خالد الشناوي يكتب: قراءة في المشهد

  • 6/24/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

_الخط الأحمر المصري يعيد هيكلة موازين القوى في العالم وينسف المشروع التركي داخل الأراضي الليبية._في غفلة من الزمن وفي غيبوبة عربية رأي رجب طيب أردوغان فيما يرى النائم أن كل الطرق تقود إلى النفط الليبي! ظنا منه أنه ببنادق المرتزقة سينهب النفط والغاز الليبي بالاتفاق مع حكومة السراج الساعية إلى البقاء بأي ثمن!غير أن أوراق المخطط التركي تبعثرت بعدما أعلنت القيادة السياسية المصرية عن موقفها  وعزمها في التحرك وتقدم قواتها ناحية الأراضي الليبية _الأغا العثماني يقرأ التاريخ بالمقلوب بعدما حاول الاعتماد على الجماعات المتطرفة والمليشيات المرتزقة في سرقة النفط الليبي_الوهم العثماني لم يعلم أن ايطاليا لم تنتصر على ليبيا(عمر المختار)في السابق بكثرة عدد الجنود وانما بقدرتها في قطع الإمداد من مصر _مصر تقلب الطاولة على حكومة السراج اللقيطة وتعرقل مسيرتها التدميرية للمنطقة بأسرها._الأسد المصري يخرج من عرينه مرة أخرى ليعيد للمنطقة كرامتها بعدما حاول المتآمرون شغله بالأزمات الداخلية في سيناء قبل ذلك ._الجغرافيا لصالح مصر… التاريخ لصالح مصر… ليبيا لن تكون نزهة لتركيا ومرتزقتها… عبث الأتراك سيصححه الخط الأحمر المصري.مواجهة المشروع العثماني بات من ضرورات الأمن القومي العربي، خاصة أن تركيا تتعامل مع دول المنطقة بمنطق الغزو الفكري والعسكري والسياسي والذي ظهرت ملامحه في ليبيا والعراق وسوريا وأفريقيا، ولا بد أن يختفي في مصر بعد إعلان القيادة السياسية مواجهة أي تهديد لأمنها، وطلبها أن يكون الجنود المصريين على أهبة الاستعداد لتنفيذ أي عمليات داخل وخارج الحدود المصرية..إن جاهزية القوات المسلحة للقتال صارت أمرا ضروريا و أن تدخلات غير شرعية في منطقتنا تسهم فى انتشار الميليشيات الإرهابية.لا سيما و أن المنطقة الغربية العسكرية أحد ٦ تشكيلات تقوم بتأمين مصر وحدودها وهدفها حماية أمن وحدود مصر من ناحية الغرب وهو الدور الذى تقوم به منذ عشرات السنينولعل من نافلة القول أن نقررهنا:أن القوات المسلحة بصفة عامة شهدت تطورات تسليحية كبيرة بما يتناسب مع المتغيرات الاقليمية والدولية وبما يهدد الأمن القومي المصري سواء بالداخل أو بالخارج.ولن تنسى مصر أبدا بثّ تنظيم داعش الإرهابي قبل ذلك في غضون سنة ٢٠١٥ فيديو لعملية ذبح المصريين الأقباط المختطفين داخل الأراضي الليبية وأظهرت الصور كيفيةالمعاملة العدوانية من عناصر التنظيم للأسرى، حيث ساقوهم واحدًا تلو الآخر و كيف أظهرت إحدى الصور تلون مياه البحر بلون الدم، في استعراض متوقع من التنظيم الدموي!وبهذا نرى أن طماع أردوغان تورط تركيا في حرب داخل الأراضي الليبية؛فخلال الأشهر الأخيرة، وصلت المحادثات التركية الليبية بشأن الجوانب الاقتصادية إلى ذروتها، قبل أن تعطلها معركة طرابلس التي أعلنها الجيش الليبي، لاستعادة العاصمة من قبضة حكومة السراج والميليشيات الإرهابية الموالية لها.لقد اتفق أردوغان مع السراج وحينما أدار الأخير ظهره كان الأول يضخ العصابات والمليشيات والمرتزقة إلى الأراضي الليبية لإشعال فتيل الحرب واستغلال نقاط الضعف والانشغال الليبي في سرقة مقدرات الشعب هناك.مصر عبر تاريخها الكبير لم تعتد على أي دولة شقيقة كانت أم غريبة ولم يكن لها أي أطماع تذكر ولكن حينما يتعرض أمنها القومي واستقرارها للتهديد فلها التحرك والنفير لتحسم الأمر وفق تحديات ومتغيرات إقليمية ودولية كبيرة.مصر حين أراد البعض لها الشر سحبت الجميع إلى مرادها الأخير.

مشاركة :