نادي بيرنلي الإنجليزي لكرة القدم إنه يشعر "بالعار والخجل" إزاء الحادثة التي وقعت أثناء المباراة التي خاضها يوم الإثنين ضد نادي مانشستر سيتي على أرض الأخير عندما حلقت طائرة صغيرة وهي تسحب لافتة كبيرة كتب عليها "أرواح البيض مهمة - بيرنلي" فوق الملعب. وحلقت تلك الطائرة فوق أرض الملعب بعد وقت قصير من انطلاق المباراة، التي فاز بها سيتي بنتيجة 5-0. وقبل دقائق معدودة، كان لاعبو بيرنلي وسيتي قد جثوا على ركابهم دعما لحركة "أرواح السود مهمة". وقال قائد فريق بيرنلي، بين مي، لبي بي سي "المشجعون من هذا النوع لا يستحقون أن يكونوا جزءا من كرة القدم". وأضاف المدافع مي "نشعر بالخجل والعار". "كانت قلة من مشجعينا. أعرف أني أتحدث بالنيابة عن الأغلبية الكبرى من المشجعين الذين ينأون بأنفسهم عن هذه التصرفات". وقال "كان لرؤيتنا هذه اللافتة وهي تحلق في الجو تأثير كبير علينا". "شعرنا بالخجل لورود اسم نادينا في اللافتة ولمحاولة المسؤولين عن هذا العمل إلصاق صبغة العنصرية بنادي بيرنلي، فالعنصرية ليس لها أي مكان في نادينا". وقال نادي بيرنلي في بيان إن اللافتة "لا تمثل بأي حال من الأحوال" مبادئ وتوجهات النادي، وإن النادي "سيتعاون بشكل وثيق مع السلطات المعنية للتعرف على المسؤولين عن هذا العمل واتخاذ الإجراءات المناسبة بحقهم". وأضاف البيان "يدين نادي بيرنلي بشدة ما قام به المسؤولون عن تحليق الطائرة واللافتة المسيئة التي سحبتها خلفها". وقال النادي أيضا "نوّد توضيح أن المسؤولين عن هذا العمل غير مرحب بهم في ملعب تيرف مور (الخاص بنادي بيرنلي)". "نعتذر بدون تحفظات للدوري الإنجليزي الممتاز ولنادي مانشستر سيتي ولكل الذين يسعون لدعم حركة (أرواح السود مهمة)". "لنادينا سجل حافل بالعمل مع كافة الأجناس والأديان والمعتقدات من خلال برنامجه الاجتماعي الفائز بالعديد من الجوائز، وهو يعادي العنصرية بكل أشكالها". وقال النادي "نقف بقوة خلف مبادرة الدوري الإنجليزي الممتاز الخاصة بـ"أرواح السود مهمة"، ولقد قام لاعبونا ومسؤولونا بكل رغبة بالجثو على ركابهم قبيل انطلاق المباراة مع مانشستر سيتي". وكان لاعبو بيرنلي وسيتي يرتدون قمصانا استبدلت عليها الأسماء بعبارة "أرواح السود مهمة" في مباراة الاثنين. ردود الفعل قال سانجاي بانداري، رئيس منظمة "لنركلها خارجا"، وهي منظمة خيرية معنية بمعاداة العنصرية في كرة القدم الإنجليزية، إن "المبدأ الأساسي لحركة "أرواح السود مهمة" يتلخص في الامتناع عن التقليل من أهمية أرواح الآخرين، بل إنه يهدف إلى توضيح أن السود يحرمون من حقوقهم للون بشرتهم فقط". وأضاف "الموضوع يتعلق بالمساواة. سنواصل دعمنا لحركة "أرواح السود مهمة" وللكفاح من أجل المساواة للجميع في مجال كرة القدم". ومن جهته، قال إيفي أونورا، مسؤول شؤون المساواة في جمعية لاعبي كرة القدم المحترفين في بريطانيا "مرت بنا لحظات من القنوط، ولكن ردود الفعل كانت رائعة منذ ذلك الحين. كان رد فعل بين مي عظيما حقا". وأضاف "تشعر بالتفاؤل مرة أخرى. هذه نقاشات صعبة، ولكن يجب الخوض فيها من أجل تحقيق أي تقدم". ومضى للقول "الكلمات وحدها ليست مسيئة، ولكن السياق هو مصدر الإساءة. فالشعار يرفض النقاش الذي نخوضه في الوقت الراهن". وقال بيارا باوار، المدير التنفيذي لمنظمة "فير" المناهضة للتمييز العنصري "عند النظر إلى رسالة حركة "أرواح السود مهمة" المطالبة بحقوق متساوية للجميع، لا يسعنا إلا النظر إلى شعار "أرواح البيض مهمة" على أنها مدفوعة بالعنصرية وبرغبة في حرمان الآخرين من حقوقهم. هذه المقارنة تؤكد أهمية الكفاح من أجل المساواة وسبب التأييد الذي حظي به من جانب أغلبية الناس". وأضاف "لا يمكن إيقاف الحركة والمبادئ التي تؤمن بها، وسيسطر التاريخ أن هذه هي اللحظة التي أفضت إلى التغيير". ومنذ استئناف مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز يوم 17 من يونيو/ حزيران، بعد انقطاع دام 100 يوم نتيجة استشراء وباء فيروس كورونا، دأب لاعبو كرة القدم ومسؤولو اللعبة على التعبير عن تأييدهم للحركة المنادية بالمساواة عقب مقتل جورج فلويد في الولايات المتحدة الشهر الماضي. وكان فلويد، الأمريكي الأسود البالغ من العمر 46 عاما، قد مات بعدما جثا شرطي أبيض بركبته على عنقه لمدة تسع دقائق تقريبا. وأشعلت وفاته احتجاجات في أنحاء متفرقة من العالم. وقال مدافع نادي مانشستر سيتي السابق ميكا ريشاردز إن رؤية اللافتة وهي تحلق في سماء ملعب "الاتحاد" كانت "مثبطة". وقال لقناة سكاي الرياضية "شعرت بالألم، خصوصا بعد التقدم الذي أحرزناه في الأسابيع الأخيرة". وأضاف "أتفق مع المبدأ القائل إن للجميع الحرية في التعبير عن آرائهم، ولكن عندما بدا المشهد مثيرا للتفاؤل ظهرت قلة تريد أن تسيء له". أما مهاجم سيتي والمنتخب الإنجليزي رحيم ستيرلينغ فقال إن جثو اللاعبين على ركابهم قبيل مباراة الاثنين دعما لحركة "أرواح السود مهمة" كان عملا رائعا. وقال مدرب سيتي بيب غوارديولا معلقا على الحادث إنه لا يمكن للمجتمع أن يتخلص من ظلم عنصري دام 400 سنة في أسبوع واحد، ولكنه أضاف "نحن عازمون على تغيير الوضع". وقال غوارديولا "نحن بحاجة إلى المزيد من الوقت، فالعنصرية ما زالت موجودة. علينا مواصلة الكفاح يوميا وإدانة المساوئ التي تحدث".
مشاركة :