عواصم - وكالات - أعرب رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس أمس عن «امله» في ان تتمكن بلاده من تلبية مطالب الدائنين بحلول انتهاء المهلة المحددة لها، داعيا الى عدم السماح بـ «انقسام» اوروبا. وفي كلمة القاها امام البرلمان الاوروبي غداة قمة لمنطقة اليورو حددت لليونان مهلة حتى الاحد لتقديم اصلاحات ذات صدقية وتفادي «الفوضى في البلاد»، قال تسيبراس «امل ان ننجح في الايام المقبلة في تلبية ما يتطلبه الوضع لما هو في مصلحة اليونان ومنطقة اليورو». وناشد شركاء بلاده «دعونا لا نسمح لاوروبا بان تنقسم»، مشددا على ان الرهان «ليس مصلحة اوروبا الاقتصادية فحسب بل كذلك الجيوسياسية». وقال «ان ما نطلق عليه تسمية الازمة اليونانية هو عجز جماعي من منطقة اليورو على ايجاد حل لازمة ديون، انها مشكلة اوروبية ... تتطلب حلا اوروبيا» لتجنيب الاتحاد الاوروبي «انقساما تاريخيا». وكان الأوروبيون قد منحوا أثينا مهلة تنتهي الأحد للتوصل الى اتفاق، ويستعدون في حال عدم الاتفاق إلى «السيناريو الأسود» لخروج هذا البلد من منطقة اليورو بعد قمة أول من أمس التي أتت إليها أثينا بأيد فارغة من أي مقترحات إصلاحات ملموسة. وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك خلال مؤتمر صحافي في بروكسل «نحن فعلا في لحظة حرجة ولا يمكننا استبعاد هذا السيناريو الأسود اذا لم نتوصل الى اتفاق بحلول الاحد». وأضاف «عليّ ان أقول بصوت عال وجهوري ان المهلة الاخيرة تنتهي هذا الاسبوع... الفترة الأصعب في تاريخنا». وحتى رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر الذي رفض طويلاً الحديث عن خروج اليونان من منطقة اليورو، اقر بانه لم يعد يستبعد «أي فرضية». واضاف ان القادة الاوروبيين اعدوا «سيناريو مفصلا» لهذا الاحتمال الذي ستكون له انعكاسات على بلدان الجوار. ويلتقي قادة الدول ال 28 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الاحد في بروكسل وذلك لينهوا في أفضل الحالات، مفاوضات بدأت قبل نحو 6 أشهر بعد وصول حزب «سيريزا» اليساري الى السلطة. وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو ارينزي وهو يغادر بروكسل «آمل ان تكون آخر قمة (..) وان نتمكن من وضع نقطة النهاية وان تكون النهاية سعيدة». وقبل ذلك على أثينا أن تسلم منطقة اليورو «اليوم على أقصى تقدير» لائحة إصلاحات ملموسة بهدف إتاحة استئناف المفاوضات على خطة مساعدة مالية. لكن وزير المالية اليوناني الجديد اقليدس تساكالوتوس قدم الى الاجتماع بدون وثيقة مكتوبة ما اثار غضب العديد من المسؤولين الاوروبيين بعد 3 ايام من الاستفتاء اليوناني المدوي. وعلقت رئيسة ليتوانيا داليا غريبوسكايتي «اما ان الحكومة اليونانية لا تدرك (الامر) او لا تريد ان تدرك واما انها مستمرة في اللعب». والكثير من الدول الأوروبية تتردد كثيرا في تقديم المساعدة لليونان بعد عامين من خطة مساعدة بقيمة 240 مليار يورو واشهر من المفاوضات الصاخبة مع حكومة تسيبراس. من جهته، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه يتعين التوصل الى «برنامج (مساعدة) لعامين يمنح وضوحا في الرؤية»، حتى ان كانت هناك حاجة الى حلول عاجلة على الامد القصير حتى تتمكن اثينا من ان تسدد في 20 يوليو قرضا للبنك المركزي الاوروبي وهي المؤسسة الاخيرة التي تبقي اقتصادها على قيد الحياة من خلال تمويل البنوك اليونانية قطرة قطرة. وخزائن اثينا شبه خاوية وعليها في الأيام القادمة تسديد العديد من المبالغ أهمها للبنك المركزي الأوروبي. وفي حال عدم الاتفاق يمكن ان يتخلى البنك المركزي عن البنوك اليونانية ما سيؤدي حتما الى انهيار النظام البنكي اليوناني وافلاس البلاد وبالتالي خروجها من منطقة اليورو.
مشاركة :