أحيا ألوف الأمريكيين الذكرى الـ 155 لإنهاء العبودية عبر تظاهرات حملت طابعا احتفاليا في بعض الأحيان، حيث أسقط خلالها تمثال لجنرال كونفدرالي في واشنطن، بينما تهز البلاد توترات عرقية منذ وفاة جورج فلويد أواخر أيار/ مايو. آلاف المتظاهرين في ذكرى انتهاء العبودية في الولايات المتحدة ويسقطون في واشنطن تمثالا لجنرال بارز شارك في الحرب الأهلية عمت كافة أنحاء الولايات المتحدة احتفالات الذكرى التي تعرف بـ"جونتينث" (دمج حزيران/ يونيو و19 وفق لفظهما بالإنكليزية)، وهو "يوم التحرير" الذي أدرك خلاله "العبيد" في غالفستون في تكساس أنّهم صاروا أحراراً. وفي واشنطن، أسقط متظاهرون ليل الجمعة السبت تمثال الجنرال الكونفدرالي ألبرت بايك، وهو التمثال الوحيد لشخصية كونفدرالية في العاصمة. وندد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تويتر بالحادث الذي وصفه "بالعار على بلادنا"، بعدما نشر بيانا مشتركا مع زوجته ميلانيا بمناسبة ذكرى إنهاء العبودية أشاد فيه "بالتحرير". واتهم شرطة واشنطن بأنها "لم تقم بعملها ووقفت متفرجة على التمثال وهو يسقط ويحرق". وتركزت التظاهرات المنددة بـ "العنصرية والقمع وعنف الشرطة" التي تم تنظيمها بدعوة من النوادي المحلية لكرة السلة في محيط النصب التذكاري لمارتن لوثر كينغ في العاصمة يوم الجمعة. وكانت التظاهرة التي خرجت قرب البيت الأبيض احتفالية حيث رقص المئات على وقع موسيقى "غوغو" الشعبية التي نشأت في واشنطن في الستينات والسبعينات، قبل أن يسيروا في شوارع وسط المدينة. في الأسابيع الأخيرة، تكثفت الدعوات إلى إزالة النصب التذكارية لشخصيات لعبت دوراً في معسكر الفدراليين خلال الحرب الأهلية (1861-1865)، والمنتشرة بكثرة في جنوب البلاد. وشكلت وفاة الأمريكي الأسود جورج فلويد (46 عاما) اختناقا في نهاية أيار/مايو في مدينة مينيابوليس، بعدما جثا الشرطي الأبيض ديرك شوفين على عنقه لأكثر من ثماني دقائق وسط مناشداته المتكررة بعبارة "أعجز عن التنفس"، الدافع الرئيسي خلف الحركة الاحتجاجية المناهضة للعنصرية. وبعد ستين عاماً على حركة الحقوق المدنية، تبقى الأقلية السوداء (13% من السكان)، مهملة إلى حد كبير. وفضلاً عن كونها تعاني أكثر من الفقر والإهمال الصحي، فهي أيضاً غير ممثلة بما يكفي سياسياً، بينما يشكل السود الغالبية في السجون. وأججت الغضب أيضاً حادثة شهدتها مدينة اتلانتا في 12 حزيران/يونيو، حينما أطلق شرطي أبيض رصاصتين على ظهر الأمريكي الأسود رايشارد بروكس الذي كان يحمل آلة صعق كهربائي بيده ويحاول الفرار من الشرطة. وكما في مينيابوليس، أقيل الشرطي واتّهم بالقتل. وفي قضية أخرى، أعلنت بلدية لويسفيل في كنتاكي تسريح شرطي متورط في وفاة الممرضة السوداء بريونا تايلور، التي قتلت في شقتها في آذار/ مارس. وعلى الرغم من أنّ دونالد ترامب ندد بمقتل فلويد وبروكس، لكنّه أضاع فرصة الظهور كرئيس جامع. فبدلاً من ذلك، انتقد المتظاهرين مستخدما ًعبارات نظِر إليها على أنّها تحمل إيحاءات عنصرية. وصب الرئيس الملياردير الزيت على النار من خلال دعوته إلى تجمع انتخابي واسع اليوم السبت في تالسا بولاية أوكلاهوما تزامناً مع ذكرى إنهاء العبودية. ولا تزال هذه المدينة مرتبطة بذكرى واحدة من أسوأ أعمال الشغب العنصرية، إذ إنّها شهدت عام 1921 مقتل ما يصل إلى 300 أمريكي من أصول إفريقية على يد حشد من البيض. وخشية حصول فوضى في وقت ينتظر مشاركة 100 ألف شخص في التجمع في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 650 ألفا، فرض رئيس البلدية حظر تجول جزئي حتى الأحد، لكن ترامب نجح في إلغائه. وكتب ترامب متوجهاً لمؤيديه على تويتر "استمتعوا جيداً". وعشية هذا التجمع الذي أراد ترامب من خلاله إعطاء زخم جديد لحملته الانتخابية، شهدت المدينة احتفالات بمناسبة ذكرى إنهاء العبودية. واعتبر المرشح الديموقراطي للرئاسة جو بايدن تصريحات خصمه بأنها "مشينة"، وأعرب عن "ثقته" بتحقيق عدالة عرقية في الولايات المتحدة. م.م/ع.ج (أ ف ب)
مشاركة :