مما لاشك فيه، فانه بعد الموافقه النهائية من مجلس النواب علي قوانين مجلس النواب والشيوخ ، فمن المتوقع ان يكون النصف الثاني من 2020 عام تشكيل المؤسسات المنتخبة من الشعب. (الشيوخ والنواب )، مما قد يستوجب ظهور كيانات جديدة علي الساحة تريد خوض هذه الاستحقاقات وبالتالي الدخول في تحالفات ، كان لازما علينا ان نوضح اسباب نجاح وفشل التحالفات_ حتي لا نعيد نفس التجربة ونتوقع نتائج مختلفة_ لان لتركيبة الشخصية المصرية دورا بالغ الاهمية في سبب نجاح او فشل التحالفات الانتخابية _ ولا يحاول احد اقناعي بأنه سيكون هناك تحالف قوي، نعم الكل يريد النجاح لكن من يستطيع ان يحقق النجاح؟_ فكل الشخصيات والإطراف السياسية والتكوينات المختلفة التي ظهرت والتي سوف تظهر مستقبلا ، في نيتها تكوين تحالفات لخوض الانتخابات في قلق دائم من تفاوت القوي فيما بينها، مما يجعلني اؤكد لكم ان نجاح هذه التحالفات ليس بالامر اليسير الهين ، وواثق ان هذه النتيجة قد وصلت الي العقل الجمعي للشعب المصري ، الذي اصبح يعي الامور جيدا لان الشعب هو "القائد والمعلم". ولعل الامر يحتاج ايضا منا لتحليل عميق اكثر لبعض الاسباب التي قد تؤدي الي فشل التحالفات، نجد ان اولها يستند الي التطبيق الخطأ لمفهوم الزعامة و"المريسة" فكل تحالف تجد له شخص يريد ان يتقمص دور الزعيم والمسيطر وصاحب الرأي الصحيح والأوحد وما دونه خطأ، هذا بخلاف محاوله بعض الاشخاص داخل التحالف الي "التكويش" علي جميع المناصب فهو موجود داخل كل اللجان ويريد التعيين في كل المناصب، لانه يعتقد انه صاحب الخبره الشمولية، بالاضافة الي مهارة فن الاستحواذ علي النجاح والابتعاد عن الفشل حتي لو كان هو صانعه ،والتي يتقنها البعض داخل هذه التكوينات، هذه الصفات وغيرها قد تكون سبب في جعل التحالفات كالسرب كلما اقتربت منه لم تجده شيء. وحتي ينجح اي تحالف قادم فهناك عوامل، او يمكن ان نسميه "كتالوج" لإنجاح التحالفات، اولها مرحلة تكوين التحالف يجب استغلال مرحلة النشأة للتحالف بإشراك كافة القوي السياسية و المجتمعية صاحبة المصلحة في الاستقرار والابتعاد قدر الامكان عن كافة القوي المضادة، لان في مرحلة التكوين يكون شعور الاعضاء بالنجاح عالي للغاية ومشتاقون لتحقيق النجاح علي ارض الواقع ،ولذلك يجب البعد عن نقاط الاختلاف والقرب من المساحة المشتركة بين كافة الاطراف الوطنية النقية المتحالفة، المرحلة التالية هي المرحلة الفارقة في حياة اي تحالف عندما يتم التضخيم من عناصر الاختلاف والتقليل من المساحة الاتفاق المشتركه، اذا مر التحالف من هذه المرحلة بسلام _والمرور لن يتم الا بحنكة وحكمة وإخلاص وتجريد القائمين عليه_ سوف ينتقل التحالف بقوة الي المرحلة الاخيرة مرحلة العمل، في هذه المرحلة يشعر اعضاء التحالف انهم علي الطريق الصحيح ويزداد هذا الشعور بتحقيق النجاحات والتطلعات والأهداف النبيلة التي من اجلها تم تكوين التحالف. لا ينكر احد ان مشهد الانتخابات القادمة لن يكون سهل _وكما ذكرت في مقالات سابقة_ فالمهام التشريعية والاشرافية والرقابية والخدمية لاعضاء المجالس الشعبية المنتخبة ، وتحديات الوجود والاستقرار لبعض دول المنطقة العربية والتنمية للدولة المصرية ومحاولة بعض الاطراف المعادية للدولة المصرية ،من الدخول الي هذه المجالس لهدم ما تم انجازه او عرقلة ما نتطلع الي انجازه، يجعلنا ندعو كل الاطراف الوطنية صاحبة المصلحة في التنمية والتقدم الي الالتفاف علي قائمة بيضاء تكون وبحق هي المنجيه....حمي الله مصر وحفظ شعبها وجيشها.
مشاركة :