«المركزي الأوروبي» يحذر: عدم الاتفاق على حزمة التحفيز سيقلب الأسواق المالية رأسا على عقب

  • 6/20/2020
  • 00:13
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

حذرت كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي، قادة الاتحاد الأوروبي، الذين عقدوا اجتماعا أمس، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، من مغبة إخفاقهم في التوصل إلى اتفاق بشأن حزمة تحفيز اقتصادي، ما قد يقلب الأسواق المالية رأسا على عقب. وبحسب "الألمانية"، بدأ القادة مفاوضات بشأن خطة تعاف اقتصادي بقيمة 750 مليار يورو (840 مليار دولار) لمساعدة اقتصادات التكتل على النهوض من جديد عقب الإغلاق الذي فرض لمكافحة تفشي وباء كورونا. وتدفع ألمانيا وفرنسا من أجل إبرام الاتفاق الشهر المقبل. والموضوع الرئيس على طاولة المحادثات التي من المقرر أن تستمر حتى نهاية تموز (يوليو)، خطة إنعاش بقيمة 750 مليار يورو بينها 500 مليار يعاد توزيعها على شكل منح للدول الأكثر تضررا جراء الأزمة الصحية على غرار إسبانيا وإيطاليا. وبحسب "رويترز"، قالت مصادر دبلوماسية ومسؤولون، إن كريستين لاجارد أبلغت قادة الاتحاد الأوروبي أمس، أن اقتصاد التكتل يشهد "تراجعا" هائلا ودعت الاتحاد إلى التحرك لقيادة الانتعاش. وألقت لاجارد كلمتها على اجتماع لقادة الاتحاد الأوروبي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة للنقاش حول كيفية تصميم التعافي من الأزمة. وقالت للاجتماع وفقا للمصادر، إن "اقتصاد الاتحاد الأوروبي يشهد تراجعا هائلا". وذكرت أن اقتصاد منطقة اليورو يتجه صوب "انخفاض حاد" بنحو 13 في المائة في الربع الثاني. وكررت توقعات البنك بانخفاض الناتج المحلي الإجمالي 8.7 في المائة في 2020 وحدوث انتعاش 5.2 في المائة في 2021. وأكدت أن التأثيرات الكاملة لأسوأ تراجع اقتصادي للاتحاد الأوروبي لم تظهر بالكامل بعد في سوق العمل، وأن معدل البطالة في منطقة اليورو قد يبلغ 10 في المائة. وذكرت المصادر أن لاجارد دعت القادة إلى الاتفاق على خطة للتعافي سريعا لقيادة الانتعاش الاقتصادي. وقالت، إن الأسواق المالية هادئة نسبيا بسبب التوقعات بأن التكتل سيتحرك ليظهر أن "الاتحاد الأوروبي عاد" للعمل. واقترحت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للتكتل، إصدار دين مشترك لتمويل البرنامج، وهي خطوة جوهرية من شأنها أن تؤذن بخطوة غير مسبوقة نحو التكامل بين الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي. وهناك أكثر من حجر عثرة أمام إبرام اتفاق، من بينها، المبلغ الإجمالي الذي قد يقترضه الاتحاد الأوروبي، توقيت السداد، مصدر الأموال، وكيفية تخصيص الموارد. وبحسب "الفرنسية"، فإن مفاوضات الاتحاد الأوروبي حول خطة إنعاش تعد تاريخية لمرحلة ما بعد كوفيد - 19، فيما يواصل فيروس كورونا المستجد تفشيه في العالم موديا بحياة ما يزيد على 450 ألف شخص حتى الآن. وكتب بارنتز ليتز المتحدث باسم رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في تغريدة "بدأ المؤتمر عبر الفيديو". وأشار في تغريدة سابقة قبيل انعقاد القمة إلى أن "من مسؤوليتنا المشتركة التوصل" إلى اتفاق. وقال دبلوماسي أوروبي، "إنه أحد أهم المشاريع المشتركة منذ عقود. يمكن أن نتحدث عن أمر تاريخي". ولم ينتج عن هذه القمة الافتراضية، أي اتفاق، لكن أتاحت جس نبض دول على غرار هولندا والنمسا والسويد والدنمارك التي ترفض التحدث عن منح وتدعو إلى إعطاء قروض للدول المتضررة. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس بعد المؤتمر، إن قادة التكتل سيواصلون مفاوضاتهم بشأن إنشاء صندوق للتعافي بعد فيروس كورونا في منتصف تموز (يوليو). ورغم عدم وجود اعتراض على أن تصدر المفوضية الأوروبية سندات لتمويل الصندوق، لا يزال يوجد خلاف بشأن مقترح فرنسي ألماني بشأن إتاحة منح للدول التي تأثرت بشدة جراء أزمة فيروس كورونا. وقالت ميركل للصحافيين بعد مؤتمر مع قادة الاتحاد الأوروبي، "من الواضح أننا لن نصل إلى نتيجة اليوم، لكننا سنواصل النقاشات في منتصف تموز (يوليو)"، مبينة أن التوصل إلى اتفاق في الصيف مهم حتى يمكن صرف المال من صندوق التعافي سريعا. وأضافت "الجميع قالوا ما يعتقدون أنه إيجابي وبالطبع أثاروا نقاط انتقاد أيضا. الجسور التي ما زال يتعين علينا أن نشيدها كبيرة". وقالت ميركل، إن أموال صندوق التعافي ستكون متاحة في بداية 2021 على أقرب تقدير. