كتب وليد عرابى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد التويجري، أن جائحة (كوفيد ـ 19) أظهرت ضعف بعض الجمعيات الوطنية في بعض الدول قليلة الإمكانيات والشحيحة بالموارد المالية، لافتاً إلى أن هذه الجمعيات هي في حاجة إلى من يساعدها ليس فقط أثناء الكوارث وإنما يساعدها في بناء قدراتها ليتسنى لها الاستمرار في أداء عملها الإنساني، مشدّداً على أهمية الاستمرار في الاستفادة من التقنية الحديثة في التعامل مع الكوارث ومواجهتها، ودعم مراكز التنبوء بالكوارث، ومنها المركز العربي للاستعدادت للكوارث في الأمانة العامة للمنظمة، مضيفاً ” أن بناء قدرات الجمعيات الوطنية ليس فقط بالسيارات أو المباني، وإنما من خلال مساندتها وتطوير نظمها التقنية، ودعمها بأحدث التقنيات وتوفير فرص التدريب عليها، وتظل تقوية الجمعيات الوطنية ذات أهمية بالغة ويجب أن نعطيها الأولوية في خططنا المستقبلية”. وقال “التويجري” في كلمة ألقاها لدى مشاركته في لقاء افتراضي يوم 18 يونيو 2020 بعنوان ” استجابة الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر لكوفيد ــ 19″: أرى أنه من العار ونحن نرى كل جمعية وطنية وهي عضو في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر وتعتبر فرعاً من فروعها، وتترك من دون دعم ، وبالطبع من غير المعقول أن نترك الجمعيات الوطنية في العديد من البلدان بهذه الإمكانيات الضعيفة، رغم أن منسوبيها لديهم الحماس والرغبة في عمل شئ لخدمة العمل الإنساني إلا أن إمكانياتها المادية واللوجستية في كثير من الأحيان تقف حجر عثرة في سبيل تحقيق ذلك، ما يحتم ضرورة التفات الحركة الدولية إلى بناء قدرات هذه الجمعيات الوطنية ، وألا تُترك بهذا المستوى الضعيف من الإمكانيات كما هي عليه الآن، ولا بد أن نوحد ونضاعف الجهود من أجل بناء قدراتها. وأردف: إن المتطوعين والمتطوعات في العديد من البلدان التي فيها جمعيات وطنية عربية، تدربوا وعرفوا عمل الحركة الدولية أو الجمعيات الوطنية، ويبذلون جهوداً كبيرة في خدمة العمل الإنساني، إلا أنه للأسف ليس هناك نظام يضمن حقوقهم ويحدد واجباتهم، علينا جميعاً تشجيعهم للمضي قُدماً في ما يقدمونه من أعمال تطوعية نبيلة بتبني مثل هذه الأنظمة. وأضاف أن المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر قامت منذ بداية كورونا وانتشار الوباء في الوطن العربي باصدار النشرات التوعوية للجمعيات الوطنية ولعامة الناس، وعمل المركز العربي للاستعداد للكوارث في المنظمة على متابعة استجابة الجمعيات الوطنية أولاً بأول، ويصدر تقريراً يومياً عن معدلات الاصابة وأعداد المصابين في كل بلد على حدة، ولم يكتف بذلك بل قام بدراسة احتياجات الجمعيات الوطنية خاصة الضعيفة منها، وأطلق نداءات إنسانية للجمعيات الوطنية المانحة وكانت استجابة جيدة من بعضها ، وقامت المنظمة بتنسيق تقديم هذه المساعدات وفق الحاجة لذلك، وكما ذكرت زميلتي السيدة / مها البرجس إن ما قبل كورونا ليس كما بعدها، وقد أثرت هذه الجائحة على المجتمعات من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، كما أثرت على الحكومات، والقطاع الخاص وسوق العمل والبطالة، وكان لها تاثيرها الواضح على المانحين، وأبرز دليل على ذلك أن قدرتهم على تقديم المساعدات للجمعيات الوطنية والمؤسسات الإنسانية أصبحت في تراجع ملموس، في وقت أصبحت فيه الحاجة للمساعدات تزداد بوتيرة متصاعدة مع زيادة نسب الفقر والبطالة ، ورغم ذلك قل معدل المساعدات بشكل واضح، وهذه مشكلة كبيرة يجب علينا في المؤسسات العاملة في المجال الإنساني بصفة عامة وفي الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمربشكل خاص أخذها في الاعتبار. وأستطرد أمين عام المنظمة العربية قائلاً: إن الاصابة بفيروس كورونا في الوطن العربي تعتبر معقولة وقليلة إلى حد ما مقارنة بمعدلات الاصابة في دول العالم، حيث تبلغ 55 % من اصابات العالم، كما أن نسبة الشفاء في الوطن العربي ولله الحمد تعد الأعلى بين الأقاليم الأخرى وتبلغ حوالي 62 % بينما المتوسط في العالم لا يتجاوز 50%. وألقى أمين عام المنظمة العربية الضوء على السيناريوهات المتوقعة سواء أثناء جائحة كورونا أو ما بعدها ، فقال: نحن في منطقة تشهد بعش دولها صراعات مسلحة وبها عدد كبير جدا من اللاجئين والنازحين، إضافة إلى معدلات عالية من نسب الفقر والبطالة، كل ذلك يفرض علينا تحديات عظيمة يجب أن نكون مستعدين إلى مواجهتها ، فقد كشف تقرير حديث صدر من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن هناك أكثر من 80 مليون نازح لاجئ في العالم أي ما يمثل أكثر من 1% من سكان الكرة الأرضية، وهذه في الحقيقة أخبار مقلقة ولكنها بالنسبة لنا في بعض دول الوطن العربي الفقيرة ذات القدرة المادية الضعيفة تعد تحدياً كبيراً جداً. وأكد “التويجري” على ضرورة اطلاق الحركة الدولية المزيد من الشراكات مع مكوناتها ومع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية والخيرية الأخرى دعماً للعمل الإنساني. وأختتم كلمته قائلا ً: أعرب عن شكري وتقديري للدعوة للمشاركة في هذا اللقاء الافتراضي، كما أعرب عن شكري وتقديري للجمعيات الوطنية العربية التي قد قامت بدور كبير جداً ولا تزال تقوم بهذا الدور رغم أن الكثير منها لديها تحديات تمويلية وضعف في الإمكانيات ، وأوكد على ما قلته في السابق أن من العار أن تبقى الجمعيات الوطنية الضعيفة كما هي عليه، وليس لدينا اي عذر يمنع تبنيها وتبني مشاريعها التطويرية لننهض بها وننهض معاً .
مشاركة :