تحقيق:ميرفت الخطيب بعدما رفضت هيئة الشارقة للتعليم الخاص، تخفيض أجور الهيئات التدريسية بسبب تداعيات الوضع الحالي، دعت إدارات المدارس إلى رد المبالغ المقتطعة من أجور المعلمين. وفي المقابل اعتبر العديد من الأهالي، أن الهيئة، أنصفت المعلمين، لكنها لم تنصف الأهالي الذين يرزحون لمزاجية إدارات المدارس الخاصة التي تقطع خدمة التعليم عن بعد، وخاصة في هذه الأيام مع قرب موعد الامتحانات، لإجبار الأهل على دفع الرسوم المستحقة أي القسط الثالث، إضافة إلى مطالبة البعض بدفع القسط الأول من العام الدراسي المقبل. وهذا ما يدفعنا للتساؤل: هل المعلمون الوحيدون الذين تعرضوا للأذى جراء فصلهم أو تخفيض أجورهم؟ وماذا عن الأهل؟ هل هم مقيمون على كوكب آخر لم تصله كورونا؟ الكثير من الشكاوى سمعناها من الأهالي خلال الفترة الأخيرة، حول النقاط التي وردت سابقاً، وربما قد نجد العذر للبعض من هذه المدارس، إلا أن ما لا يمكن إيجاد عذر له، هو كيف يتم قطع التعليم عن بعد لطفلة توفي والدها منذ أشهر، ولم تدفع القسط؟ وكيف تفسر مدرسة بأن عدم وجود الطلبة هو بسبب عدم دفعهم للقسط أمام كافة الطلبة في الصف؟هذه الأزمة كشفت النقاب عن سياسات لبعض المدارس بكونها مؤسسات تجارية، وغير إنسانية، وهدفها الأساسي والأول هو المال وليس التعليم والمعرفة. خسرنا وظيفتنا «هدى. ف»، أم لطفلتين في الصف السادس والثالث الابتدائي، حدثتنا قائلة: «دفعنا نصف القسط المدرسي، وكان من المفترض أن نسدد النصف الثاني خلال شهر مارس الماضي، لكننا فوجئنا بجائحة كورنا؛ حيث خسر زوجي عمله في المطعم، وخسرت أنا وظيفتي في أحد المولات التجارية، ووجدنا أنفسنا بلا دخل، والمشكلة أن زوجي فشل في تحصيل حقوقه من المطعم بحجة تأثر المبيعات وعدم توفر سيولة، ولم نتمكن حتى من سداد أجرة البيت، وفي ظل هذه الظروف فوجئنا بمديرة المدرسة تغلق برنامج «التيمز» على البنتين، وتحرمهما من حضور الحصص، وبالطبع شعرتا بحزن شديد ولم تتوقفا عن البكاء». وتضيف: «تواصلت مع هيئة الشارقة للتعليم الخاص، لكني لم أجد تعاوناً منها؛ بل على العكس قالوا إنه لا علاقة لهم بالأمر، والقرار يرجع لإدارات المدارس». أم لسبعة أولاد وشاركتها «فاطمة. ع»، الرأي وهي أم لسبعة أطفال في مراحل دراسية مختلفة، وتوقف عمل زوجها فجأة بسبب مستجدات الوضع مع كورونا، وحرم أطفالها كذلك من حضور الدروس، وعن هذا قالت: «في السابق كان الإجراء المتبع هو عدم إعطاء الطالب لشهادته الدراسية في نهاية العام إلا بعد سداد ما عليه من رسوم، وكان هذا يعطينا فرصة لجمع المبلغ خلال شهور الصيف ونسدد ويتابع الأبناء دراستهم دون مشاكل، أما مع مستجدات التعليم عن بعد، فوجئنا بهذا القرار؛ حيث استيقظ أبنائي كالمعتاد لبدء دروسهم، ولم يفتح معهم البرنامج، وحاولنا مراراً وسألوا زملاءهم، وأكدوا لهم أنهم يحضرون الدروس، لنتواصل أخيراً مع المشرفة وتصدمنا بالقرارات الجديدة، فشعر أبنائي بالضيق والإحراج، خاصة أن المعلمة في بداية الحصة وهي تأخذ الحضور والغياب ذكرت أسماء من حرموا من الدروس بسبب عدم السداد، وعرف الجميع بالأمر». المعلمة المتعاونة سندس عمر، معلمة في إحدى المدارس الخاصة، قالت: «فوجئت بأن إدارة المدرسة قد أغلقت برنامج الدروس عن عدد من الطالبات للتأخر في سداد الرسوم، وأغلبهن من المتفوقات، وإحداهن توفي والدها في العام الماضي بحادث سيارة، والمشكلة أنهن في المرحلة الثانوية والدروس مهمة، خاصة في مادتي الرياضيات؛ حيث تحتاجان إلى شرح، شعرت بالضيق والحزن وقررت أن أفتح البرنامج لهذه الطالبة اليتيمة لأن ظروفها صعبة وأمها بالفعل كانت تحاول جمع المبلغ، لكن لا أدري من أخبر المديرة واتصلت غاضبة، وقالت لي: «ادفعي لها أنت القسط المدرسي، أو اعملي بدون راتب إن كان لا يعجبك الإجراء الذي اتخذته». الاستغناء عن الإداريين وكما للأهالي مشكلة من جراء الأقساط والتعليم، فهناك أيضاً مشكلة الإداريين الذين يعملون في المدارس الخاصة؛ حيث تم الاستغناء عن الكثير منهم لأنهم لم يقبلوا بالعمل بنصف معاش، والبقية يعملون حالياً بنصف الراتب، مع العلم بأن المسؤوليات والمهمات قد تراكمت عليهم بسبب قلة عدد الإداريين، مثلما حدث مع نجاة علي وهي أم لولدين وتعمل في نفس الوقت بسبب الأوضاع، تقول:»استغنت مؤسستنا التربوية عن عدد من الزملاء الذين كنا نتقاسم معهم المهام وبقيت لوحدي متحملة كافة المسؤوليات مجتمعة مع العلم بأن راتبي قد خصم منه، لكني قبلت بالواقع لأني مضطرة للعمل، والمفارقة أن البقية الباقية من العاملين رفعوا شكوى إلى هيئة التعليم الخاص بالشارقة، كي ينظروا بوضعنا أسوة بالمعلمين؛ بحيث تفرض على المدارس بعدم «تفنيش» أي معلم أو تخفيض راتبه، أو على الأقل أن يرأفوا بحال الإداريين الذين تم الاستغناء عنهم». رسالة للمدرسة من الوسائل التي اتبعها أولياء الأمور لمواجهة عدم تجاوب إدارات المدارس مع طلبهم بإمهالهم وقتاً لدفع الأقساط لبقية العام الدراسي وأيضاً للعام الدراسي المقبل، رسائل الشكوى والتي حصلت «الخليج» على نسخة منها، وهي رسالة شكوى من الأهالي للمدرسة بسبب التعلم عن بعد وفقدان العلاقة بين الأطراف الثلاثة الأهل والمدرسة والطلاب.
مشاركة :