قال محمد باقر، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في جلف ماركيتنج جروب أن قطاع التجزئة في منطقة الخليج العربي من أبرز القطاعات الاقتصادية الاستراتيجية التي سيتم إدخالها في رحلة التحول نحو "المرحلة الجديدة" التي فرضتها جائحة كورونا. فقد دفع الوباء المستهلكين للتحول إلى منصات التجارة الإلكترونية كبديل لعدم قدرتهم على زيارة المراكز التجارية للتسوق. إلا أنهم بدؤوا بالعودة نحو أسلوب التسوق المعهود مع معاودة المراكز التجارية استقبال المتسوقين تدريجياً منذ الشهر الماضي. ولطالما كان قطاع متاجر التجزئة رافداً اقتصادية هاماً لدول المنطقة عبر مختلف شرائحه التي تضم السلع الفاخرة إلى الرياضية، حيث يشكل هذا القطاع الأغلبية العظمى لمعاملات التجزئة فيها. وأضاف باقر "أنة خلال العودة إلى التسوق في متاجر التجزئة، قد يشعر بعض تجار التجزئة بضغوط ناجمة عن كثرة متطلبات إعادة افتتاح المتاجر بعد فترة الإغلاق التي لا يستهان بطولها. ويعني ذلك جلسات تدريب جديدة للموظفين، وإعادة ترتيب المخزون، وبرامج العروض الترويجية، والعديد من القرارات الضرورية الأخرى. وفي الوقت الذي تعد فيه هذه الاعتبارات ضرورية لإعادة انطلاق العمليات بنجاح، فإنه من السهل فقدان السيطرة على الإجراءات العاجلة الواجب اتخاذها يومياً. لذلك فإن هذا الوقت هو الأمثل لعودة تجار التجزئة إلى الأساسيات وأركان النجاح الرئيسية، ومن أبرز مقوّمات استعادة الثقة وانسيابية العمليات في قطاع التجزئة في منطقة الخليج هي تأسيس تجارب جذابة للمستهلكين. وتُعرف تجربة المستهلكين على نطاق واسع بأنها أكثر الأمور أهمية وتؤثر على سلوك تسوق العملاء، حتى أن أهميتها تتجاوز جودة المنتج وأسعاره. وقد أدرك الكثير منا في قطاع التجزئة قيمة تجارب العملاء بوصفها المحرك الرئيسي للارتقاء بعروض التجزئة في منطقة الخليج إلى المستويات العالمية خلال العقود القليلة الماضية. وعلى الرغم من أن خطط هذا العام لم تجري كما كان متوقعاً، إلا أن تجربة المستهلكين يجب أن تبقى محط تركيز قطاع التجزئة باعتبارها أولوية قصوى. وأضاف باقر "بالنظر إلى تجربة المستهلكين، من الأفضل أن يتذكر تجار التجزئة بأن ضمان مستقبل هذه التجارة يبقى منوطاً بوجود منظومة حقيقية متعددة القنوات. فهذا النموذج يكافئ الأشخاص الذي يوجهون فيه اهتمامهم لكلتا قناتي التسوق- التقليدية وعبر الإنترنت- في الأوقات المختلفة ولأهداف متنوعة، بوصفهما متكاملتين وليستا متنافستين. ومع توجه المزيد من مراكز التسوق لافتتاح أبوابها، يتعين على تجار التجزئة توجيه تركيزهم نحو القيمة المضافة التي سيجدها المتسوقون في المتاجر مقابل التسوق عبر الإنترنت، وكيف يمكن لهم الحفاظ على العلاقات الوثيقة التي بنوها معهم مؤخراً من خلال التجارة الإلكترونية مع عودتهم إلى متاجر التجزئة الفعلية. لم يكن لأحد أن يتوقع مجريات عام 2020 على هذا النحو. وعلى أي حال، يبدو أن الفرصة سانحة أمام قطاع التجزئة في منطقة الخليج العربي لإعادة النظر في أساسيات عمله ومعتقداته، ووضع خارطة طريق جديدة نحو النجاح، تكون تجربة المستهلكين ركيزتها الرئيسية".
مشاركة :