كتاب "السبر" لخالد الكندي بحث في الكلمة العربية | | صحيفة العرب

  • 6/28/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مسقط – يعد الكون عالما متشابكا، يسير وفق نظام محدد، وقد اجتهد العلماء على مر التاريخ في مجالات تخصصاتهم المختلفة أن يتأملوا في الوجود، وينقّبوا في الموجود، ليعرفوا كُنْهَ الموجودات، وأسرار المخلوقات، ويضعوا العلوم لدراستها، ولم يَفُتْهم أن يدرسوا الإنسان، فكانت العلوم الإنسانية، ثم اقتضت الحاجة إلى إنجاز لغة موحَّدة للعلوم، وآلية تضبط طرائق التفكير، ومعالجة لتأطير المفاهيم، ومقاربة لتعريف المصطلحات، فكان المنطقُ. ويمثل كتاب “السبر.. أورجانون العلوم الجديد” للدكتور خالد بن سليمان الكندي، رحلة في العلوم والنظريات التي حاولت خدمة “الموضوع”، وتعقيل المقاربات التي تخوض في مصطلحه ومفهومه، واختبار مدى نجاعة آلياتها محللا ظواهر لغوية وفكرية مختلفة. يقول الكندي “إن نظرية السبر خطة لتحليل ‘موضوع’، تنظر في الآراء والدراسات التي قيلت فيه، وتحاول أن تُحْصِيَ الأطراف المَعْنِيّة به، والأفكارَ التي تخصه، ثم تصنّف هذه الأطراف والأفكار إلى وِحْدات وأحداث وعلاقات، وتنظر في ما بينها من علاقات مباشرة ومجاوِزة، وذلك لوضع رؤية واسعة كفيلة بالنظر إلى الموضوع من زوايا مختلة، ومعالجة إشكالاته الاصطلاحية والمفهومية والإجرائية”. ويضيف “ولا يمكن لأي نظرية أن تكون مقبولة إلا إذا قدّمت مشروعية وجودها المتمثلة في إشكالية تريد حلّها، وجهاز اصطلاحي ومفاهيمي جديد يوضِّح آلِيّة اشتغالها، ونموذج تطبيقي قادر على إثبات قدرة النظرية على الاشتغال، وقد اخترنا قضيتين شغلت النحويين كما شغلت علماء الكلام والأصوليين والفلاسفة والتداوليين وعلماء اللسانيات الإدراكية أو العرفانية، وهما مفهوم الكلمة وعلاقتها بالمعنى، ومفهوم الجملة وعلاقتها بالإسناد”. ويتابع “قدّمت نظرية السبر آلية جديدة لتحليل مفاهيم العلوم وحل إشكالات مصطلحاتها، وذلك عبر جهاز اصطلاحي ومفاهيمي مكوَّن من الوحدة الأمّ، والحدث الأمّ، والوحدات الخاصة، والأحداث الخاصة، والأحداث المشتركة، والوحدة الخاصة المميِّزة، والحدث الخاص المميِّز، والعلاقات المباشرة ‘الإحداث والتأثير والتمكين’، والعلاقات المجاوِزة”. الدراسة التي قدمها الدكتور خالد الكندي تناقش الإشكالات الكثيرة حول مفهوم الكلمة في التراث العربي والفلسفة واللسانيات وعلم الإدراك، وخلصت إلى تقسيم الوحدات اللغوية إلى ست وحدات، وميّزت كل وحدة بأحداثها الخاصة، ودعت إلى أن يكون للسانيات ستة فروع أساسية: فرع لدراسة أحداث الفونيم، وفرع لدراسة أحداث المقطع، وفرع لدراسة أحداث المورفيم، وفرع لدراسة أحداث الكلمة، وفرع لدراسة أحداث التركيب، وفرع لدراسة أحداث النص. كما عرضت الدراسة تاريخ الخلاف في مفهوم الإسناد والكلام والنسبة والجملة من القديم إلى الحديث، عند العرب والغرب، وخلصت إلى رؤية خاصة مستندة إلى الاستفادة من مفهوم الحدث والمجموعتين الإسنادية والقصورية في الفيزياء.

مشاركة :