الدوحة ـ الراية: دعت قطر الخيرية المحسنين وأهل الخير إلى المساهمة في تحسين أوضاع الخلاوي القرآنية وكفالة محفظي القرآن الكريم وطباعة المصاحف لتوزيعها على طلاب الخلاوي في النيجر. وتنفذ قطر الخيرية العشرات من المشاريع المهمة في العديد من المجالات في النيجر من خلال مكتبها الميداني هناك، من أبرزها في المجال الثقافي والتعليمي، حيث تم مؤخراً بناء 56 مسجداً حسب طلبات الأهالي وموافقة السلطات. ساهمت هذه المساجد في تمكين الأهالي من أداء شعائرهم الدينية في ظروف مناسبة بعدما كانوا يؤدونها في مرافق لا تقيهم من البرد ولا الحرارة، كما قامت قطر الخيرية، وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم بالنيجر ببناء العديد من الفصول الدراسية في بلد تشير إحصائياته إلى أن نسبة النقص من الفصول الدراسية يبلغ 59 % وهو ما يؤثر على مستوى التمدرس حيث يجد أكثر من نصف الطلاب أنفسهم في فصول من القش لا تليق بالعملية التربوية مما يعيقهم أحياناً عن إنهاء سنتهم الدراسية نتيجة الظروف الطبيعية من أمطار وعواصف تجرف هذه الفضول فيجدون أنفسهم في العراء. ورغم انتشار خلاوي القرآن الكريم في النيجر التي تشير الإحصاءات إلى وجود نحو 50 ألف منها في البلاد، إلا أن وضع هذه الخلاوي أو مجالس تحفيظ القرآن الكريم يرثى لها، وما يسود فيها من غياب النظام، يؤدي إلى تقليل ثمرتها، ولعل هذا السبب جعلها محل اهتمام قطر الخيرية من خلال مكتبها بالعاصمة النيجرية نيامي. ويمكن تلخيص ما تعانيه هذه الخلاوي في عدة نقاط أساسية، هي عدم وجود فصول دراسية، وأغلب هذه الخلاوي في القرى إما تحت سقيفة أو تحت شجرة كبيرة، وهذا ما يقلل من روادها، وينغص الحياة على أبنائها في زمن الحفظ والتلقي .. والمشكلة الثانية، عدم توفر منهج في التحفيظ معتمد، فالخلاوي أو المجالس تخرج مجموعات من الحفاظ، لكن معظمهم حفظهم غير تام سواء للسور والآيات أو لأحكام التلاوة، إضافة إلى القصور في الفهم بسبب غياب كتب التفاسير التي يمكن أن يتعلموا منها، والمشكلة الثالثة أن بعض المعلمين يحتاجون إلى تلقي دورات تدريبية، لتعزيز قدراتهم وإمكاناتهم وتوفير معلمين متمكنين. أما الاحتياجات المادية، فهي ملحة جداً، لبناء فصول دراسية للخلاوي وتزويد الدارسين فيها بالمصاحف، وبعض الكتب الأساسية في التجويد والتفسير واللغة وتقديم كفالات لبعض المدرسين الذين تجردوا لتحفيظ أبناء المسلمين في هذه الخلاوي، حيث يدفع الفقر الكثير من المعلمين لتركها بحثاً عن لقمة العيش وإعطاء منح للطلبة المتميزين في الحفظ وإعداد مسابقات تحفيظ القرآن الكريم وغير ذلك مما يرفع مستوى الرغبة في حِفظ القرآن الكريم وتَعْليمه.
مشاركة :