الشارقة: علي نجم سيحفر تاريخ 18 يونيو/ حزيران 2020 في سجلات تاريخ كرة الإمارات؛ بعدما شهد قرارات مصيرية من عمومية رابطة المحترفين ومن اتحاد اللعبة في عام غير مسبوق عالمياً؛ بسبب جائحة «كورونا»، والمثير ان اليوم انتهى على رابحين وخاسرين، ولكن من كان متصدراً ورابحاً في الملعب خسر في المكاتب،ومن كان خاسراً في الملعب ربح بالقرارات، ولاسيما الفرق المهددة بالهبوط. 24 ساعة من الترقب عاشتها كرة الإمارات، بعيداً عن الملاعب والمستطيل الأخضر، لم يكن للجماهير من تأثير فوق المدرجات؛ لكنها حضرت وبقوة عبر منصات التواصل الإجتماعي؛ لتؤيد وتعارض وتقترح وتنتقد، قبل أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، بالإعلان عن القرارات رسمياً من قبل «عمومية الرابطة» أولاً، ومن ثم من اتحاد الكرة ثانياً. تغيير مسار كل شيء كان متوقعاً، انتشرت الشائعات انتشار النار في الهشيم، خاصة تلك التي منحت شباب الأهلي (المتصدر) التتويج، وأضاف إليها «توابل» تصعيد فريقين؛ ليرتفع عدد الفرق في مسابقة الموسم المقبل إلى 16 فريقاً. أسهم قرار الرابطة بتحويل مصير الموسم الجديد إلى «العمومية الطارئة» في تغيير المسار، ليتحول المشهد، إلى ما يشبه «معركة الإنتخابات»، تربيطات، اتصالات، مفاوضات، تعليمات، وتوجيهات. في العمومية الإلكترونية، كانت الأندية أمام خيار من اثنين: 1- إنهاء دوري الخليج العربي مع ترفيع فريقين من الدرجة الأولى ليصبح عدد فرق الموسم المقبل 16 فريقاً. 2- إلغاء دوري الخليج العربي، والإبقاء على تواجد 14 فريقاً في المحترفين في الموسم المقبل. ومنذ بداية الاجتماع الذي عقد خلف «اللوحات الإلكترونية»، بدأت مناوشات، اعتراضات، ومداخلات، وتوضيحات، قبل أن يتفق الحضور على بدء عملية التصويت، ومن راقب عملية «التربيطات» قبل العمومية عن كثب وبدقة، كان يدرك أن كفة الاختيار ستميل نحو الإلغاء،خاصة وأن الاتصالات كانت واضحة في كل جهة من الجهات الفاعلة بضرورة حسم الخيار؛ حيث ذهب البعض نحو دعم الإنهاء، وتتويج شباب الأهلي، وتصعيد فريقين، بينما كان خيار البعض الآخر الإلغاء سواء من أجل ضمان عدم تتويج «الفرسان» أو في سبيل البحث عن مصلحة المسابقة خلال الموسم المقبل. عملية التصويت سارت بسلاسة تكنولوجياً، ليخرج القرار الأخير بتأييد قرار الإلغاء برصيد 8 أصوات، مقابل 6 «للإنهاء»، شباب الأهلي كان أكثر الغاضبين، على تبخر حلم الفوز باللقب الذي كان قريباً منه قبل «كوفيد 19»، بينما تنفس المنافسون الصعداء بأن اللقب لن يذهب إلى خزائن القصيص. لم تدم صدمة شباب الأهلي أكثر من ساعتين، حتى انتقل مشهد الصدمة إلى دار الزين، بعدما خرج القرار المفاجأة من اجتماع مجلس إدارة اتحاد الكرة، الذي سار على نفس درب الرابطة؛ بالإعلان عن إلغاء مسابقة «كأس صاحب السمو رئيس الدولة»، بعدما كانت كل التصريحات والمؤشرات والمعلومات، تؤكد إقامة هذا النهائي في الربع الأخير من العام. اتحاد اللعبة، الذي ناقش مصير الكأس في مستهل الاجتماع، قرر تأجيل القرار إلى ما قبل صافرة نهاية الجلسة الإلكترونية، فاتفق الأعضاء على قرار إلغاء دوري الدرجة الأولى، قبل أن يصدر القرار «الحاسم» بإلغاء مسابقة الكأس. فائزون وخاسرون وبعد اليوم الماراثوني الذي جاء مثيراً بقراراته التي كانت أقرب إلى تحولات الدقائق الأخيرة من زمن المباريات الممتعة، يمكن تسجيل الكثير من النقاط لمصلحة فرق على حساب فرق أخرى. يتصدر شباب الأهلي ترتيب أول الخاسرين، بعدما حرم من فرصة الفوز بلقب دوري الخليج العربي، قبل أن يمنى «الزعيم» العيناوي بخسارة مزدوجة؛ حيث كان يأمل في استكمال المسابقة؛ من أجل مقارعة شباب الأهلي فنياً، كما حُرم من خوض نهائي الكأس أمام الظفرة الذي لن يسجل له كتابة اسمه في سجلات النهائي للمرة الثانية في تاريخه. ولا يمكن استبعاد فريق الإمارات من دائرة الخاسرين؛بعدما كان قاب قوسين من تحقيق التأهل رسمياً فوق الميدان، بينما كان دبا الحصن ثاني الخاسرين من بين أندية الهواة، كونه كان يحلم بتواجد أول في عالم المحترفين. ويمكن وضع الجزيرة في لائحة الخاسرين؛ حيث إن «فخر العاصمة» الذي كان يحتل المركز الثالث قبل توقف المسابقة، حرم من المشاركة قارياً في الموسم المقبل. ووجد الشارقة (حامل اللقب) مرة جديدة نفسه في «دائرة الضوء»؛ حيث سيبقى هو حامل اللقب حتى الموسم المقبل، كما أسهمت القرارات التي صدرت في الإبقاء على اللقب الذي توج به كبطل لكأس السوبر، كما ضمن فرصة الدفاع عن اللقب مرة جديدة؛ حيث سيكتب له فرصة خوض كأس سوبر الخليج العربي للمرة الثانية على التوالي، وفي مواجهة شباب الأهلي. أما ثالث الانتصارات التي كسبها «الملك» فتمثلت في حصول الفريق على بطاقة الترشح آسيوياً للموسم المقبل، بعدما حسم خيار التمثيل قارياً لنفس الفرق التي شاركت في نسخة هذا العام من دوري أبطال آسيا. وكان النصر ضمن «سلة الفائزين» بالقرارات، بعدما كان قد ضمن الفوز بلقب مسابقة كأس الخليج العربي، وهو اللقب الذي سيحتفظ به، ولن يجرد منه. وأسهمت القرارات في منح «بطاقات الأمان» لكل من الفجيرة وحتا وخورفكان، وهو الثلاثي الذي كان يعيش ويخوض «معركة البقاء» بعد 19 جولة من مسابقة الدوري، ليأتي قرار الإلغاء بطعم الفوز بالنسبة للثلاثي، ومعهم ولو بنسبة أقل لكل من كلباء وعجمان.
مشاركة :