أفاد خبراء في تقويم العظام وزراعة الخلايا بقيادة الدكتور شوجيرو كاتوه، رئيس مستشفى إيدوغاوا، عن تحقيق إنجاز باهر تمثّل في زرع خلايا متعددة القدرات من نسيج غضروفي لمفاصل الركبة لدى كبار السن المصابين بهشاشة العظام. يصاب الملايين من الكبار بالسن حول العالم بهشاشة العظام أو التخلخل العظمي الذي يؤثر على مفاصل الركبتين، مما يدفع بالمصابين بحالات متقدمة وشديدة إلى الخضوع لعملية جراحية لاستبدال مفصل الركبة بالكامل، حيث يتم استبدال الغضروف المتضرر بمفصل ركبة اصطناعي. وخلال الجراحة، قام الدكتور كاتوه بأخذ أجزاء من الأنسجة التالفة، والتي يتم التخلص منها في العادة، ثم قام بعزل الخلايا الغضروفية في مختبر لهندسة الأنسجة، وتمكن من زرعها كنسيج غضروفي سليم معدّل بالكامل، ويحتوي على مؤشرات حيوية ذات صلة بالخلايا متعددة القدرات. يعمل غضروف مفصل الركبة كوسادة ملطّفة بين عظام الفخذ والساق ويمتص وزن الجسم. عندما يتضرر الغضروف بسبب إصابة رياضية أو الصدمة أو التآكل، فإنه يتسبب في آلام المفاصل وعدم القدرة على الحركة. في المرحلة المبكرة من المرض، يتم زرع الغضروف ذاتي المنشأ أو زرع الغضروف ذاتي المنشأ المدعوم بمسند. تستخدم علاجات الخلايا هذه الخلايا الغضروفية الخاصة بالمريض، والتي يتم سحبها من بقعة سليمة من الغضروف لا تتحمل الوزن، ثم تتم معالجتها في المختبر، وتُزرع لاستبدال الأنسجة التالفة، بما يسمح للمريض من استعادة وظيفة الحركة. وقال الدكتور كاتو في هذا السياق: “قد يكون هذا أول تقرير في العالم عن نجاح أنسجة تالفة ناتجة عن هشاشة العظام في انتاج خلايا جديدة تحتوي مؤشرات الخلايا متعددة القدرات،” منوّهاً بنشر هذه النتائج في مجلة العلاج التجديدي وتقديمها خلال الاجتماع التاسع عشر للجمعية اليابانية للطب التجديدي. وأضاف: “قد تساهم تقنيتنا في استخدام الغضروف المتضرر والذي يتمّ التخلص منه باعتباره مخلّفات طبية حيوية، كمصدر لأدوات علاجات الخلايا، وعوامل النمو التي تفرزها الخلايا، وحويصلات مشتقة من الخلايا (الإكسوزومات) لإصلاح عيوب الغضروف في الطب التجديدي.” يضمّ مستشفى إيدوغاوا ، الذي يقع في شرق طوكيو، عدداً كبيراً من كبار السن. وقال الدكتور كاتوه مضيفاً جانباً فلسفياً على الانجاز الباهر الذي توصّل إليه: “على عكس الاعتقاد القديم بأن الحكمة هي نقطة القوة لدى كبار السن، فقد جعلتني نتائج هذا البحث متواضعاً، وزادتني حماساً لكي أتعلم قوة الطبيعة الخفية في تعقيداتهم الجسدية أيضاً.”. ويتولى مختبر إيدوغاوا للعلوم التطورية، بعد تأكيده للنمط الظاهري للغضروف الهياليني (الزجاجي) حالياً تقييم الحمض النووي الريبي الدقيق في الغضروف (miRNA-140) والتعبير الموروثي “هيالورونان” من الخلايا الغضروفية. تتمتع هذه التكنولوجيا بالقدرة على معالجة مشكلة تلف الغضروف لصالح ما يقرب من 12 مليون شخص سنوياً في جميع أنحاء العالم، وفقاً لشركة “جيه بي إم” وشركة “جي إن”، المشاركين المشتركين في براءات الاختراع وشركاء الأبحاث في مختبر إيدوغاوا للعلوم التطورية.
مشاركة :