خبراء: التهديدات الإيرانية لأمن الخليج تزداد مؤشراتها

  • 6/27/2020
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

طهران تحاول استنساخ تجربة الحرس الثوري في دول الجوار الإقليميالتزام الولايات المتحدة الأمريكية بأمن شركائها في المنطقة ثابتأكد عدد من الخبراء المشاركين في ندوة «ما بعد بقيق: مستقبل الالتزام الأمني الأمريكي تجاه الخليج» التي نظمها مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» مؤخرا أن التهديدات الإيرانية لأمن الخليج العربي وخاصة الملاحة البحرية والمنشآت النفطية تزداد مؤشراتها ويتعين مواجهتها لأنها لم تعد أقوالاً وإنما ممارسات طالت المصالح الحيوية لكل من دول الخليج والدول الغربية على حد سواء، حيث دأبت إيران على ممارسة الحروب بالوكالة من خلال دعم وتمويل وتسليح المليشيات في المنطقة في محاولة لاستنساخ تجربة الحرس الثوري مجددًا في دول الجوار الإقليمي إلا أن الاستجابات الإقليمية والدولية قد أجهضت تلك المحاولات سواء من خلال إعلان الولايات المتحدة الأمريكية تأسيس التحالف العسكري البحري لأمن الملاحة أو سعي الولايات المتحدة لتمديد حظر الأسلحة لإيران وكذلك إدانة الهجمات على المنشآت النفطية السعودية في سبتمبر عام 2019، فضلاً عن قرار الإدارة الأمريكية تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية عام 2019 وهو الأمر الذي حذت بعض الدول الأوروبية حذوه العام الحالي 2020.يذكر أن الندوة شارك فيها كل من السفير والمبعوث الأمريكي السابق للسلام في الشرق الأوسط مارتن إنديك، وبلال صعب مدير برنامج الدفاع والسياسات الأمنية بمعهد الشرق الأوسط والدكتورة دانية الخطيب المتخصّصة في العلاقات العربية الأمريكية، والتي أدارها الباحث عمر العبيدلي.وبشأن وجود تباين في المواقف الاستراتيجية بين الجمهوريين والديمقراطيين تجاه منطقة الخليج مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية، أوضح الباحثون في مركز «دراسات» أنه يجب التفرقة بين تناول القضايا للأغراض الانتخابية والالتزامات الاستراتيجية، فالولايات المتحدة الأمريكية لديها التزام ثابت بأمن شركائها في منطقة الخليج العربي وهو ما تؤكده التصريحات الرسمية بهذا الشأن، بل والسياسات على أرض الواقع، ربما تتغير بعض الاستراتيجيات إلا أنه لا توجد اختلافات جوهرية بين الحزبين في هذا الشأن إلا في التكتيكات وأساليب العمل من دون أن يمس ذلك جوهر الالتزام الأمني الأمريكي تجاه معادلة أمن الخليج العربي.وحول تأثير أزمة «كوفيد-19» في مستقبل العلاقات الإقليمية والدولية في هذه المنطقة، قالوا: بلا أدنى شك لكل أزمة تداعيات ولكن يلاحظ أن بعض القوى الإقليمية والمليشيات المسلحة ساد لديها ظن خاطئ مفاده إمكانية زعزعة الاستقرار الإقليمي في محاولة لتوظيف انشغال الدول الكبرى بمواجهة جائحة كورونا، إلا أنه بالرغم من ذلك فإن هناك خطوطا حمراء للصراع لن يكون بإمكان أي طرف تجاوزها لأنه حال حدوث ذلك فإن الخيارات ستكون مختلفة، لكن بالطبع هناك أزمات إقليمية تشهد تدخلات واضحة ومنها الأزمة الليبية التي تتسارع وتيرة تطوراتها وتحتاج إلى تدخلات القوى الكبرى للحيلولة دون خروج ذلك الصراع عن السيطرة مما سيكون له عواقب وخيمة على الأمن الإقليمي والأمن العالمي على حد سواء.وبشأن مستوى النفوذ الإيراني في الدول المحيطة بمنطقة الخليج، أشاروا إلى أن الدعم الإيراني للمليشيات المسلحة في دول الجوار تؤكده مؤشرات وتقارير دولية عديدة، وبلا شك أن التحديات الاقتصادية في إيران لها تأثير على التدخلات الإيرانية في دول الجوار وخاصة في ظل العقوبات المفروضة على إيران والتي ظهرت آثارها في معدلات البطالة والتضخم، وتحديد الولايات المتحدة لبعض دول الجوار مهلة زمنية محددة لانتهاء الاستثناءات من العقوبات المفروضة على إيران، وفي ظل توجه مجلس الشيوخ لإقرار حزمة عقوبات جديدة قاسية على إيران سواء مؤسسات أو أفرادا فإن ذلك سيكون له تأثير على التدخلات الإيرانية في دول الجوار.وعن الأزمة اليمنية والرؤية المستقبلية لها، أكدوا أن اليمن تمثل عمقًا استراتيجيًا لأمن دول الخليج عمومًا والمملكة العربية السعودية على نحو خاص ولكل دولة الحق في حماية أمنها القومي بكافة السبل إلا أنه في الوقت ذاته فإن الحلول السلمية يجب أن تؤسس على القرارات الأممية ذات الصلة والتي تضمن استقرار وأمن اليمن ومصالح أبنائه، وفي الوقت الذي تقوم فيه إيران بتمويل ودعم المليشيات الحوثية فإن المساعدات السعودية لليمن عطاء لا يتوقف. 

مشاركة :