الإمارات تستخدم قوتها الناعمة في مواجهة كورونا عبر العالم | | صحيفة العرب

  • 6/22/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي- أعلن، الأحد، في دولة الإمارات العربية المتّحدة عن إرسال شحنة من المساعدات الطبية إلى أذربيجان وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الإمارات بشكل متواصل منذ أشهر لمكافحة وباء كورونا على صعيد عالمي، حيث تحوّلت تلك الجهود إلى حملة واسعة النطاق ضد الوباء امتدّت إلى ما لا يقل عن 67 دولة من مختلف مناطق وقارّات العالم. ونقلت طائرة شحن إماراتية 11 طنا من الإمدادات الطبية وأجهزة الفحص إلى أذربيجان سيستفيد منها حوالي أحد عشر ألفا من العاملين بها في مجال الصحة في تعزيز قدراتهم على مواجهة انتشار الوباء. وينظر مراقبون إقليميون ودوليون إلى الحملة الإماراتية ضدّ جائحة كورونا باعتبارها وجها من وجوه القوّة الناعمة لدولة الإمارات، بينما يرون في التوزيع الجغرافي للبلدان المشمولة بالمساعدات الطبية المقدّمة من الدولة انعكاسا لحيوية الدبلوماسية الإماراتية وثراء شبكة العلاقات التي نجحت في نسجها وتمتينها عبر مختلف قارّات العالم ومناطقه. فرضت أذربيجان حالة طوارئ لاحتواء الوباء في 24 مارس الماضي ورفعتها في 31 مايو بالتوازي مع تخفيفها معظم القيود على التنقل وممارسة الأنشطة الاقتصادية ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” عن محمد أحمد هامل القبيسي سفير الإمارات لدى أذربيجان قوله “إنّ العلاقات بين دولة الإمارات وأذربيجان تشهد تقدما ملموسا في العديد من المجالات تدعمها الرؤية المشتركة لقيادتي البلدين لتعزيز أواصر الصداقة والتفاهم والدعم المتبادل إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مختلف المحافل الدولية”. كما اعتبر السفير إرسال طائرة المساعدات الطبية إلى أذربيجان “شاهدا على تبني قيادة دولة الإمارات نهج الوقوف إلى جانب الدول الشقيقة والصديقة في مختلف الظروف، خاصة في ظل ما يواجهه العالم الآن من تحديات على صعيد مكافحة الجائحة”. وبلغ مجموع ما قدّمته الإمارات من المساعدات الطبية للدول التي طالتها جائحة كورونا حتى الأحد، أكثر من 946 طنا. وقد حتّمت حاجة بعض البلدان للمساعدة إرسال أكثر من شحنة إليها على غرار كولومبيا التي استفادت مجدّدا من مساعدة طبية إماراتية بعد أن كانت قد تلقّت في وقت سابق شحنة أولى من المساعدات. ووصلت، الأحد، طائرة المساعدات الإماراتية الثانية من نوعها إلى كولومبيا محمّلة بـ8 أطنان من الإمدادات الطبية. كلاوديا بلوم: المساعدات الإماراتية نموذج للتضامن الدولي في أوقات الأزمات كلاوديا بلوم: المساعدات الإماراتية نموذج للتضامن الدولي في أوقات الأزمات وقالت كلاوديا بلوم وزيرة العلاقات الخارجية الكولومبية بالمناسبة إنّ بلادها “تعرب عن تقديرها لمبادرة دولة الإمارات والتي تعكس عمق التعاون والتضامن الدوليين في أوقات الأزمات”. وتحدّثت خلال استقبالها طائرة المساعدات الإماراتية عن العلاقات الدبلوماسية الوثيقة بين بلادها والإمارات على مدار أكثر من 40 عاما وتعاونهما في المجالات التجارية