أفكار جلال نصّار | 24 | الحركة وسط حقول ألغام …

  • 6/23/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

المناخ الذى يسيطر على الاوضاع والصراعات فى المنطقة على حدود مصر وفضائها الإقليمي والقارى والدولى يجعل من الحركة لحمايةالارض والموارد والمصالح أشبه بالحركة فى حقول الالغام القابلة للإنفجار مع أول حركة غير محسوبة، اضف إلى ذلك سيطرة المعاييرالمزدوجة والتحالفات الظاهرة والخفية التى تصل الى حد التواطىء تجاه التمدد والالتفاف والانتهاكات واستباحة الاوطان والحدود من قبلتركيا التى تحظى بمباركة دول عظمى فاعلة وإقليمية تشاهد وترى حركة السلاح والافراد والمليشيات الارهابية على خريطة المنطقة… الحركة المصرية تدرك ان هناك من ينتظر أي خطأ او حركة غير محسوبة او تتجاوز ظاهريا ما هو متعارف عليه فى النظام والقانون الدولىوالذى يطبق انتقائيا على دول دون الاخرى… لذلك تجنبت حتى التلويح بأي خيار عسكرى او لهجة تصعيدية تجاه اثيوبيا رغم كل التعنتوالاستفزاز لان هناك من سيروج للتعالى والغطرسة المصرية ويكسب اديس ابابا تعاطفا ودعما ومساندة مع سيل من الادانات للسلوكالمصرى مع الاخذ فى الاعتبار انه من الناحية السياسية والعسكرية ضرب سد اثيوبيا قبل اكتماله مصحوبا بقرار ملء منفرد كان سيشكلجبهة مضادة قارية افريقية ودول صاحبة استثمارات مباشرة فى السد ودول تنتظر تلك الخطوة لتقليم اظافر الجيش المصرى وحصاره علىالطريقة العراقية فكان القرار والخيار المصرى الوحيد هو الحفاظ على إظهار حسن النوايا والترحيب بالتنمية مع التاكيد على حق الشعبالمصرى فى الحياة والسير فى طريق التفاوض والتعاون السلمى حتى نهايته فى ظل وجود اطراف تشهد وتشاهد التعنت الاثيوبى خاصةمع تاخر الدعم السودانى للموقف المصرى وصولا الى خطوات التصعيد الاممية انطلاقا من مجلس الامن ووضع الجميع امام مسئولياتهوإقرار المجلس فى مراحل لاحقة بفشل التفاوض مع حتمية وضرورة تكشف المواقف والمعسكرات… وعلى الحدود الغربية كان القرار بعدم التدخل المباشر فى الشان الليبى واستنفاذ كل الخطوات الداعمة لتحرك سياسى ودعم للبرلمان المنتخبوسيطرة الجيش الوطنى الليبى وقائده المعين والمدعوم من البرلمان ولكن تشابك مصالح الدول الكبرى والاطماع فى الثروات الليبية والدعمالتركى والغربى لتيار الاسلام السياسى واذرعه الارهابية اعاق التطور السلمى وفرض المواجهة مع بعض التحركات الاحادية لاطراف الازمةالتى سمحت بادوار روسية وتركية صاحبها الرغبة فى إنشاء قواعد عسكرية ومحاولات للسيطرة او تقسيم الثروات بمناى عن الشعب الليبىوكل طرف فى المشهد خلفه عدد من الدول والقوى التى تساند على امل الحصول على جزء من النفوذ والثروة والتاثير فى ايقاع الحركةوالقرار والمستقبل فى حين ان اكبر دولة تتاثر ومدعوة بحكم الجوار والاخطار والتهديدات وهى مصر تقف حارسة على امنها تعلن وتسمعالجميع بالخطوط الحمراء التى لن تسمح بتمدد المليشيات الارهابية شرقا لتمثل تهديدا مباشرا للامن القومى المصرى حال سيطرتها علىالموارد البترولية التى ستمسح لها بالتمويل والقرار فى توزيع الثروة وارضاء الاطراف الفاعلة فتصبح امرا واقعا ومسيطرا ومهددا… مصر وجيشها ورئيسها يستوعبون التاريخ وحقائق الواقع الجيوسياسى والاطماع والمخاطر والتحالفات وان تجارب النهضة والتنمية فى عهدمحمد على وجمال عبد الناصر تكالب عليها الجميع ولم يسمح لها بالحركة والانطلاق وان بعض الاخطاء فى الحسابات التى صاحبت تلكالتجارب لا يمكن ان تتكرر وليس لدينا ترف تكرارها وان تضيع كل ثمار الاصلاح والتنمية والقوة الذاتية… لذا فإن الحركة محسوبة والتصعيد محسوب والتصريح والكلمات محسوبة والمواقف والبيانات محسوبة والتوازنات والعلاقات محسوبة وتتحددوتتقابل وتتقاطع وفقا لرؤية اعتقد انها محسوبة لأنني لا أدرك كل كواليسها… كل ما يحتاجه الموقف المصرى هو التسويق الاعلامى الدولىالجيد لتلك المواقف والسياسات والحقوق والمبادىء وهو امر يطول شرحه ولكنه العنصر الهام والمطلوب فى كل المراحل بالتوازى مع خطابإعلامى داخلى هادىء وعاقل ومحترف بعيد عن الانفعال والصريخ ويرفع الضغوط ويوحد الصف والجبهة خلف القيادة والجيش وكل أطقمالعمل السياسية والدبلوماسية والامنية…

مشاركة :