أطلق معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وريتشارد ستنغل وكيل وزارة الخارجية الأميركية للدبلوماسية العامة والشؤون العامة في أبوظبي أمس مركز صواب، كأول مركز معني بالتصدي لأفكار تنظيم داعش الإرهابي، ويعد مبادرة تفاعلية للتراسل الإلكتروني تهدف إلى دعم جهود التحالف الدولي في حربه ضد التنظيم المتطرف. دور مهم وقال معالي الدكتور أنور قرقاش أنه من خلال التصدي لمشكلة التطرف على شبكة الإنترنت سيكون لمركز صواب دور مهم وفاعل في تحقيق ودعم الاستقرار والأمن في المنطقة ككل، كما سيشكل بداية لاستعادة الفضاء الإلكتروني وتطهيره من المتشددين وفكرهم المتطرف. من جانبه أشار ستنغل إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تقدر عالياً شراكتها مع دولة الإمارات في ما يخص مكافحة التطرف العنيف، مشددا على أن المركز سيظهر لتنظيم داعش وغيره من المنظمات المتطرفة أن المسلمين المعتدلين في كل مكان يرفضون مثل هذا الفكر البغيض وهذه الممارسات الوحشية، وأنهم يشتركون مع الآخرين في جميع أنحاء العالم في دعمهم وتطلعهم لمستقبل يسوده الاعتدال والتسامح. مهام ويتطلع المركز إلى إيصال أصوات الملايين من المسلمين وغير المسلمين في جميع أنحاء العالم ممن يرفضون ويقفون ضد الممارسات الإرهابية والأفكار الكاذبة والمضللة التي يروجها الارهابيون. ويعمل مركز صواب على تسخير وسائل الاتصال والإعلام الاجتماعي على شبكة الإنترنت من أجل تصويب الأفكار الخاطئة ووضعها في منظورها الصحيح وإتاحة مجال أوسع لإسماع الأصوات المعتدلة التي غالباً ما تضيع وسط ضجيج الأفكار المغلوطة التي يروجها أصحاب الفكر المتطرف. ومن خلال تواصله مع عامة الجمهور عبر الإنترنت سيتصدى المركز لمواجهة وتفنيد الادعاءات الكاذبة والتفسيرات الدينية الخاطئة التي ينشرها أفراد تنظيم داعش، كما سيتواصل المركز مع مجتمعات الإنترنت التي غالباً ما تكون فريسة سهلة لدعاة هذا الفكر. وسيتعاون المركز مع حكومات دول المنطقة والعالم بما في ذلك حكومات 63 بلدا مشاركا في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، والأهم من ذلك سيعمل المركز مع عامة الناس والمؤسسات والشركات والشباب من أجل دحض عقيدة داعش التي تقوم في جوهرها على الكراهية والتعصب، وفي المقابل سيعمل على إبراز ونشر القيم الحقيقية لدين الإسلام، والتي تقوم على الاعتدال وتدعو إلى التسامح والانفتاح. مبادرات ويأتي إطلاق المركز امتدادا ومكملا لمبادرات مكافحة التطرف الأخرى التي أطلقتها دولة الإمارات في السنوات الأخيرة، بما في ذلك مركز هداية لمكافحة التطرف العنيف، ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة. وتعكس هذه المبادرات التزام دولة الإمارات الراسخ تجاه تطبيق ونشر قيم الاعتدال والتسامح المتجذرة أصلا في تاريخها وفي ثقافتها، التي كانت وستبقى دائما رافضة وعصية على التشدد والتطرف بشتى أشكاله وممارساته.
مشاركة :