لعنة الإغلاق تطارد السياحة التركية | | صحيفة العرب

  • 6/24/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أنطاليا (تركيا) - تكافح تركيا للنهوض بالسياحة مرة أخرى، أحد أبرز القطاعات التي تراهن عليها لإنعاش اقتصادها، بعد أن أصابه الشلل بسبب أزمة الإغلاق جراء وباء كورونا. وفيما ترفع قيود العزل حول العالم وتستأنف الرحلات الجوية تدريجيا، لجأت أنقرة إلى تكثيف مبادراتها الهادفة لإقناع السياح بالعودة، وبالتالي إنقاذ ما تبقى من الموسم الصيفي مهما كانت التكاليف. وضرب كوفيد – 19 بشدة السياحة في تركيا، التي تعد قطاعا حيويا لاقتصاد بلد استقبل العام الماضي رقما قياسيا من الزوار الأجانب بلغ 50 مليونا. ويؤكد وزير السياحة محمد نوري إرسوي لوكالة الصحافة الفرنسية أن بلاده اتخذت تدابير صارمة لحماية الموظفين والزوار، ولم يتردد في الترويج بأن “تركيا البلد الأفضل استعدادا لاستقبال السياح”. ولكن مع احتمال ظهور موجة عالمية ثانية للوباء، قد تجد السياحة التركية نفسها تعود إلى مربع الأزمة، ما يجعل من تحقيق العوائد المستهدفة أمرا يبدو مستحيلا. ولطمأنة السياح وسلطات الدول القادمين منها، استحدثت تركيا علامة “سياحة آمنة”، وهي شهادة تمنح لمؤسسة سياحية بناء على 132 معيارا وتعني أن الفندق أو المطعم المعني قادر على استقبال الزوار تحت ظروف صحية جيدة. وفي فندق واقع على ضفاف المتوسط في مدينة أنطاليا، وُضعت علامات على الأرضيات تحث الزوار على احترام مسافة في ما بينهم. كما وزع المسؤولون عن الفندق معقمات لليدين على مداخل المصاعد والمطاعم، ووضع كافة العاملين كمامات. وأعطيت نحو 500 منشأة هذه العلامة، وتأمل السلطات بزيادة الرقم أربعة أضعاف خلال الشهر المقبل. وللحصول على هذه الشهادة الصحية، على الفنادق أن تخصص أيضا جناحا لعزل السياح الذين تتبين إصابتهم بفايروس كورونا. وقال رئيس اتحاد أصحاب الفنادق التركية سروري تشوراباتر “لقد اضطررنا لإدخال تعديلات على منشآتنا. ورغم التكاليف الإضافية التي تكبدناها، لن نرفع أسعارنا”. وقلب الوباء حياة كل من يعيشون من السياحة في أنطاليا، من أصحاب الفنادق والمطاعم، وصولا إلى المزارعين الذين يبيعون منتجاتهم إلى تلك المنشآت في المنطقة، ولذلك فالمرحلة المقبلة حاسمة بشدة لهم. وبدا الحي الملقب “لاس فيغاس دون كازينوهات” في أنطاليا بسبب فنادقه المبهرجة، أشبه بمدينة أشباح. وباتت كل المتاجر والمطاعم فيه مغلقة باستثناء الصيدليات. ويقول مدير عام مطار أنطاليا دنيز فارول “في 2019، وصلنا 35 مليون مسافر، 15 مليونا منهم من الخارج. منذ مطلع العام، الرقم الإجمالي يقلّ عن مليون”. وفي مطار أنطاليا، وضعت كاميرات حرارية لقياس حرارة المسافرين، كما أنشأت قاعة عزل صحي، وفتح مركز يملك قدرة إجراء 20 ألف فحص كورونا يوميا. ويعتمد نجاح الموسم السياحي إلى حد كبير على المفاوضات مع الدول التي يشكل رعاياها المصدر الرئيسي للسياح في تركيا، مثل ألمانيا، التي وضعت تركيا على لائحتها للمناطق “الخطرة” بالنسبة لتفشي الفايروس، وروسيا التي تسجل عدد إصابات هو من بين الأكبر في العالم.

مشاركة :