عودوا إلى الطبيعة وإلى حياة الفلاحين البسيطة، كي تسلموا من ملوثات العصر الحالي، فاحرصوا على تغذية أطفالكم بالحليب. لا، لا تشربوا الحليب ولا تأكلوا مشتقاته بأنواعها كافة، فهو من أهم أسباب إصابة الإنسان بمرض السرطان. المواد أي الخضراوات والفواكه العضوية هي الأنسب، دعكم مما هو منتشر بكثرة في متناول يد الفقير والغني، واشتروا المأكولات العضوية وإن كلفتكم الضعف. عودوا عن قراركم هذا، فهناك دراسة حديثة تؤكد أن كل ما هو عضوي لا يناسب الصحة. الدهون هي السبب الأول في انتشار أمراض القلب وتصلب الشرايين وارتفاع الكوليسترول السيئ، وحدوث وفيات كثيرة ومفاجئة. مهلاً، آخر ما ورد أن الدهون التي مصدرها الحيوان، مفيدة وتحارب الكوليسترول، وأن التحذير منها وكل ما يشاع عن مخاطر المواد الدهنية في اللحوم والسمن المستخرج منها ما هو إلا خدعة طبية، وراءها شركات كبرى تريد أن تستغل الناس لتبيعهم من منتجاتها خصوصاً الزيوت المهدرجة والسمن والزبدة المصنعة. اشربوا حليب الصويا فهو أفضل من حليب البقر، خصوصاً بالنسبة للنساء، وأكثروا من أكل الصويا لفوائدها الكثيرة لاسيما في محاربة السرطان. لا، احذروا الصويا فهي تؤدي مباشرة إلى الإصابة بالسرطان، والدليل أن بعض المناطق التي تعتمد على هذه الحبوب في غذائها، معظم سكانها أصيبوا بالمرض الخبيث. لا تأكلوا قشر الفواكه والخضراوات، خصوصاً التفاح المستورد، لأن المواد التي يغلفون بها القشرة لحفظ الفاكهة، تصيب الإنسان بالمرض. وبعد مرور سنوات جاء من يقول: لا بأس إن أكلتها لكن الأفضل عدم الإكثار منها. كل الزيوت مضرة حتى زيت الزيتون النقي البلدي. لا، بل أفضل ما يمكن أن ينقي جسدك ويساعد الأمعاء وفوائده لا تحصى، هو زيت الزيتون. هذه الدوامة العلمية التي نعيش فيها كل يوم، بين دراسة تؤكد وأخرى تنفي، وثالثة تحذر ورابعة تؤكد عكس كل ما سبقها، تشعرك بأنك واقف وسط ألغام غذائية، تهدد حياتك ولا تعرف كيف تمشي كي تتجنب ضررها وتسلم أنت وأسرتك وتكمل حياتك بشكل طبيعي. هل صحيح أن هناك كل هذا الكم من الدراسات والأبحاث العلمية التي تجرى وتعلن نتائجها بصدق وأمانة لحماية الناس من الأمراض خصوصاً القاتلة والخبيثة، أم أصبحنا فئران تجارب ونعيش في مختبر كبير، وتجار الأدوية والأغذية يجرون أبحاثهم علينا، أو يتاجرون بنا كي نذهب نحو هذا المنتج بكثافة اليوم، ثم نستدير نحو منتج آخر وفق بوصلة الدراسات وإرشاداتها؟ ما هو الطبيعي؟ وما المزيف أو المعدّل جينياً؟ على كل منا أن يتحول إلى عالم كي يفهم الألغاز ويفك الشيفرة المكتوبة على المنتجات التي نشتريها، وعليه أن يربطها بأحدث تقاليع الأبحاث العلمية كي يعرف ماذا يأكل؟ ومتى؟ نشتاق إلى لقمة عيش هانئة نأكلها متى اشتهيناها، ببساطة وعلى البركة كما كان يقول الأجداد يوم كانت اللقمة هنيّة وشهية وبلا تجارب علمية. noorlmahmoud17@gmail.com