حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” من أن النقص الكبير في المساعدات الإنسانية في اليمن على خلفية فيروس كوفيد-19 يهدّد نحو 30 ألف طفل إضافي بالموت جرّاء سوء التغذية في البلاد. وقال يونيسف في تقرير الجمعة إنّ ملايين الأطفال في اليمن يمكن أن يصبحوا على حافة المجاعة بسبب النقص الكبير في تمويل المساعدات الإنسانية في ظل جائحة كوفيد-19. وأضاف أنّ القطاع الصحي المدمّر بسبب الحرب والبنية التحتية المتدهورة ينازعان للتغلب على الفيروس “ومن المرجح أن يتدهور إلى حد كبير” وضع الأطفال السيئ أصلا. ويشهد اليمن نزاعاً مسلّحاً على السلطة منذ منتصف 2014 حين سيطر المتمردون الحوثيون على صنعاء وانطلقوا نحو مناطق أخرى، قبل أن يتصاعد في آذار/مارس 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عربي دعما للحكومة لوقف زحف الحوثيين المدعومين من إيران. وانهار القطاع الصحي، وسط معاناة من نقص حاد في الأدوية، ومن انتشار أمراض كالكوليرا الذي تسبّب بوفاة المئات، في وقت يعيش فيه ملايين السكان على حافة المجاعة جراء أسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة. وقالت “يونيسف” في تقريرها الصادر لمناسبة ذكرى اندلاع الحرب إنّه “يمكن أن يصاب 30 ألف طفل إضافي بسوء التغذية الحاد الوخيم الذي يهدّد الحياة على مدى الأشهر الستة المقبلة”. كما أنّ من المحتمل أن يرتفع العدد الإجمالي للأطفال الذين يعانون سوء التغذية تحت سن الخامسة إلى ما مجموعه 2,4 مليون طفل، أي ما يقارب نصف عدد الأطفال دون سن الخامسة في البلد، وهو ارتفاع بنسبة 20 %. وقد تؤدي الأوضاع السيئة لوفاة 6600 طفل إضافي دون سن الخامسة “لأسباب يمكن الوقاية منها، بحلول نهاية العام، بزيادة قدرها 28 في المئة”. وجمعت الأمم المتحدة هذا الشهر 1,35 مليار دولار من المساعدات الإنسانية لليمن في مؤتمر للمانحين استضافته السعودية، إلا أن هذا الرقم يوازي نحو نصف التمويل المطلوب والبالغ 2.41 مليار. ويحذّر التقرير من أنه ما لم يتم تسلم 54.5 مليون دولار من هذا المبلغ للخدمات الصحية والتغذية بنهاية آب/أغسطس، فإن 23500 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد سيواجهون خطر الموت بشكل متزايد. ولن يتلقى ما يصل إلى مليون طفل مكمّلات المغذيات الدقيقة الحيوية وفيتامينات ضرورية، وستفقد نحو 500 ألف أم حامل وسائل التغذية الأساسية بما في ذلك تقديم المشورة بشأن تغذية الرضع والأطفال، بينما سيحرم 19 مليون شخص من إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية. وطالبت المنظمة بمساعدات عاجلة بقيمة 461 مليون دولار لاستجابتها الإنسانية في اليمن مع 53 مليون دولار إضافية للتعامل مع فيروس كورونا المستجد. وبدأ الوباء بالتفشي في اليمن في مطلع أيار/مايو، متسبّبا بوفاة 275 شخصا، إلا أن أعداد الضحايا قد تكون أعلى بكثير نظرا لعجز المؤسسات الصحية عن تحديد أسباب الوفاة في الكثير من الحالات.
مشاركة :