شيايي (تايوان) (رويترز) - شهد سكان أجزاء من النصف الشرقي للكرة الأرضية ظهور حلقة ضوء متلألئة في السماء يوم الأحد، عندما غطى القمر وجه الشمس في كسوف نادر خلال أطول أيام السنة. وامتد مسار الكسوف إلى شرق آسيا وجنوبها والشرق الأوسط وأفريقيا. ولم تشهد معظم المناطق سوى كسوف جزئي، في حين شهد قليل منها ما تعرف ”بحلقة النار“. وعلى العكس من الخسوف الكلي، لا يكون القمر وهو في وضع الخسوف الحلقي قادرا على حجب وجه الشمس تماما، لتظل هناك هالة رقيقة من الضوء في أقصى مراحله. ويحدث الكسوف من هذا النوع عندما يكون القمر في أبعد نقطة له على مساره البيضاوي حول الأرض، وهو ما يجعله يبدو أصغر حجما. وتجمع البعض في دبي، حيث استمرت الظاهرة لثلاث ساعات تقريبا، لمشاهدة الكسوف النادر من خلال نظارات خاصة بعد أن نصحت السلطات المواطنين بعدم النظر مباشرة إلى الشمس أثناء الكسوف لتجنب إلحاق الضرر بأعينهم. كما حرص مصورون على التقاط صور لهذه الظاهرة في سماء العاصمة السعودية الرياض. وفي مدينة كراتشي الباكستانية، أدى العشرات صلاة الكسوف داخل المساجد فيما احتشد البعض لمراقبة الظاهرة بالنظارات الشمسية. أما في الهند فقد أدى كهنة هندوس صلوات خاصة بمناسبة الكسوف دعوا فيها إلى إحلال السلام في الأرض وانتهاء جائحة فيروس كورونا التي أودت بحياة مئات الآلاف حول العالم. وتضمنت الطقوس الغطس في نهر مقدس في مدينة كوروكشيترا بشمال البلاد. وتجمع المئات من مراقبي الظواهر الفلكية في ساحة مفتوحة بمنطقة شيايي جنوب تايوان، وهي من المواقع في آسيا التي ظهر فيها الكسوف الحلقي باديا للعيان. وقال تشوانغ يوهوي (56 عاما)، وهو متقاعد سافر إلى شيايي من مدينة تايتشونج القريبة ”عمري يتجاوز الآن 50 عاما، لذا من الرائع أنني استطعت رؤية هذه (الظاهرة). إنني مبتهج للغاية“. وفي العاصمة تايبه، تجمعت مجموعات من الناس لمشاهدة الكسوف من خلال النظارات الملونة وهواتفهم. وظاهرة كسوف الشمس عند الانقلاب الصيفي هي أمر نادر الحدوث، وشهدها العالم آخر مرة في يونيو حزيران عام 2001. أما كسوف ”حلقة النار“ الذي يحدث في منتصف موسم الصيف تماما، سواء في نصف الكرة الشمالي أو الجنوبي، فهو ظاهرة أقل حدوثا. ووفقا لحسابات رويترز التي تستند إلى بيانات إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)، لم تحدث هذه الظاهرة خلال 100 عام على الأقل، وسيكون كسوف حلقة النار التالي في عام 2039، ثم في عام 2392.
مشاركة :