هل العمرة وقيام ليلة القدر تغنيان عن قضاء الصلوات الفائتة .. سؤال أجاب عنه الدكتور محمد وسام، مدير إدارة الفتوى المكتوبة بدار الإفتاء،وذلك خلال فيديو له.وأجاب وسام قائلا: إن هناك فرقًا بين أداء الحج والعمرة وبين قضاء ما فات من الصلوات التي لم يؤدها العبد في حياته، كذلك قيام الليل لا يغنى عن قضاء الصلوات الفائتة وإنما هى فرض يجب عليك أن تقضيها لأنها دين فى رقبتك. اقرأ أيضًا: حكم من نسي صلاة ولا يعرف أهي عصر أم ظهر؟وأوضح«وسام» في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: هل الحج والعمرة وقيام ليلة القدر تغني عن قضاء الصلوات الفائتة ؟ إن هذه عبادات تختلف عن الصلوات التي لم يؤدها العبد، مؤكدًا أن هذه الصلوات تظل دينًا في عنق صاحبها حتى يؤديها.وأضاف أن من فاتته صلوات أيام أو أشهر أو سنوات فائتة؛ عليه ؟ يجب عليه قضاؤها وإبراء ذمته منها، لافتًا إلى أنه يمكنه أن يصلي مع كل فريضةِ وقتًا أو ووقتين سابقين من جنسها(مع الظهر ظهرًا ومع العصر عصرًا) حتى ينتهي من الصلوات التي فاتته في المدة التي لم يصل فيها.هل يشترط قضاء الصلاة الفائتة بعد التوبةأكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، أن التكاسل عن أداء الصلاة هو اختبار لقوة إيمان العبد، وعلاجه هو أن يقاوم الإنسان هذا التكاسل ويستمر في المقاومة ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم حتى يستطيع أداء الصلاة والحفاظ عليها وفي هذه الحالة سيوفقه الله إلى ذلك العمل.وأضاف علي جمعة، عبر موقع دار الإفتاء المصرية، أنه يجب على المتكاسلين وغير المتكاسلين المواظبة على ذكر الله خارج الصلاة، فالذكر يطوع النفس ويجعلها تقبل على الصلاة وسائر العبادات بحب وسرور لقوله تعالى "ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون"، لافتا الى ضرورة عدم اليأس وبمرور الوقت ستجد نفسك لينة يطيب لها الصلاة وفعل الصالحات.وأوضح المفتي السابق أن الصلاة أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ؟ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ)، رواه أبو داوود والترمذي.ومما لاشك فيه أن تارك الصلاة على خطر عظيم فعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَالْكُفْرِ أَوِ الشِّرْكِ إِلا تَرْكُ الصَّلاةِ" (رواه البيهقي في السنن الكبرى 6496).هل النوافل تغني عن قضاء الصلوات الفائتة؟قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه فيما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أن الملائكة تحسب صلوات الإنسان، وتكمل نقص الفرائض من النوافل.وأضاف "شلبي" فى إجابته عن سؤال (هل النوافل تسد مكان الصلوات الفائتة وكيفية حصرها؟)، أن النوافل لا تسد مكان الفوائت فيجب قضاء الفوائت، فلو فات الإنسان صلوات ويعلم عددها فعليه أن يصليها ولو لم يعلم عددها فعليه أن يصلى الى أن يغلب على ظنه أنه قضى جميع ما عليه، فعليه أن يحافظ على الصلوات الحاضرة ويقضى ما يغلب على ظنه ما فاته فالسنن لا تقوم مقام الفرائض.وأشار الى أنه ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أن الملائكة تحسب صلوات الإنسان، فما وجدت من نقض فيها في الفرائض أكملته من النوافل، وهذا يعني أن النوافل تُكمل الفرائض، وفي حال فات الإنسان بعض الفرائض، فالأمثل القضاء مع كل فرض حاضر فرض فائت، أفضل من الزيادة في صلاة النوافل لتجبر القصور، لأن الفريضة تختلف عن النافلة، حيث إن ثواب الفريضة عند الله تعالى أكبر، فيما أن النوافل شروطها أخف وبالتالي فهي تكمل الفرائض في حال نقصها، والأولى قضاء الفرائض فرائض.كيفية قضاء الصلوات الفائتةقال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الإنسان الذي فاتته صلوات كثيرة ولا يدري كم فاته منها تحديدًا؛ عليه أن يقدر بالتقريب كم فاته من الصلوات ويُحكم في ذلك غلبة الظن، ومن ثم يجب عليه أداؤها.وأضاف«الورداني»عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال عن: كيفية قضاء الصلوات الفائتة منذ سنوات لا يعلم عددها ؟ أن التقريب وغلبة الظن باب من أبواب إبراء الذمة من الحقوق التي تتعلق بالله، مؤكدًا أن أول ما يٌحاسب عليه العبد يوم القيامة؛ الصلاة، ولذلك ينبغي عليه ألا يتهاون في أدائها.وأشار إلى أن غلبة الظن يلجأ إليه الإنسان عند فقدان اليقين، موضحًا أن الحال كذلك في تحديد اتجاه القبلة التي يجتهد الإنسان قدر ما استطاع في تحديدها عملًا بقول الله تعالى: « فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ»البقرة، فإذا تعذر على الإنسان تحديدها؛ صلى حيثما رأى من موافقة اتجاه الكعبة عملا بقوله تعالى: « وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115)»البقرة.
مشاركة :