لبنان وإسرائيل.. عود الثقاب يقترب من الفتيل

  • 6/23/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدعوة التي وجهها قائد قوات السلام الأممية بجنوب لبنان «اليونيفيل»، الجنرال ستيفانو دل كول، لإسرائيل لوقف طلعاتها الجوية فوق لبنان تخبئ في طياتها مخاوف معينة أو أن لديه معلومات بشأن تصعيد محتمل، وقد أطل هذا التوجس برأسه من بين ثنايا قوله إن هذه الطلعات «تعرّض السلام للخطر». دل كول يقول في تصريحه للوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام «لاحظت اليونيفيل زيادة في حركة الطائرات الحربية الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية»، لافتاً إلى أن «تحليق الطيران الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية هو انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 وكذلك للسيادة اللبنانية»، وأن «مثل هذه الانتهاكات للسيادة اللبنانية والقرار 1701، تزيد من حدة التوتر وقد تؤدي إلى حوادث تعرض وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل للخطر». الانتهاكات الإسرائيلية لأجواء لبنان تكاد تكون يومية منذ عام 1948، وهي بالتالي ليست جديدة، لكن تصريحات «اليونيفيل» هذه جديدة في محتواها ووضوح نبرتها ضد إسرائيل، فهل من ظروف جديدة فرضت لغة جديدة؟ لا جديد في تلك، المنطق يستوجب الحديث بهذه اللغة الساخنة نسبياً سوى «قانون قيصر» الذي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يقضي برفع منسوب العقوبات الاقتصادية ضد سوريا إلى مستوى عالٍ. وهذه العقوبات ضمناً وحكماً تمس لبنان، إن لم يكن بنفس القدر الذي تمس دمشق، فلربما تمسّه أكثر، بسبب التداخل القوي والتاريخي بين لبنان وسوريا، ولأن سوريا هي النافذة البرية الوحيدة للبنان على العالم، في ظل حالة الصراع مع «إسرائيل». يبدو أن المسؤول الدولي قرأ المشهد جيّداً، أو أن لديه معلومات محددة، تفيد بأن أوساطاً في لبنان لا تملك وسائل التصدي للقانون الأمريكي، إذ ليس هناك ما يضع الولايات المتحدة في مواجهتها، لا بشكل مباشر ولا غير مباشر، وبالتالي ليس أمامها سوى الخاصرة الموجعة لأمريكا، وهي إسرائيل. خلال الشهر الماضي، تكررت حوادث اعتقال «إسرائيل» لبنانيين قالت إنهم اجتازوا الحدود الشمالية، وقال لبنان: الرسمي أن هؤلاء ليسوا سوى رعاة أغنام. إسرائيل التي دام احتلالها لجنوب لبنان سنوات عديدة، تعرف المنطقة جيّداً، وهي بالتالي تعرف إن كان الشخص المستهدف راعياً للأغنام أم راعياً لأهداف أخرى. ربما حاولت من خلال استجوابات سريعة لهؤلاء أن تصل إلى معلومات ما عن «نوايا» ما تضعها في دائرة الأهداف. هذا يتقاطع مع تصريحات مسؤول «اليونيفيل» الذي يستشعر خطر تصعيد محتمل بشدّة. وما من شك أن الاشتعال العسكري ليس نبتاً شيطانياً، ولا بد له من عود ثقاب سياسي. هذا العود موجود لمن ينظر من فوق للمشهد في هذه المنطقة الساخنة، ولعل الأسابيع المقبلة ستخرج ما في جعبتها، وتوضّح لنا إن كانت تصريحات الجنرال الأممي مجرد موقف دبلوماسي أم محاولة لنزع فتيل يرى من يقرّب منه عود الثقاب. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :