لم تمنعه الإعاقة من التفكير والابتكار مجسداً شعار «الحاجة أم الاختراع»، ومستمداً الإلهام من إصراره على مواجهة التحديات، جاسم الشامسي رئيس قسم التخليص الجمركي في جمارك دبي، صاحب الهمة، ابتكر جهازاً رياضياً يمكن مستخدميه من ممارسة 8 تمارين رياضية في آن واحد. القصة بدأت قبل أزمة «كورونا» حين كان يتردد جاسم على إحدى الصالات الرياضية ليمارس التمارين التي يؤمن بأهميتها وفوائدها في الوقاية من الأمراض وكسب اللياقة البدنية وتقوية العضلات وغيرها من الفوائد الصحية والبدنية. وبعد أن بدأت أزمة «كورونا» التي أدت إلى إغلاق الصالات الرياضية كإجراء احترازي لمنع انتشار الفيروس المستجد، استلهمته الفكرة وقرر ابتكار جهاز رياضي بسيط لا يكلفه سوى قطع من الحديد، يتيح له ممارسة العديد من التمارين التي كان يؤديها في الصالة ويغنيه في الوقت ذاته عن امتلاك العديد من الأجهزة. بالفعل بدأ جاسم تنفيذ الجهاز الذي قام بتصميمه مستعيناً بعاملين و4 أنابيب من الحديد طول الواحدة لا يتجاوز 3 أمتار، وعرضها لا يزيد على 3 بوصات، وراعى خلال التصميم والتنفيذ أن يلائم الجهاز فئة أصحاب الهمم من مختلف الإعاقات. 8 تمارين الشامسي يؤكد أن الجهاز الذي استغرق تنفيذه يومين تحت إشرافه ليتأكد من القياسات المناسبة، يمكن مستخدمه من ممارسة 8 تمارين رياضية على الأقل لتقوية عضلات الذراعين والصدر والأكتاف والظهر والفخذين والبطن ويعزز التوازن، بالإضافة إلى رياضة المشي وذلك بتكلفة زهيدة. وأشار إلى أنه فور أن انتهى من تصميم وبناء الجهاز في فناء منزله، أرسل صورته لعدد من المدربين الرياضيين الذين أبدوا استحساناً لافتاً واستعدادهم لتبني الجهاز، وأعربوا عن فخرهم بجهوده، وأراد جاسم بذلك أن يفعل وجوده الإيجابي في الحياة ويعود بالخير أيضاً على مجتمعه، ويثبت أن مواهب أصحاب الهمم ليست عبثاً، وإنما تعتبر طاقة منتجة وفاعلة، لذا ينبغي إتاحة الفرصة أمامهم لإطلاق مواهبهم. ويقول جاسم: «وضعت الكثير من الأهداف التي لا بد من الوصول إليها وإن اختلفت الطرق، فلا يوجد شيء مستحيل في طريقي، ولن تثنيني الإعاقة عن بلوغ طموحي وإثبات قدراتي، وتحقيق ذاتي»، مشيراً إلى أنه مدرك تماماً أن الصبر على المحن أهم مقومات النجاح في الحياة، ليؤكد أن الإعاقة الحركية الحقيقية هي الإعاقة عن مواكبة حركة الحياة، لا حركة القدمين، وأن الشخص في حياته يمكنه أن يصنع الكثير. ويضيف: الإعاقة ليست عائقاً لإطلاق عنان الإبداع نحو مواهب شتى في كافة المجالات، لذا لا بد من تغيير فكرة المجتمع السلبية عن ذوي الإعاقة إلى فكرة أنهم أناس مبدعون ومتميزون. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :