنوب اليمن بين الحلفاء، وذلك في وقت يتصاعد فيه العنف مع حركة الحوثي المتحالفة مع إيران في الشطر الشمالي من البلاد. وكانت اشتباكات سابقة بين الحكومة المدعومة من السعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي قد أدت إلى تعقيد مساعي الأمم المتحدة لإنهاء الصراع المدمر الذي يشهده اليمن وحماية قطاع الصحة المتعثر من وباء كوفيد-19. وكان أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي في أبريل الحكم الذاتي في عدن، المقر المؤقت للحكومة التي تدعمها الرياض، وفي مناطق أخرى في الجنوب الأمر الذي يفتح الباب أمام تجدد العنف بين الجانبين المشاركين في التحالف المناهض للحوثيين. وقالت ثلاثة مصادر على علم بالتطورات إن الرياض قدمت اقتراحا لتنفيذ اتفاق لاقتسام السلطة توسطت فيه السعودية في نوفمبر الماضي لكن تنفيذه تعثر. ويدعو الاقتراح إلى وقف إطلاق النار في محافظة أبين وإلى إلغاء المجلس الانتقالي الجنوبي حالة الطوارئ. وبعد ذلك يعين الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي تدعمه السعودية محافظا ورئيسا للأمن في عدن ويختار رئيسا للوزراء بهدف تشكيل حكومة يشارك فيها المجلس الانتقالي. ثم يسحب المجلس الانتقالي قواته من عدن ويعيد نشرها في أبين على أن يتم تشكيل الحكومة بعد ذلك. عدوّ مشترك عدوّ مشترك ولا يزال الارتياب يمثل عقبة أمام محاولات الرياض للحيلولة دون فتح جبهة أخرى في الحرب متعددة المحاور التي تسعى للخروج منها. وقد اكتسبت تلك الأهداف أهمية قبل استضافة المملكة لقمة مجموعة العشرين في نوفمبر ولأن اليمن يواجه تفشي فايروس كورونا. وقال اثنان من المصادر إن المجلس الانتقالي الذي تؤيده الإمارات المشاركة في التحالف يريد تشكيل الحكومة قبل نقل قواته. وكان الحوثيون أخرجوا حكومة هادي من العاصمة صنعاء في أواخر 2014 الأمر الذي دفع التحالف للتدخل. وتجمد الوضع منذ سنوات في الحرب التي تسببت في أكبر أزمة إنسانية يشهدها العالم. وفي أواخر العام الماضي بدأت الرياض محادثات غير مباشرة مع الحوثيين الذين يقولون إنهم يحاربون نظاما فاسدا.
مشاركة :