ما أشبه اليوم بالبارحة .. في هوة حضارية وثقافية بين جيلين؛ جيل الكتب والجرائد وجيل الكمبيوتر والفيسبوك، تولدت من خلالها قطيعة فكرية داخل المجتمع الواحد، وحتى بين أفراد البيت الواحد، هذه القطيعة الفكرية أدت إلى انفصال عن الواقع، مع توهمات لسان حالها الإطمئنان، لا تسكن إلا في عقول أصحابها، وليس لها من أرض الواقع مكان.في ظل هذه الأجواء الضبابية كانت تربة جيل الشباب ملائمة لأى زرع يُزرع بها، فهي أرض خصبة قادرة على تبنى أى فكر تبذر بذوره فيها، وكان السبق للأسرع .. فهناك من الجماعات الدينية المتطرفة من زرع بذور الفكر الديني المغلوط، وهناك من أهل الشر من زرع العداء للوطن، وعدم الإنتماء له عن طريق منظمات المجتمع المدني، وعن طريق الدعوة للتحرر من خلال مواقع التواصل الإجتماعي .. والنهاية كانت كارثة 25 يناير.اليوم؛ ذابت الكثير من جبال جليد العقود السابقة، وتولدت جبال أخرى ولكنها جبال من فولاذ، لا تتخذ التحرر الفكرى والخلقى وسيلة لها -قد يجذب عقولا ويترك أخرى-، بل تلعب على المال والثراء السريع الذى لا يتطلب أى مجهود مع تستر كامل لأوجه الكسب والإنفاق، هذه التربة الجديدة ربما لا تحتاج إلى زراعة ورعاية كالتربة السابقة الذكر في المثال السابق، هذه التربة الجديدة ينبت فيها النبت الشيطاني الذى لا يتطلب الكثير لينمو ويترعرع.وبدون الدخول في التفاصيل التقنية التى قد تغشي جلاء الموضوع عند البعض، سنذكر الهدف الذي يُعَد له، كما سنبين الداعين إلى ذلك، ونترك العقول لتدرك حجم الكارثة التى نحن بصددها.فلنرجع بالذاكرة إلى جمع الذهب من العالم واحلاله بأوراق نقدية لا قيمة لها إلا ثمن طباعتها، ثم إرغام العالم على التعامل بالعملات الصعبة في التجارة، وعدم السماح بالتداول بالعملات المحلية، ثم سيطرة صندوق النقد الدولي على العالم من خلال القروض المربوطة بالشروط .. يتبع ذلك انهيارات اقتصادية متتاليه من أشهرها سقوط ببنوك وبورصات عالمية كما في 2008، وأزمة الديون السيادية الأوروبية 2009. كل ذلك اعدادا للسقوط الكبير للعملات الورقية على مستوى العالم لإحلالها بالعملات الإلكترونية التى تكون مصحوبة بزراعة شريحة RFID تلك الشريحة الحيوية التى تحل محل التعاملات المالية وبطاقات الهوية، والتى يتجة العالم إلى وضعها وبكل قوة فى الأيام القادمة.أظن أنه لا يخفى على عاقل أن الصهيونية العالمية هى من وراء كل ذلك، تتزعمها عائلات المال والإقتصاد؛ عائلات روتشيلد.فى حين أن هناك من يستوعب أنه لا بقاء إلا للذهب سواء كانت دولًا أو أشخاصًا فإن هناك من يلهث حول العظم الملقى له ليلهو به لحين انتهاء الكعكة من الإعداد. فحسب تقرير World Gold Council فإن الدولة الأولى فى مخزون الذهب هى الولايات المتحدة الأمريكية بإستحواذ 8 طن ذهب معلن، تليها ألمانيا وايطاليا وفرنسا وروسيا. ولا تحدثنى عن العالم العربى؟ولنرجع لموضوعنا الأساسي لننهى الكلام فيه، دعنى أخبرك أيها القارئ بإختصار أرجوا أن لا يكون مخلا؛ أن العملات الرقمية هى أموال لا أصل لها تدخل الدولة أقرب مثال لها هى طباعة النقود بلا تغطية أو حساب، فعند طرحها فى السوق تخفض قيمة العملة المحلية حتى تفقدها قيمتها فتنهار. وهذا هو الهدف الرئيس. فضلًا على أن العملات الرقمية هى طريق غسيل الأموال، وهى الوسيلة الآمنة لتمرير أموال للإرهاب وأموال التمويل للمنظمات المشبوهة، وتجارة السلاح وكل ما هو ممنوع. وهى الطريق الغير شرعى لخروج العملات الصعبة من الدولة بلا أى قيود .. الكلام فى العملات الرقمية يحتاج إلى مجلدات، ولكن هذا يكفى لكى نعرف أن كارثة 25 يناير تتضائل جانبها.ورغم أن دار الإفتاء المصرية قد أقرت بحرمة التعامل فيها إلا أن هناك من يعيدون تمثيل نفس الأدوار المشبوهة من أشخاص تم تجهيزهم ليمثلوا دور النخبة، هولاء أشخاص منهم من هم محسبون على الإعلام ومنهم نجوم ميديا وواقع افتراضى يسفهون رأى الأزهر الشريف، ويقللون من أراء من يدعوا إلى الحقيقة، يمتطون عرش التكنولوجيا لتعلو بها أصواتهم، يصورون أحلامًا ينسجها لهم الشيطان، خيوطها أولادنا.حفظ الله مصر أولادنا وحفظ الله مصرنا جيشًا وشعبًا، وحفظ الله قادتها وسدد خطاهم إلى ما يحبه ويرضاه، أمين.
مشاركة :