توقع علماء ناسا أن يواصل المسبار نيوهورايزونز تحليقه عند أقرب نقطة من كوكب بلوتو، بعد إصلاح عطل طرأ على جهاز الكمبيوتر الخاص بالمسبار الذي يحلق على بعد خمسة مليارات كيلومتر من الأرض منذ سنة 2006. أعلنت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) أمس الاثنين أنها تتوقع أن يواصل المسبار الآلي (نيو هورايزونز) مهمته اليوم الثلاثاء (7 تموز/يوليو 2015) بعد أن طرأ عطل على جهاز الكمبيوتر الخاص به قبل تسعة أيام من الموعد المقرر لتحليقه التاريخي عند أقرب نقطة من كوكب بلوتو النائي. وخلال اقترابه من نهاية رحلته التي استغرقت تسعة أعوام ونصف العام إلى الملكوت الخارجي المجهول للمجموعة الشمسية أغلق المسبار اتصالاته اللاسلكية مع مركز مراقبة المهمة في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز في لوريل بولاية ماريلاند وذلك لمدة 81 دقيقة. وقال جلين فاونتين مدير المهمة للمراسلين في مؤتمر صحفي إن مركز المراقبة الأرضي قام بإعادة تحميل برمجيات الكمبيوتر الأساسي للمسبار الذي كان يحاول ضغط البيانات بداخله لتوسيع نطاق الذاكرة فيما كان يعمل في الوقت ذاته على تحميل نظام تشغيل مهمة الاقتراب من بلوتو.كان الكمبيوتر الأصلي للمسبار قد توقف عن العمل ما تسبب في أن يتحول المسبار إلى الكمبيوتر الاحتياطي فيما كان يترقب تعليمات من مركز المراقبة الأرضي. وخلال عملية التحول تلك انقطعت الاتصالات اللاسلكية وتوقفت عمليات التجارب العلمية. وما لبث المهندسون أن رصدوا هذه المشكلة وبادروا بإعداد المسبار في مهمة للاقتراب من كوكب بلوتو القزم وأكبر أقماره تشارون ليصبح على مسافة 12500 كيلومتر من سطح بلوتو في 14 يوليو تموز الجاري. ولا يملك المسبار كافيا قوة دفع كافية تمكنه من إبطاء سرعته لاتخاذ مسار له حول بلوتو في منطقة حزام كويبر وهي منطقة متجمدة تدور بها كويكبات صغيرة في أفلاكها حول الشمس بعد كوكب نبتون ويعتقد أن هذه المنطقة تخلفت عن نشأة المجموعة الشمسية قبل 4.6 مليار عام. وحزام كويبر آخر منطقة مجهولة بمجموعتنا الشمسية. وقال الباحث آلان ستيرن الذي يعمل بمعهد الأبحاث في بولدر في كولورادو إن العطل أدى الى تعطيل 30 عملية مشاهدة لبلوتو وقمره تشارون لكن ذلك لن يؤثر على الأهداف الإجمالية للمهمة. ومثله مثل مركبات فضائية أخرى تابعة لناسا منها مهام مارينر وبايونير وفويجر كانت قد سبقت المسبار نيو هورايزونز في اكتشاف كواكب المجموعة الشمسية فإن من المقرر أن يجري تجاربه العلمية خلال تحليقه قرب بلوتو.وجاذبية بلوتو ضعيفة للغاية لدرجة أن أي مركبة فضائية ستستهلك كما كبيرا من الوقود لاستخدام مكابحها ووضع نفسها في مدار. وقضى المسبار نيو هورايزونز معظم فترات رحلته إلى بلوتو التي بدأت في يناير كانون الثاني من عام 2006 في مراحل من السكون وخرج من سباته في يناير كانون الثاني الماضي ليبدأ في جمع البيانات العلمية وغيرها. وبلوتو كوكب جليدي قزم يسبح على حافة المجموعة الشمسية ويقع في منطقة تعرف باسم حزام كويبر في الفناء الخلفي للمجموعة الشمسية. ومنذ اكتشافه عام 1930 لا يزال بلوتو لغزا محيرا ويرجع ذلك في جزء منه لكونه صغير الحجم بالمقارنة بالكواكب الأخرى. ويبذل العلماء جهدا خارقا في تفسير كيف أن كوكبا قطره لا يتجاوز 2302 كيلومتر يمكن أن يستمر في الوجود وسط كواكب عملاقة مثل المشترى وزحل واورانوس ونبتون. ا.ف/ ط.أ (رويترز)
مشاركة :