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الأول، "لم يكن التماسك والتضامن يوما بهذا القدر من الأهمية كما هو اليوم". ودعت إلى التوصل إلى اتفاق سريع في مفاوضات الاتحاد الأوروبي بشأن برنامج السيطرة على الانهيار الاقتصادي الذي تسببت فيه أزمة جائحة كورونا. وقالت عقب القمة، التي لم تحرز تقدما ملموسا في هذا الإطار، وهو ما كان متوقعا، إن تداعيات الجائحة "قاسية للغاية". وأضافت: "لا أبالغ عندما أقول، إننا أمام أكبر تحد اقتصادي في تاريخ الاتحاد الأوروبي"، موضحة أن هذا يتطلب إجراءات لا بد من اتخاذها الآن"، كما أكدت ضرورة أن تضمن هذه الإجراءات الثقة ببناء اقتصادي لأوروبا عقب هذه الجائحة. وفي الوقت نفسه، اعترفت ميركل بأن هناك اختلافات عميقة بين الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي، مضيفة: "الجسور التي يتعين أن نبنيها كبيرة". وأشارت ميركل إلى أن هناك سلسلة من النقاط بحاجة إلى إيضاح فيما يتعلق بصندوق إعمار الاتحاد الأوروبي. وذكرت ميركل أنه يتعين، على سبيل المثال، إيضاح أساس البيانات التي ستستند إليها المدفوعات على نحو أدق، مضيفة أنه يتعين تضمين الأضرار الناجمة عن الأزمة الحالية في الصندوق بقدر الإمكان، والعمل على ضخ الأموال في أقرب وقت ممكن. وأوضحت ميركل أن هذا يتطلب أيضا مراجعة فترة إجراءات منح الموافقات على الحصول على مساعدات من الصندوق، وكذلك قانون المنافسة، مشيرة إلى أن المسألة تدور حول ما إذا كان قانونا الدعم والبيروقراطية قادرين على التصرف في أقرب وقت ممكن، وتوقعت ألا يتم الإفراج عن أولى الدفعات من هذا الصندوق قبل أول كانون الثاني (يناير) المقبل. وقبيل بدء القمة، أكدت النمسا موقفها إزاء ضرورة ربط حزمة إعادة الإعمار المخطط لها بشروط صارمة. وقال المستشار النمساوي زباستيان كورتس أمس في فيينا: "يجب ألا يكون هناك دخول إلى اتحاد للديون من أبواب خلفية"، مؤكدا أن حزمة الإنقاذ ينبغي أن تكون إجراء محدد المدة ولمرة واحدة. وذكر أنه يجب إنفاق الأموال على المشاريع ذات المغزى، مثل الرقمنة والبرامج الصديقة للبيئة، موضحا أن تمويل مشاريع مثل قسائم السفر أو منح دخل أساسي غير مشروط لا يلقى تأييدا في النمسا. وكشفت المفوضية الأوروبية النقاب عن اقتراح طموح تم تقديمه الشهر الماضي بشأن خطة للتعافي. وينص الاقتراح على تقديم معظم الأموال لدول الاتحاد الأوروبي كمنح، إضافة إلى قروض. وأعربت النمسا والسويد والدنمارك وهولندا (المجموعة التي يطلق عليها المتقشفين الأربعة) عن مخاوفها من تحويل الأموال المقترضة إلى منح. ودعت أورزولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، قادة الاتحاد الأوروبي إلى "التعاون" والعمل سريعا من أجل الاتفاق على خطة للتعافي الاقتصادي من تداعيات وباء فيروس كورونا المستجد. وقالت فون دير لاين في بيان قرأته عبر الفيديو، إن مقترح المفوضية بإقرار خطة للتعافي الاقتصادي بقيمة 750 مليار يورو (839 مليار دولار) "طموح ومتوازن". وأضافت رئيسة المفوضية قبيل انعقاد قمة قادة الاتحاد الأوروبي عبر تقنية "الفيديو كونفرانس": "هذه فرصة لا تستطيع أوروبا أن تفوتها". وغرد شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "يجب علينا الوفاء بالمسؤولية الجماعية ... حان وقت المشاركة". وقال رئيس المجلس الأوروبي، إن من الضروري إجراء مزيد من المناقشات بشأن خطة التعافي الاقتصادي من تداعيات وباء فيروس كورونا المستجد، وذلك عقب ختام قمة قادة الاتحاد الأوروبي. وذكر ميشيل أنه يجب إجراء مزيد من المحادثات بشأن عدد من الموضوعات، مشيرا إلى عقد اجتماع لزعماء التكتل الأوروبي في منتصف تموز (يوليو). وتابع رئيس المجلس الأوروبي بالقول: "لا نقلل من الصعوبات". ووصفت أورزولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، المناقشات التي جرت بين قادة الاتحاد الأوروبي اليوم بأنها "إيجابية للغاية"، مشيرة إلى أن عديدا من زعماء الاتحاد الأوروبي أكدوا الحاجة إلى الاتفاق على خطة التعافي الاقتصادي قبل عطلة الصيف في آب (أغسطس).

مشاركة :