القردة حرة والناس في قفص بمدينة تايلاندية | | صحيفة العرب

  • 6/25/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحول سكان مدينة تايلاندية إلى مساجين في بيوتهم يبحثون عن حلول آنية لمواجهة الآلاف من القردة الطليقة التي كانت من عوامل جذب السياح إلى المنطقة، وأصبحت خارجة عن السيطرة بسبب غياب الزوار. لوبوري (تايلاند) – لم تعد الآلاف من القردة الطليقة في محافظة لوبوري التايلاندية تجذب السياح الغائبين بسبب فايروس كورونا، وباتت خارجة عن السيطرة مع مواجهات في ما بينهما ما استدعى تحرك السلطات. وقالت كولجيرا المضطرة إلى وضع سياج في الباحة الخلفية لمنزلها “نعيش في قفص والقردة تعيش في الخارج”. وأضافت قبل أن تعود إلى متجرها في وسط لوبوري عاصمة الخمير السابقة على بعد 150 كيلومترا شمال بانكوك “البراز منتشر أينما كان في الشوارع والرائحة كريهة خصوصا عندما تمطر”. وعلى مسافة قريبة، وضع تاويساك وهو صاحب متجر آخر نمورا وتماسيح قماشية في محاولة لإفزاع القردة مستخدما العصي أحيانا لطردها من محله. وقد تضاعف عدد القردة في غضون ثلاث سنوات وبات ستة آلاف قرد مكاك تعيش اليوم إلى جانب السكان البالغ عددهم 27 ألفا. وطردت هذه الحيوانات من موطنها الطبيعي ولجأت في مرحلة أولى إلى محيط معبد في قلب المدينة. لكن على مر السنين راحت تغزو الشوارع المجاورة وتحتل مباني وترغم بعض المتاجر على الإغلاق نهائيا. وحولت القردة دور السينما السابقة في المدينة إلى مقبرة حيث تنقل إليها جيف الحيوانات النافقة وتسهر عليها. وتشكل هذه القردة نقطة الجذب السياحية الأولى في لوبوري. وكان أبناء المدينة يغضون الطرف عنها لأنها تشكل مصدر إيرادات لا يستهان به. القردة نقطة الجذب السياحية الأولى في لوبوري القردة نقطة الجذب السياحية الأولى في لوبوري إلا أن تايلاند أغلقت حدودها منذ انتشار الجائحة فغاب السياح الأجانب الذين كانوا يقدمون الطعام للقردة لالتقاط صور سيلفي معها ما زاد الوضع تفاقما. وانتشرت مشاهد تظهر “عصابات” تضم المئات من هذه القردة الجائعة تتواجه وسط الشارع على الطعام، كثيرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام. ودفعت هذه المشاهد التي بثت في مارس الماضي السلطات إلى إطلاق حملة تعقيم خلال الأسبوع الحالي هي الأولى على هذا النطاق الواسع منذ ثلاث سنوات. والهدف منها تعقيم 500 قرد من ذكور وإناث للجم تكاثرها. ويتم جذب القردة من خلال طعام يوضع في أقفاص كبيرة ويعمد إلى تخديرها وتنقل إلى عيادة بيطرية هي توسم بحسب جنسها و”العصابة” التي تنتمي إليها. وتخضع للعملية الجراحية بعد سلسلة من الفحوصات. وقال نارونغبورن دودويم، مدير دائرة المتنزهات والحياة البرية في لوبوري، في 20 يونيو الحالي في اليوم الأول من الحملة “ألقينا القبض على مئة منها لكننا لم نجر عمليات على نصفها”. وأوضح “فبعضها كان قد خضع للتعقيم سابقا وبعض الإناث كانت في مرحلة إرضاع فيما ثمة قردة لا تزال فتية جدا”. ولفتت إدارة المتنزهات الوطنية والحياة البرية والحفاظ على النباتات أن دراسة أجريت بين السكان المحليين في المدينة كشفت أنهم سئموا من القردة ويودون أن يتم جمعها وإطلاقها في الغابة. ولا تكفي حملة التعقيم هذه، فتتم دراسة حل آخر دائم أكثر يقوم على التخلص من هذه الحيوانات من خلال جمعها في محمية تبنى خارج المدينة. وبانتظار ذلك، يستمر سكان لوبوري بالتكيف مع وجودها. ولتجنب أن يتفاقم الوضع بعد أكثر، يقدم لها أصحاب متاجر الطعام بأنفسهم.. وهو يشمل الطعام غير الصحي والسكاكر. وأكد براموت كيتامباي الذي يعمل في وسط المدينة “اعتادت هذه القردة على أكل كل شيء مثل البشر وهذا ليس جيدا لصحتها”. وتابع “كلما أكلت كلما زادت طاقتها وقدرتها على الإنجاب”، منددا بهذه الحلقة المفرغة. ورغم كونها مصدر إزعاج لا يعتبر تاويساك أنه ينبغي التخلص من هذه الحيوانات لأنها مهمة جدا لاقتصاد المدينة. ويتساءل “ما عسى لوبوري تكون من دون هذه القردة؟ فهي تجذب السياح وفي حال غادرت جميعها سأشعر ببعض الوحدة”.

مشاركة :