والاقتصادية والثقافية، بينما لفت دانييل كينتيرو عمدة مدينة ميديجين شمالي كولومبيا إلى أن المساعدات الإماراتية ستوفر السلامة والحماية من عدوى فايروس كورونا للآلاف من العاملين في القطاع الصحي الكولومبي. وجاءت المساعدة الإماراتية لأذربيجان في وقت حساس يواجه فيه البلد مصاعب كبيرة بسبب موجة تفشّ سريع لفايروس كورونا أجبر حكومته على إحكام حالة الإغلاق على الرغم من الظروف الاقتصادية الضاغطة. ونصّ بيان صدر عن رئيس الوزراء علي أسادوف على السماح للأهالي بمغادرة منازهم مرة واحدة في اليوم لمدة ساعتين كحد أقصى بعد حصولهم على إذن من السلطات عبر رسالة نصية. وستبقى الإجراءات الجديدة مفروضة حتى الأول من أغسطس القادم في العاصمة باكو وغيرها من المدن الرئيسية ومقاطعات البلد. كما صدرت أوامر بإغلاق مراكز التسوّق والمقاهي والمطاعم وصالونات تصفيف الشعر والمؤسسات الثقافية والتعليمية اعتبارا من الأحد. وجاءت هذه الإجراءات بعد أن تضاعف عدد الإصابات بكورونا في أذربيجان خلال الأسبوعين الماضيين. وفرضت أذربيجان حالة طوارئ لاحتواء الوباء في 24 مارس الماضي ورفعتها في 31 مايو بالتوازي مع تخفيفها معظم القيود على التنقل وممارسة الأنشطة الاقتصادية. مراقبون إقليميون ودوليون يرون في التوزيع الجغرافي للبلدان المشمولة بالمساعدات الطبية المقدّمة من الدولة انعكاسا لحيوية الدبلوماسية الإماراتية وثراء شبكة العلاقات التي نجحت في نسجها وأفاد مركز الدراسات الاجتماعية الرسمي بأن استطلاعا أجراه مؤخرا أظهر أن نحو 93 في المئة من الأذريين يشعرون بالقلق من موجة ثانية للوباء. وقالت الطالبة البالغة من العمر 20 عاما ليلى غولييفا لوكالة فرانس برس إن “الإحصائيات المرتبطة بفايروس كورونا تسوء يوما بعد يوم. إنه أمر مخيف. أخشى من موجة ثانية”. وأضافت أنّ “تكرار الحجر خطوة ضرورية لمنع انتشار الفايروس”. لكن القيود الجديدة تثير حفيظة الكثير من السكان بسبب تضرّر الاقتصاد وارتفاع معدّلات الفقر. ودفعت حكومة أذربيجان تعويضات للأشخاص الذين خسروا وظائفهم جرّاء الإغلاق الأول. لكنها قد تعجز عن تقديم مساعدات مالية للتخفيف من وطأة الأضرار هذه المرّة. وفي أبريل الماضي تراجع إجمالي الناتج الداخلي في أذربيجان بنسبة 2.6 في المئة مقارنة بالعام السابق، بينما انخفض النشاط الاقتصادي في القطاعات غير المرتبطة بالطاقة بنسبة 13 في المئة، وفق ما أفاد تقرير للبنك الدولي هذا الشهر. وقال المحلل الاقتصادي غوباد عباد أوغلو إنّ “على الحكومة أن تواصل تخصيص تعويضات اجتماعية في وقت توقف الاقتصاد. وإلا فإنها تواجه خطر إثارة تحرّكات اجتماعية وسياسية خارجة عن السيطرة”. وانتقد خبراء الصحة معالجة الحكومة الأذرية لتفشي الفايروس، مشيرين إلى أن رفع القيود قبل أوانها استدعى فرض إغلاق ثان. وقال الأستاذ في جامعة باكو للطب علي علييف إنّ “تخفيف تدابير مكافحة الفايروس قبل ثلاثة أسابيع لم يكن مبررا إذ أعقبته زيادة في عدد الإصابات والوفيات”. وتابع “المفارقة هي أننا ندخل في فترة إغلاق ثانية في وقت تعود فيه الحياة إلى طبيعتها في معظم الدول الأخرى”.

مشاركة :