جمعت مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار يوم الخميس الماضي خلال ثاني فعاليات سلسلتها الافتراضية، تحت شعار "لا تنسوا كوكبنا" نخبة مؤثرة من صناع القرار والشخصيات المهمة في مجال المال والاقتصاد، لتحديد العناصر الرئيسة التي يجب تبنيها في الخطة العالمية للتعافي المستدام، بما يتماشى مع اتفاق باريس وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وتابع الحدث أكثر من عشرة آلاف مشاهد من أكثر من مائة دولة، في بث حي مباشر. وخلال كلمته في المؤتمر الافتراضي، قال ياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي ورئيس مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار "إن هذه الفعالية "الافتراضية" ملهمة فعلا، ونجحت في جمع كوكبة من أهم قيادات الفكر في العالم"، وأضاف "التعاون وتضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص ضروريان جدا للتوصل إلى خطة للتعافي المستدام". من جانبها، وصفت برون بوارسون، وزيرة الدولة الفرنسية للانتقال البيئي والتضامن، الأزمة الراهنة بأنها "أقرب شبها بما كنا عليه في عام 1945 منها إلى أزمة عام 2008 والأزمات التي عرفناها في سبعينيات القرن الماضي، وإني لأجد أن أقرب نموذج لما يحتاج إليه العالم حاليا هو خطة مارشال مستدامة مراعية للبيئة، أعتقد أننا بحاجة إلى خطة مارشال للقرن الـ21". وفي تعليقه على مستقبل قطاع الطاقة، تحدث الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة، عن دور حكومة المملكة، قائلا "نسعى إلى أن نكون نموذجا يحتذى به، ونتولى تنفيذ برنامج كفاءة جاد ودقيق، وفي عام 2030 ستوفر مصادر الطاقة المتجددة 50 في المائة من إنتاج الكهرباء في المملكة". في حين شدد موكيس أمباني، رجل الأعمال الهندي ورئيس مجلس الإدارة والمدير الإداري في شركة ريلاينس إندستريز، على أهمية حماية البيئة وصون الطبيعة في كوكبنا، مضيفا "أعتقد أن الطبيعة هي التكنولوجيا الأمثل، التي لا يمكن للإنسان مضاهاتها، وهي تعلمنا كيفية إعادة التدوير". بدورها، ترى الدكتورة جين جودول، مؤسسة معهد جين جودول، وسفيرة الأمم المتحدة للسلام في المملكة المتحدة، أن عدم الاقتداء بآليات الطبيعة هو الذي أدى إلى تفشي الجائحة الراهنة، مضيفة "على مدى زمن طويل، كان العلماء يتوقعون تفشي جائحة صحية مثل هذه التي نعيشها اليوم، وما هي إلا نتاج عدم احترامنا للبيئة والكائنات التي تعيش في كنفها". بينما قال ريتشارد أتياس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، في كلمته "إن الأزمة القائمة أوضحت لنا مخاطر وتكلفة إهمال بيئتنا الطبيعية وما نرتكبه بحق كوكبنا، لذا الرسالة التي نسعى إلى نشرها اليوم هي ألا تنسوا كوكبنا". واشتملت قائمة المتحدثين خلال الحدث الافتراضي، على كل من الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، برون بوارسون وزيرة الدولة للانتقال البيئي والتضامن في فرنسا، جاكيه أتالي الكاتب والخبير الاقتصادي ورئيس بوزيتيف بلانيت الفرنسي، موكيش أمباني رئيس مجلس الإدارة والمدير الإداري في شركة ريلاينس إندستريز الهندية، أنوشة أنصاري المؤسسة والرئيس التنفيذي في "إكس برايز" في الولايات المتحدة الأمريكية، باربارا بيلفيسي المؤسسة والرئيس التنفيذي في "إنترستيلار لاب" في فرنسا، جاي كولينز نائب رئيس مجلس الإدارة للشؤون المصرفية واستشارات أسواق المال في مجموعة سيتي في الولايات المتحدة الأمريكية، الدكتورة جين جودول مؤسسة معهد جين جودول وسفيرة الأمم المتحدة للسلام من المملكة المتحدة، ماريان هار المدير التنفيذي لتحالف جرين ديجيتال فاينانس في الدنمارك، الدكتور ماريو مولينا الحائز جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1995 رئيس مركز ماريو مولينا في المكسيك، الدكتور برتراند بيكارد رئيس مؤسسة سولار إمبلص في سويسرا، باتريك بويان رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في شركة توتال الفرنسية، وأداير ترنر رئيس لجنة تحولات الطاقة كبير زملاء معهد الفكر الاقتصادي الجديد البريطاني. وتأتي سلسلة الفعاليات الافتراضية التي تنظمها مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ضمن مجموعة من الفعاليات المهمة التي تنظمها المؤسسة، التي تتوجها بانعقاد المؤتمر السنوي للمبادرة في العاصمة الرياض يومي 28 و29 تشرين الأول (أكتوبر) 2020. وكانت المؤسسة أصدرت أخيرا تقريرها الأول الذي تستهل به سلسلة من تقارير تحمل عنوان "تأثير"، في إطار رعايتها لألمع الأفكار من جميع أنحاء العالم، ومساعدتها على إحداث تأثير إيجابي في البشرية على نحو مستدام.
مشاركة :