كتاب يكذّب مقولة محاربة الإرهاب بالفن | | صحيفة العرب

  • 6/23/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تونس - ضمن برمجته "راعي النجوم" الخاصة بتوقيعات الكتب، ينظّم بيت الرواية في مدينة الثقافة التونسية يوم 25 يونيو الجاري لقاء لتوقيع كتاب “الانقلاب الفرجوي” للناقد التونسي حاتم التليلي محمودي. وفي حديثه لـ”العرب” حول المنطلق الذي دفعه إلى تأليف كتابه الجديد، يقول الناقد حاتم التليلي محمودي “إنّ النّوائر التي تحدث بين المتكلمين باسم الله الإسلامي والمتكلمين باسم الفنّ المسرحي، هي في حقيقة الأمر نتاج لتفكّك المشترك بين الدين وهذا الفن. وعليه، إنّ من يتورّط الآن في هذا النزاع لن يرتكب إلا حماقة همجيّة تزيد من ضراوة هذا الصراع العنيف. أمّا أن نعيد تشغيل ذلك المشترك فهو نابع بالأساس من تلك الرّغبة الإنسانية الحرّة في روحنة العالم، وهذا ما سيدفعنا إلى طرح السؤال التالي: كيف يمكن تحرير الله مسرحيّا بتحرير الفنّ المسرحي من العقل الأداتي؟”. ويؤكد الناقد أن طاقة الجنون الديني تكمن الآن في مولد فرجات جديدة بعد أن سقطت الثورات العربية في يد الرّجعيين، تلك التي كانت مثابة تتويج فرجوي لجملة من الوقائع الإرهابية. كتاب يعلن انحيازه إلى المستقبل ويكذّب ذلك الكوجيتو القائل بمحاربة الإرهاب بالفنّ كتاب يعلن انحيازه إلى المستقبل ويكذّب ذلك الكوجيتو القائل بمحاربة الإرهاب بالفنّ ويتابع لـ”العرب” أن هذا الاحتقان الديني “يأتي على نحو مخالف لسلفه الأسطوري القديم أين كانت تقدّم القرابين على مذبح إله المسرح ديونيزوس، ولكنّه لم يتورّع إطلاقا في استثمار الخطاب المسرحي وآلياته أثناء تشغيله الفرجة، بل وكلّما ازداد هذا الاحتقان معلنا عن محافله الدموية في الفضاءات المفتوحة والعامة وفي المواقع الافتراضية ظلّ المسرح حبيس القاعات المغلقة حتّى أنّ نوائر النزاع التي خاضها هذا الفنّ ضدّ المتكلمين باسم الله الإسلامي ظلّت بافلوفية. ولكي لا نتعجّب، لقد أصبح المسرح هو الآخر يستثمر الإرهاب في خطابه وهذه علامة جذرية على حرب تقول بمن يمتلك الدين أو من يحتكره: الإرهاب أم الفنّ؟”. يقول الكاتب إنّ كتابه ينتمي “إلى مذابح الثورات العربية المعاصرة، تلك التي مثّلت واقعة سياسية عنيفة أنتجت في بداياتها أشكالا تعبيرية وفرجوية وجدت اشتغالها من خلال التظاهرات والاعتصامات: كان ممكنا للفنّ المسرحي أن يجدّد تصوراته الجمالية وخلفياته الفكرية بالتفاعل معها. ولكي ننتبه، لقد سقطت تلك الثورات في يد الرّجعيين وتحوّلت إلى ما يشبه المسالخ الآدمية”. ويلفت التليلي إلى أن كتابه هذا تحت توقيع “الانقلاب الفرجوي: مذابح ديونيزوس” في شكل نداء، نداء إلى المسرحيين الذين عايشوا مسالخ الثورات العربية. كتاب يعلن انحيازه إلى المستقبل ويكذّب ذلك الكوجيتو القائل بمحاربة الإرهاب بالفنّ. إن المسرح لا يجب أن يلعب دور الكاتيوشا، بل يكمن دوره في تشييد قلاع عالية للفكر خارج سراديب السلفية، دينية كانت أم حتّى وضعية تدّعي انتسابها للعقل التنويري. وتضمّنَ الكتاب مدخلا عامّاً وستّة فصول، حيث تناول الناقد في المدخل الأشكال الفرجوية، والمسرح ومسرح اللامسرح: في تعالق الخرافة والعلم، المنعطف الجمالي، وغيرها من الإشكاليات التي يناقشها في متن الكتاب. وتناول الفصل الأوّل قضية “ديونيزوس وتشغيل المذبح”، فيما ناقش الفصل الثاني بعنوان “ديونيزوس مُقنّعا” مسألة الخطاب اللامرئي للمسرح وغيرها، أما الفصل الثالث “ديونيزوس مقاتلا” فأهم ما تناوله هو “الانعكاس الذّاتي في صناعة الفرجة”، بينما يدرس الفصل الرابع بعنوان “ديونيزوس مضطربا” تدخُّل الفرجات: الفرجة داخل الفرجة وغيرها من القضايا، أما الفصل الخامس “ديونيزوس غريبا”، فيتناول فيه الناقد قضايا عودة البربريّة، عودة الخرافة، لانظاميّة العالم، بينما يخصص سادس فصول الكتاب “ديونيزوس حالما” للمستقبل، في بحثه حول رهان المقاومة، من التعليق على الحدث إلى صناعته، وغيرها من المباحث. ونذكر أن حاتم التليلي محمودي ناقد مسرحي وأدبي تونسي من مواليد يناير 1982، متحصل على ماجستير الدراسات المقارنة اختصاص أدب معاصر، في رصيده العديد من الأعمال منها “عن المسرح وخرائط أخرى”، “أدونيس سرياليا”، “مسائل في اللاهوت المسرحي”، وآخرها “الانقلاب الفرجوي: مذابح ديونيزوس”.

مشاركة :