عدن- تجدّدت المواجهات العسكرية في محافظة أبين جنوبي اليمن بين قوات الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي بعد ساعات من صدور بيان التحالف العربي الذي أعلن فيه توصل الجانبين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتجنّب التصعيد وعقد لقاء في السعودية لبحث تنفيذ اتفاق الرياض، واستئناف عمل اللجان السياسية والعسكرية. وفيما رحبت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي ببيان التحالف، أكدت مصادر سياسية مطلعة لـ”العرب” رفض قيادات عسكرية وسياسية نافذة في الحكومة اليمنية منتمية إلى ما بات يُعرف بتيار قطر لجهود وقف إطلاق النار التي يبذلها التحالف العربي بقيادة السعودية واستمرارها في إرسال المزيد من التعزيزات باتجاه محافظة أبين التي تشهد قتالا ضاريا منذ أسابيع. وأكّدت مصادر عسكرية لـ”العرب” تكبد القوات الحكومية لخسائر فادحة جراء محاولتها تحقيق انتصار سريع في محافظة أبين، الثلاثاء، ردا على سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على محافظة أرخبيل سقطرى. مخاوف من تسليم إخوان الشرعية مناطق محررة في محافظتي البيضاء ومأرب للحوثيين ردا على أحداث سقطرى وأشارت المصادر إلى وقوع مواجهات عنيفة في منطقتي الشيخ سالم والطرية التي ظلت ساحة للمواجهات والاستنزاف العسكري في ظل عدم تمكّن أي طرف من حسم المعركة التي باتت تتمحور وفقا لمراقبين حول رغبة الانتقالي في استرجاع منطقة شقرة ومحاولات القوات الحكومية المدعومة من عناصر الإخوان المسلمين دخول مدينة زنجبار مركز محافظة أبين. وتزامنت المواجهات في أبين مع حملة إعلامية من قبل شخصيات سياسية ووسائل إعلام محسوبة على الإخوان هاجمت التحالف العربي ودعت للبحث عن تحالف جديد بقيادة تركيا أو التصالح مع الميليشيات الحوثية. واتهم محافظ سقطرى رمزي محروس الذي تؤكد مصادر لـ”العرب” وصوله إلى سلطنة عمان عقب مغادرته سقطرى نتيجة إحكام قوات المجلس الانتقالي الجنوبي سيطرتها على كافة المرافق الحكومية فيها، التحالف العربي وقوات الواجب السعودية بالتواطؤ مع عناصر المجلس الانتقالي وتسليمها مدينة حديبو مركز محافظة أرخبيل سقطرى. وظهر محروس الذي ينتمي إلى تيار قطر في الحكومة اليمنية، في قناة ممولة من الدوحة تبث من مدينة إسطنبول التركية، وذلك في تأكيد لارتباطاته بالمحور المعادي للتحالف العربي والذي ساهم في تأجيج الصراعات داخل المعسكر المناوئ للحوثيين في اليمن. وفي تأكيد لما نشرته “العرب” حول اعتزام حزب الإصلاح وتيار قطر في اليمن نقل الصراع لمحافظات جديدة في جنوب اليمن من بينها المهرة وحضرموت، هاجم وكيل محافظة المهرة السابق ورجل قطر في المحافظة علي سالم الحريزي التحالف العربي واتهم السعودية بالإعداد لتسليم محافظة المهرة إلى المجلس الانتقالي على غرار ما حدث في سقطرى. وكشفت مصادر سياسية لـ”العرب” عن توجهات لدى الإخوان وتيار قطر في الحكومة للمضي في الاتجاه المعاكس لجهود التحالف العربي واتخاذ مواقف حدية من المكونات السياسية الأخرى المناهضة للمشروعين الإيراني والتركي على حد سواء. وحذرت المصادر من إقدام هذا التيار على تسليم مناطق محررة في البيضاء ومأرب للميليشيات الحوثية كما حدث في أعقاب سيطرة الانتقالي على مدينة عدن، حيث رد الإخوان وتيار قطر بحسب المصادر بتسليم محافظة الجوف ومنطقة نهم للمتمرّدين المدعومين من إيران وهو ما تشير المعلومات اليوم إلى إمكانية تكراره في ظل الأنباء الواردة عن انسحاب قوات الجيش من مناطق عسكرية في “قانية” و”صرواح” وترك رجال القبائل يواجهون الميليشيات الحوثية بشكل منفرد. القوات الحكومية تكبدت خسائر فادحة جراء محاولتها تحقيق انتصار سريع في محافظة أبين، الثلاثاء، ردا على سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على محافظة أرخبيل سقطرى ولفتت مصادر “العرب” إلى أن الأيام الماضية شهدت نقل كميات من الأسلحة من مخازن الجيش الوطني في مأرب إلى معسكرات استحدثها وزير النقل المستقيل صالح الجبواني في مدينة عتق مركز محافظة شبوة، وهو ما يعزز من فرضية نقل الإخوان للصراع إلى جنوب اليمن وترك المحافظات الشمالية للحوثيين، وفقا لاتفاق غير معلن بين أنقرة وطهران. وانتقلت ملامح الصراع التي تغذيه الدوحة وأنقرة عبر وكلائهما في الحكومة اليمنية وحزب الإصلاح الإخواني إلى داخل التحالفات السياسية والحزبية، حيث رد مصدر مسؤول في حزب المؤتمر الشعبي العام بشكل حاد على عضو مجلس النواب عن حزب الإصلاح مفضل الأبارة الذي هاجم كتلة المؤتمر داخل البرلمان قائلا إنّها وراء عدم إصدار المجلس موقفا من أحداث سقطرى. وأدان مصدر مسؤول في الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر تصريحات القيادي الإخواني التي أدلى بها عبر قناة “اليمن” الرسمية التابعة للحكومة الشرعية التي وصفها البيان بأنها باتت حكرا على حزب الإصلاح. وعلق رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني على السجال السياسي بين حزبه وبين قيادات في حزب الإصلاح من خلال تغريدة على تويتر قال فيها “فيما أشقاؤنا بالمملكة والعقلاء من أبناء الوطن يبذلون جهودا جبارة لتجاوز الأزمة وتحويل اتفاق الرياض إلى واقعٍ على الأرض يحفظ اليمن وأمنه وسلامة أراضيه، ذهب البعض في الإصلاح والمؤتمر لتبادل تصريحات ومهاترات إعلامية لا قيمة لها تُفرق ولا تجمع.. تهدم الشرعية وتقدم خدمات مجانية للحوثيين”.
مشاركة :