مع ارتفاع عدد الإصابات بـ"كوفيد 19" في العالم إلى 8 ملايين و843 ألفا و166، وإجمالي عدد الوفيات إلى 465462، بدأت بعض الدول رصد بوادر موجة تفشي ثانية من الوباء، فقد تزايدت المخاوف في كوريا الجنوبية، وللمرة الأولى، أمس، من مواجهة "موجة ثانية" من انتشار الفيروس تتركز حول العاصمة. وأوضحت مديرة المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها جيونغ إيون كيونغ انه "بات واضحا أن عطلة أسبوعية في أوائل مايو كانت بداية موجة ثانية من الإصابات تركزت بشكل كبير في منطقة سيول الكبرى، التي شهدت القليل من الإصابات في السابق". وأضافت كيونغ: "في منطقة العاصمة، نعتقد أن الموجة الأولى كانت من مارس إلى أبريل، وكذلك من فبراير إلى مارس، وبعد ذلك نرى أن الموجة الثانية التي تسببت فيها عطلة مايو مستمرة". في السياق، تلقى الأستراليون تحذيرا أمس، لتجنب التوجه الى ملبورن، مع قيام البلاد بتشديد القيود لمواجهة انتشار الفيروس وسط مخاوف من موجة ثانية. وفي إسرائيل أيضاً، أمرت وزارة الصحة المستشفيات في البلاد بإعادة فتح عنابرها الخاصة بالفيروس، بسبب ارتفاع حاد في الإصابة الجديدة. وحذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد اجتماع مع خبراء بشأن مسار الوباء، "إذا لم نغير على الفور سلوكنا، فيما يتعلق بالأقنعة وقواعد التباعد الاجتماعي، فسنضطر إلى تنفيذ إجراءات جديدة ضد رغبتنا". وإجمالا سجلت إسرائيل 20 ألفا و778 إصابة بكورونا توفيت منها 306 حالات. وفي الأراضي الفلسطينية، ارتفعت حصيلة الإصابات، أمس، إلى 1110 بعد تسجيل 82 إصابة جديدة جميعها في الضفة الغربية. وبينما تم تسجيل اصابة نحو 20 نائبا عراقيا بالفيروس، أعلن محافظ مدينة ماهشهر جنوب غربي إيران محسن بيرانوند، حال الطوارئ لمدة شهر، بسبب ازدياد الإصابات. وكان الناطق باسم لجنة مكافحة الفيروس، محمد شنبدي، قال أمس الأول، إن "مشافي المدينة لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من المصابين"، في حين تحدث مسؤول آخر عن احتمال اصابة "نصف سكان ايران" بالوباء. في غضون ذلك، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس، أمس، في منتدى صحي افتراضي في إطار القمة العالمية للحكومات التي تنظمها حكومة دبي عبر الفيديو، انه "على الصعيد العالمي، لا يزال الوباء يتسارع. لقد استغرق الإبلاغ عن أول مليون حالة أكثر من 3 أشهر، لكن جرى الابلاغ عن المليون حالة الأخير في غضون 8 أيام فقط، لكننا نعلم أن الوباء أكثر بكثير من مجرد أزمة صحية، انه عبارة عن أزمة اقتصادية واجتماعية، وفي العديد من البلدان أزمة سياسية، وستظهر آثاره لعقود قادمة". وأضاف غبريسوس: "لا تستطيع أي منظمة أو بلد أن يحارب هذا الوباء وحده، لا يمكننا هزيمة هذا الوباء بعالم منقسم، أدى تسييس الوباء إلى تفاقمه، ولا أحد منا في أمان حتى يصبح جميعنا بأمان". في غضون ذلك، وبينما لا تزال نصف الولايات الاميركية تشهد ارتفاعا بالاصابات والوفيات، سجلت الولايات المتحدة 305 وفيات إضافية، وهو اليوم العاشر على التوالي الذي تنخفض فيه حصيلة الوفيات إلى ما دون الألف، واليوم الثالث الذي تنخفض فيه إلى ما دون 400 وفاة منذ بلغ الوباء ذروته في منتصف أبريل. وفي فرنسا، حيث عاد طلاب المدارس في جميع المراحل الى مدارسهم امس، تم تجاهل قواعد التباعد الاجتماعي والكمامات إلى حد كبير حين رقص الآلاف وشاركوا حتى ساعات فجر امس الأول في أول حدث كبير منذ الإغلاق الذي فرضه الفيروس. وعادة ما يجلب مهرجان عيد الموسيقى السنوي ملايين الأشخاص إلى الشوارع في كل أنحاء البلاد، وتقام خلاله حفلات موسيقية في المقاهي وفي زوايا الشوارع، تستمر لساعات الصباح الأولى. ورغم أن التجمعات التي تضم أكثر من 10 أشخاص ما زالت محظورة في البلاد، احتشد الآلاف في منطقتي سانت مارتان وماريه في باريس في وقت متقدم أمس الاول للرقص والغناء مع الفرق الموسيقية ومنسقي الاسطوانات. وفي بكين، أفادت دراسة صينية بأن مستويات الأجسام المضادة لدى المتعافين من "كوفيد 19" انخفضت بحدة خلال شهرين أو ثلاثة أشهر من الإصابة سواء ظهرت عليهم الأعراض أم لم تظهر، مما يثير الشكوك بشأن فترة المناعة من المرض الناتج عن الإصابة بالفيروس. ويسلط البحث المنشور في دورية "نيتشر مديسن" الضوء على مخاطر استخدام ما يطلق عليه اسم "جوازات المناعة"، ويدعم اتباع توصيات الصحة العامة مثل التباعد الاجتماعي وعزل الفئات الأكثر عرضة للإصابة.
مشاركة :