بغداد ـ تبحث فرنسا عن دور أوسع في العراق من باب محاربة التنظيمات الإرهابية وتقديم الدعم للقوات العراقية، مع تراجع نفوذها في بغداد عقب الغزو الأميركي للبلد. ويؤكد الاتصال الهاتفي من وزير الخارجية الفرنسيّ جان إيف لودريان لنظيره العراقي فؤاد حسين هذا المسعى، حيث أكد لودريان، دور فرنسا المُهِمّ في مُقارَعة تنظيمات داعش الإرهابيّة والدعم المُقدّم إلى القوات الأمنيّة العراقية من خلال التدريب، والمساعدات اللوجستيّة الأخرى. من جهته، أشار وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أنّ سياسة بلاده الجديدة تستند إلى خلق علاقات متوازنة مع جميع دول الجوار. ودعا الوزير العراقي، حسبما أفاد بيان للخارجية العراقية على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الاثنين، إلى ضرورة استمرار العمل معاً لدحر تهديدات داعش. وأكّد فؤاد حسين أنه من الواجب على الدول الأخرى احترام سيادة العراق، واتباع مبدأ عدم التدخل، وحلّ المشاكل عن طريق الحوار، مؤكدا أنّ الحوارات ستستمرّ مع حلف الناتو حول آليّة العمل المُشترَك في محاربة داعش. وفي تصريح سابق الأسبوع الماضي، أكد وزير الخارجية العراقي بأن فرنسا شريك أساسيّ ومُهِمّ للعراق. ودعا خلال لقائه سفير فرنسا في العراق برونو أوبيرا، إلى "المزيد من التعاون خدمة لمصالح البلدين". ويأتي الاتصال الهاتفي بين وزيري الخارجية العراقي والفرنسي بالتزامن مع انطلاق عملية "أبطال العراق المرحلة الثالثة" التي تهدف ملاحقة العناصر الإرهابية وتعزيز الأمن والاستقرار في محافظة صلاح الدين والحدود الفاصلة مع ثلاث محافظات أخرى. من جانبه، أكّد لودريان دعم بلاده لسيادة العراق، مُشيراً إلى أهمّية تقديم الدعم في تحقيق الاستقرار الإقليميّ بالمنطقة. وأشاد الوزير الفرنسي بجولة الحوار الاستراتيجيّ الأولى التي جرت بين بغداد وواشنطن، وما تضمّنت من الاتفاق على حفظ سيادة العراق، واستقلاليّة القرار العراقيّ، مُشدّداً على ضرورة إبعاد العراق عن أيّ توترات بالمنطقة. وتطرّق الوزير الفرنسيّ إلى ضرورة دعم العراق اقتصاديّاً والعودة إلى قرارات مؤتمر الكويت المتعلقة بإعادة الإعمار، وتفعيل تلك القرارات لكي تتمكّن الدول التي شاركت في المؤتمر من تنفيذ ما وعدت به في هذا الإطار، مُؤكّداً استمرار بلاده بتقديم الدعم في شتى المجالات خُصُوصاً إعادة بناء الاقتصاد العراقيّ. ويرى متابعون أن تصريحات لودريان تؤكد مساع فرنسية للمنافسة على دور اقتصادي في عراق ما بعد تنظيم داعش، حيث تتوقّع باريس أن تتاح لها فرص استثمارية كبرى في عدّة مجالات، لا سيما مجال الطاقة، والبنى التحتية في نطاق برنامج إعادة إعمار المناطق المدمّرة خلال الحرب على تنظيم داعش، والذي تقدّر السلطات العراقية تكلفته المالية بأكثر من 80 مليار دولار. ودعمت فرنسا العراق في معركته ضد تنظيم الدولة الإسلامية وتواصل توفير التدريب والدعم له لتعزيز القدرات القتالية للقوات العراقية. ومنذ إخراج عناصر داعش من المناطق العراقية التي كان يسيطر عليها أواخر 2017، تدعم فرنسا القوات العراقية في جهودها الرامية إلى استهداف الجيوب المتبقية من عناصر التنظيم الإرهابي وتعزيز أمن الحدود. ولفرنسا رصيد من التعاون التقني والعسكري والاقتصادي في العراق خلال مرحلة حكم حزب البعث، لكنّها اضطرّت إلى الانكفاء تاركة الساحة لقوى أخرى على رأسها الولايات المتحدة. ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :