بيروت: «الخليج» لا تزال صورة اللقاء الوطني اللبناني المقرر الخميس المقبل، والذي دعا إليه الرئيس ميشال عون، للحوار في بعبدا، مشوشة، خصوصاً في حال قرر رؤساء الحكومة السابقون: سعد الحريري، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، وتمام سلام، مقاطعة اللقاء اعتراضاً على عدم وجود جدول أعمال محدد. وأمس الأحد، تلقت دعوة عون جرعة دعم من البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس، الراعي الذي اعتبر أنه «مِن أجل ضمانة حصول المشاركة في هذا اللقاء الوطني ونجاحه، ينبغي المجيء إليه بهدف تأكيد وحدة لبنان، وحياده، وتحقيق اللامركزية الموسعة، وصيانة مرجعية الدولة الشرعية بجميع مؤسساتها، وبخاصة تلك الأمنية والعسكرية، والإقرار الفعلي بسلطة الدولة من دون سواها على جميع الأراضي اللبنانية، والالتزام بجميع قرارات الشرعية الدولية، وبمكافحة الفساد في كل مساحاته، وأوكاره، وحماية استقلالية القضاء، وتحرره من أي تدخل أو نفوذ سياسي، أو حزبي». وفي وقت لم تتضح بعد خريطة المشاركين في اللقاء الوطني، حيث يعقد رؤساء الحكومات السابقون اليوم الاثنين، اجتماعاً لتحديد الموقف مع ميل لعدم الحضور، ما يُفقد المبادرة الغطاء السني الميثاقي، بدا حزب القوات للبنانية هذه المرة متردداً أيضاً حيال المشاركة. وقالت مصادره إن رئيس الحزب، سمير جعجع، لا يزال يدرس مع الحزب، ومع تكتل «الجمهورية القوية» مسألة المشاركة في لقاء بعبدا الحواري، ولكنها لفتت في الوقت نفسه إلى جملة مسائل وأمور، لعلّ أبرزها: ما هو جدول أعمال الاجتماع الحواري في 25 الجاري؟ فاجتماع بعبدا السابق في 6 مايوالماضي كان جدول أعماله واضحاً، وهو خطة الحكومة الاقتصادية، وأما الاجتماع المقبل فكأنه اجتماع دردشة على فنجان قهوة. فإذا كان موضوع الاجتماع، العنوان الأمني فلا أحد يختلف مع أحد على أنه يجب حفظ الأمن في البلد، ويبقى على الحكم والحكومة أن يتخذا التدابير لحفظ الأمن، فليس مقبولاً، ولا معقولاً، أن تجلس السلطة وهي تتفرج على بيروت تحترق الأسبوع الماضي، من دون اتخاذ أي قرار لوقف المعتدين، وعلى الرغم من كل ما صدر من مواقف من رئيسي الجمهورية، والحكومة عن محاسبة المعتدين، لم نلمس شيئاً من هذا القبيل، فلا محاسبة، ولا من يحزنون.
مشاركة :