تمكن علماء من السويد من خلال تجربة صغيرة نشرت نتائجها بمجلة لانسيت، من إصلاح غضاريف مفصل الركبة التالفة لعدد من المرضى، الذين يعانون مشاكل بمفصل الركبة وذلك بواسطة خلايا أخذت من الأنف لديهم. أخذ الباحثون من جامعة بازل والمستشفى التابع لها بدولة السويد، خلايا من أنف 10 مرضى يعانون تلف مفصل الركبة، ثم هندستها بحيث أنتجت أنسجة غضروفية جديدة تم زرعها بالركبة التالفة لكل مريض، ووجد العلماء أنه بعد عامين من زراعة تلك الأنسجة نمت لدى غالبية المرضى أنسجة جديدة مشابهة للغضروف الطبيعي وتحسنت حالة وظيفة الركبة وزال الألم، ولكن ينوه العلماء بأن تلك النتائج بالرغم من أنها واعدة إلا أن تطبيق هذه الطريقة العلاجية يحتاج إلى وقت طويل لأن التجربة محدودة كما أنها تحتاج لمزيد من التجارب قبل تطبيقها على المسنين وعلى من يعانون هشاشة العظام، يعاني الكثيرون حول العالم تلف غضاريف المفصل (الغضاريف المفصلية) إما بسبب الإصابات أو حوادث السير، والغضاريف بتلك المنطقة هي طبقة رخوة من الأنسجة بنهاية العظام المكونة للمفصل ووظيفتها تسهيل الحركة وحماية سطح المفصل حيث تلتقي العظام، وبما أن تلك الأنسجة لا يصلها إمداد للدم فإنها إن تعرضت للتلف يصعب حينها تجددها وتبدأ بالتآكل وتصبح العظام مكشوفة وتلتهب بسبب الاحتكاك بين بعضها البعض كما يحدث في حالة هشاشة العظام. توجد تقنيات علاجية متعددة مثل جراحة الكسور الدقيقة للوقاية أو تأجيل ظهور أعراض تراجع حالة الغضاريف بعد تعرض المفاصل للإصابات أو الحوادث ولكنها لا تجدد الغضاريف السليمة لوقاية المفصل، كما أجريت محاولات لاستخدام خلايا الغضاريف ذاتها الموجودة بالمفصل لإنتاج خلايا جديدة بالمفصل ولكنها كانت طريقة محدودة النجاح في إنتاج البنية المطلوبة. وفي القيام بوظيفة تلك الأنسجة، أما الأنسجة الغضروفية المتحصل عليها من أحد أجزاء جسم المريض البعيدة عن المفصل المصاب فقد وجد أن لها مقدرة فريدة في النمو لتشكيل نسيج غضروفي جديد، وذلك ما اتضح من خلال حالة المرضى الـ10 المشاركين بالدراسة والذين تتراوح أعمارهم بين 18-55 عاماً والذين أخذت خزعة من الأنف لديهم تحت التخدير الموضعي وتحفيزها على النمو داخل المختبر بواسطة عامل النمو لمدة أسبوعين ثم زرعها داخل هيكل من الكولاجين بداخل المفصل وتركها أيضاً لمدة أسبوعين لتنمو وكانت النتيجة تكوين رقعة غضروفية سماكتها 2 ملم مساحتها 30-40 ملم، وبعد مرور عامين أظهرت نتائج فحص تقنية المسح أن تلك الرقعة قد ملأت الموضع المتضرر.